النائب محمد بركة:

هذه قوانين فاشية القرن 21 لن تردعنا

لا يمكن لديمقراطيتكم المزيفة أن تكون على حساب احتلال 4 ملايين فلسطيني والتنكيل بهم وسلب أراضيهم

لنتنياهو وحكومته أقول: أنت تحاولون فرض شرعية على مشروع الاستبداد والانفلات والعربدة المسمى مستوطنات

دعا النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، من على منصة الكنيست مساء أمس الإثنين، إلى مقاطعة بضائع المستوطنات، إن كانت في الضفة الغربية والقدس المحتلة، أو في هضبة الجولان السورية المحتلة، وهذا في الوقت الذي كان ينهمك فيه أعضاء الكنيست من الائتلاف واليمين في إقرار قانون آخر من قوانين العنصرية الإسرائيلية وقوانين الاستبداد والملاحقة السياسية.


النائب محمد بركة

وقال بركة، بعد خلال مناقشته القانون، إن هذا القانون كقوانين أخرى، لا يمكنها أن تغير ما نؤمن به ولن تغير سياستنا، ولن تستطيع إسكاتنا، وما كان في الأمس صحيح في هذه اللحظة، وسيكون في يوم غد، وعلى هذا الأساس فأنا من هنا أدعو إلى مواصلة مقاطعة بضائع المستوطنات وكل ما يصدر عنها، لأن هذه المستوطنات ما هي إلا وباء يلوث البيئة الإنسانية ووظيفتها تدمير آفاق حل الصراع.
وتابع بركة في كلمته، إن عددا من النواب توقفوا في كلمتهم عند تعارض هذا القانون مع أسس الديمقراطية، وهذا جانب مهم لا يمكن التقليل من شأنه، ولكن لهذا القانون إبعاد أخرى، فمثل هذا القانون هو تعبير عن ربط الاحتلال بالفاشية، وهو يسعى لفرض شرعية على أكبر نشاط عربدة وانفلات واستبداد في البلاد والمنطقة، وهو المسمى "استيطان"، وهو يضع المستوطنات فوق أي جدل ونقاش، وفوق مصلحة التوصل إلى اتفاق سلام، وهذه الرسالة الأساسية من هذا القانون.
وقال بركة، إن هذا القانون يهدف ليس فقط لمعاقبة من يدعو أو يساهم في مقاطعة هذه المستوطنات، وإنما أيضا لفرض حصانة في وجه القانون الدولي والشرعية الدولية، وأيضا من اجل معاقبة من يفكر بشكل آخر.

التلون والديمقراطية المزعومة

وهاجم بركة مشاهد التلون في حكومة نتنياهو، وقال إننا نسمع عن بعض الشخصيات في حزب الليكود الحاكم بأنها تعارض القانون، مثل الوزير دان مريدور، الذي يحلو له الظهور بمظهر "الاعتدال"، فهذا الوزير لا يعترض على هذا القانون من حيث المبدأ وإنما من حيث التوقيت، بمعنى أنه لو كان الوقت آخر لما اعترض عليه.
وتوجه بركة في كلامه، لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي اختار الهرب من جلسة التصويت، وقال إن نتنياهو يكذب حينما يزعم انه معني بالمفاوضات، فعن اي مفاوضات يتحدث إذا كان يعارض حدود 1967 كأساس للمفاوضات، ويرفض أي حديث عن المستوطنات، وعن اي شيء من شأنه ان يدفع بالعملية التفاوضية.
وتوجه بركة لمبادري القانون وداعميه قائلا، إذا كنتم تنوون تخريب ديمقراطيتكم التي تتحدثون عنها، فافعلوا ما يحلو لكم، ولكن ليس على حساب نهب وسلب ما تبقى من ارض فلسطينية، وليس على حساب مواصلة تنكيل وقتل شعب بأكمله، أنتم تتحدثون ديمقراطية لا نرى فيها سوى تبدل أحزاب على الحكم، وجميعها تواصل احتلال 4 ملايين فلسطيني والتنكيل فيه.

كتاب قوانين فاشية القرن

وقال بركة، إننا أمام قانون يسعى فيه 52% فرض إرادتهم على 48% وإسكاتهم، وهذا سيضاف إلى 18 قانونا عنصريا تم إقرارهم حتى شهر آذار/ مارس الماضي، ولا حاجة للتحدث عن كل القوانين العنصرية التي عرفناها على مر عشرات السنين، فلو أخذنا هذه القوانين الأخيرة فقط، وجمعناها في كتاب قوانين واحد، لكانت الدليل "الأنجع" لأشد الأنظمة فاشية في القرن الواحد والعشرين، فهل هذا ما تسعون له.
وقال بركة مختتما، إن مصير قانونكم هذا كغيره، لن يردعنا ولن يسكتنا ولن يغير مواقفنا، وسنواصل مواجهة الاحتلال وجرائمه وأوبئته كلها.