الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 06:02

د. رائد غطاس: نحو اقامة اطار تنظيمي يمثل السكان العرب في المدن المختلطة

كل العرب
نُشر: 12/07/11 20:36,  حُتلن: 08:36

د. رائد غطاس:

 هل هنالك تمثيل للسكان العرب في المدن المختلطة ضمن هذه اللجان القطرية؟

بودي في هذا المقال التطرق من وجهة نظر تنظيمية إلى خصوصيات السكان العرب في المدن المختلطة

تتم دعوة الأعضاء العرب في بلديات المدن المختلطة إلى الاجتماعات بصفة مراقبين وبالطبع في هذه الاجتماعات تتم بحث القضايا التي تخص المدن والبلدات العربية دون التطرق لقضايا السكان العرب في المدن المختلطة

من المعروف ان السكان العرب في المدن المختلطة هم جزء هام وواعي من شعبنا الفلسطيني في الداخل، وتير التقديرات انهم يشلون ما يزيد عن 80% من مجمل السكان العرب، في مقالات سابقة كنت قد تطرقت إلى تقسيم السكان العرب في المدن المختلطة المختلفة ونسبتهم من السكان، وبودي في هذا المقال التطرق من وجهة نظر تنظيمية إلى خصوصيات السكان العرب في هذه المدن.

تحديات مركزية
لا شك أن هنالك قضايا وتحديات مركزية خاصة بهذه المجموعة السكانية بالإضافة إلى القضايا والتحديات التي تواجهها الجماهير العربية عامة في الداخل، خلافاً لما هو سائد في مدننا وقارنا العربية حيث تجري الانتخابات في معظم السلطات المحلية على اساس انتماءات طائفية وعائلية، ففي المدن المختلطة تكون مشاركة السكان العرب في انتخابات السلطة المحلية بموجب انتماءات سياسية حيث تم تشكيل قوائم حزبية وشهدت العديد من المدن ائتلافات وتحالفات بين الاحزاب السياسية كما تم في نتسيريت عيليت وفي تل أبيب – يافا، حيث تم خوض الانتخابات في قوائم موحدة أساسها تحالف بين التجمع الوطني الديمقراطي والجبهة للسلام والمساواة وبمشاركة قوى مستقلة أخرى، وإذا دل هذا على شيء فإنه يدل على مستوى الوعي السياسي لهؤلاء السكان.
هنالك العديد من التنظيمات القطرية التمثيلية لشعبنا في الداخل أهمها: اللجنة القطرية لرؤساء السلطات العربية، لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في البلاد، والسؤال المطروح هو: هل هنالك تمثيل للسكان العرب في المدن المختلطة ضمن هذه اللجان القطرية؟

سكان المدن المختلطة مراقبون في المتابعة العليا بدون حقوق
في الحقيقة تتم دعوة الأعضاء العرب في بلديات المدن المختلطة إلى الاجتماعات بصفة مراقبين وبالطبع في هذه الاجتماعات تتم بحث القضايا التي تخص المدن والبلدات العربية دون التطرق لقضايا السكان العرب في المدن المختلطة، وحتى في حالة تم بحث بعض هذه القضايا فإن حضور ممثلي المدن المختلطة لا يتعدى صفة المراقبة حيث ينقصهم حقوق العضوية الكاملة، كالتصويت وغيرها من الحقوق، والامر ذاته يحدث في لجنة المتابعة العليا حيث يفتقد السكان العرب في المدن المختلطة لحضور تمثيلي في اجتماعات اللجنة.
في العديد من المدن المختلطة نجح السكان العرب بإيصال عدد لا بأس به من ممثليهم إلى المجالس البلدية في انتخابات السلطات المحلية الأخيرة، وفي مدن أخرى لا يوجد تمثيل للسكان العرب في السلطات المحلية لأسباب عديدة منها عدم خوض الانتخابات لأسباب مبدية مثل مقاطعة الانتخابات كما جرى في معلوت ترشيحا والدعوة إلى إنفصال ترشيحا عن معلوت كسلطة محلية، أو لعدم عبور نسبة الحسم والنجاح بالوصول إلى المجلس البلدي كما كان الامر في كرميئيل، وهنالك العديد من المدن الأخى والتي يسكنها الالآف من العرب دون خوضهم انتخابات السلطات المحلية، ولكن في كل هذه المدن يوجد نشطاء في العمل البلدي، فمنهم أعضاء في المجالس البلدية المنتخبون ومنهم من كانعضو مجلس بلدي سابق، ونجد العديد من النشطاء في مجال العمل البلدي والاجتماعي.
بإعتقادي هنالك حاجة ماسة لإقامة إطار تمثيلي يجمع كل أعضاء بلديات وممثلين ونشطاء في مجال العمل البلدي في المدن المختلطة، بحيث يأخذ هذا الغطار شكلاً تنظيمياً يمثل السكان العرب في المدن المختلطة يعمل إلى جانب اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وبتنسيق كامل معها ويكون ايضاً أحد مركبات لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية.

تشكيل هذا الإطار سوف يدعم مسيرة شعبنا في الداخل على ثلاث مستويات:
1- سيكون الاطار المناسب والمختص في البت بقضايا السكان العرب في المدن المختلطة ووضع استراتيجيات عمل للكفاح ضد العنصرية والتمييز خاصة وان هذه الشريحة السكانية تعاني الأمرين من التمييز المضاعف، فالتمييز من قبل السلطة المركزية والتمييز على المستوى المحلي من قبل السلطة المحلية.
2- سيكون هذا الإطار عاملاً مساعداً في نشر ثقافة جديدة لخوض الانتخابات المحلية على أساس انتماءات سياسية وحزبية وليس بحسب انتماءات عائلية وطائفية.
3- سيعمل هذا الإطار على ترسيخ التحالفات القائمة والناجحة ليشكل نموذجاً يحتذى به للتحالف على المستوى القطري بين الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة بين جماهيرنا العربية في الداخل.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة