الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 13:02

ربيع إبريق: التعقيبات في المواقع الإلكترونية

كل العرب
نُشر: 11/07/11 19:36,  حُتلن: 08:24

ربيع إبريق في مقاله:

المواقع الإلكترونية تُمكّن الكاتب بأن يعرف ويدرك آراء قُراء وزُوار الموقع حول ما كتبه عن طريق التعليقات والتعقيبات

التعقيبات لا تمت بأي صلة لما كُتب من شعر أو نثر ، فبعض "القراء" يستغلون هذا المنبر وهذه المنصة من أجل التحاور فيما بينهم

نعيش في دولة ديموقراطية، وأحد الأسس والركائز المهمة في النظام الديموقراطي هو حرية الفرد في التعبير عن الرأي ضمن حدود القانون والمقبول والمعقول

بعض "القراء" لا يلتزمون بالأصول الأخلاقية، ويصل بهم الحد أن يتهجموا على الكاتب ، محاولين النيل منه ومن كتاباته ، عن طريق التحقير والإستهتار والسخرية

مما لا شك فيه أن غزو الحاسوب والشبكة العنكبوتية ومداهمتهم بيوتنا كان له الأثر الأكبر على حياتنا العصرية ، فبالإضافة إلى سرعة إنتقال الأخبار المحلية والقطرية والعالمية ، فقد أعطت المواقع الإلكترونية ، والتي أُنشأت بكم ٍهائلٍ ، منصة جيدة لأصحاب الأقلام من أجل نشر إبداعاتهم الأدبية ، سواء كان ذلك في الشعر أو كتابة المقالة والخاطرة والقصة القصيرة .

إنتقادات بناءة
وعلى عكس الصحيفة ، فإن هذه المواقع الإلكترونية تُمكّن الكاتب بأن يعرف ويدرك آراء قُراء وزُوار الموقع حول ما كتبه عن طريق التعليقات والتعقيبات ، بحيث من المفروض أن تكون هذه التعقيبات بمثابة محفزا له للإستمرار في الكتابة والإبداع ، محاولا تحسين كتابته مرة تلو الأخرى ، آخذا بعين الإعتبار الإنتقادات البناءة والآراء الموضوعية الهادفة .

لحظة تأمل وأكثر
أمّا ما آلت إليه أوضاع بعض المواقع الإلكترونية في هذه الأيام فيتطلب منا أكثر من لحظة تأمل وأكثر من وقفة إستدراك . نحن نعيش في دولة ديموقراطية ، وأحد الأسس والركائز المهمة في النظام الديموقراطي هو حرية الفرد في التعبير عن الرأي ضمن حدود القانون والمقبول والمعقول ، فمن حق - بل من واجب القارئ أن يُعبّر عن رأيه حول ما قرأه ويُبدي ملاحظاته العينية ، سواء كان ذلك ايجابيا أو سلبيا . فقد يوافق القارئ مع ما كُتب ، ولكن من حقه أيضا أن يُعارض بشكل تربوي وأخلاقي ما قرأه من خلال توضيح رأيه الشخصي ، مُنمقا ومُعللا هذا الرأي كما يرغب ويشاء . لكننا نُلاحظ أن بعض "القراء" لا يلتزمون بهذه الأصول الأخلاقية ، بحيث يصل بهم الحد أن يتهجموا على الكاتب ، محاولين النيل منه ومن كتاباته ، عن طريق التحقير والإستهتار والسخرية . والذي يُثير الحفيظة بأن هؤلاء "القراء" يختفون وراء ستار وحاجز من الأسماء والرموز المستعارة ، فالقارئ الجريء الشجاع هو ذاك القارئ الذي يُعقّب ويكتب إسمه جليا وواضحا دون خوف أو وجل ، لأن هدفه الإنتقاد البناء الهادف ، أمّا هؤلاء الذين يتسلحون بأسماء مستعارة ورموز وهمية فما هم إلا جُبناء ، يحتمون بسلاح التستر لبث سمومهم الخبيثة المقيتة ، هادفين إلى تحطيم معنويات الكاتب ، جاهدين على إحباطه وثني عزيمته بدل أن يلعبوا دور القارئ المشجع والداعم .

إستغلال المنبر
وتسترعي إهتمامي من خلال مُتابعتي للتعقيبات قضية أخرى تدعو للإشمئزاز من الوضع الذي وصلنا إليه ،وهو ما يفعله  " القراء" في بعض المواقع ، فحين تقرأ المقال وتقرأ بعد ذلك التعليقات تجد ،وللأسف، بأن هذه التعقيبات لا تمت بأي صلة لما كُتب من شعر أو نثر ، فبعض "القراء" يستغلون هذا المنبر وهذه المنصة من أجل التحاور فيما بينهم ، ويتبادلون الكتابة والرد حول أمور سخيفة وجانبية ، بُعدها عن الموضوع كبعد السماء عن الأرض . والسؤال الذي يُطرح في هذا السياق : كيف يُمكن لموقع إلكتروني أن يسمح لهؤلاء "القراء" بأن يستغلوا موقعهم من أجل هذه السخافات !؟ هذه الأمور السلبية وأمور أخرى لا أريد الخوض فيها ألان دفعت بعض المواقع إلى إلغاء التعليقات والتعقيبات ، من أجل المحافظة على موقعهم وحتى لا يُستغل الموقع من أجل القذف والإستهتار والإستهزاء والسخافة والإستخفاف مُكتفين بإعطاء أصحاب الأقلام ، خاصة الواعدة فرصة مناسبة للإبداع - كل حسب قدرته وموهبته .

إحداث تغيير
أعتقد بأن من واجب المواقع إحداث التغيير المطلوب من أجل وضع حد للظواهر السلبية عن طريق إلزام كل مُعقب ومُعلق بكتابة إسمه الكامل والواضح وعدم نشر تعليقات لا علاقة لها بالموضوع أو تعليقات فيها مس وإستهتار بالكاتب ، ولكنني أعتقد أيضا أن التغيير الأساسي يبدأ بالقارئ نفسه حين يُحوّل نفسه من قارئ مُستهتر ومُحبط إلى قارئ جدي ومُشجع ومُنتقد بشكل بناء!!

أبو سنان

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة