الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش:

الأحزاب السياسية الموجودة حاليا مليئة أصلا بمصائب وفساد أفدح وأضل سبيلا

لا بد من وضع دستور البلاد قبل الذهاب للإنتخابات البرلمانية المقرر لها شهر أيلول

الدور الذي تلعبه جماعة الإخوان الآن هو الدور نفسه الذي لعبه الحزب الوطني الحاكم سابقا

وصف الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش الإجراءات الدستورية التي تمت منذ الإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بـ"رحلة الخطايا الدستورية"، قائلا في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" نشر اليوم الإثنين إنه لا بد من وضع دستور البلاد قبل الذهاب للإنتخابات البرلمانية المقرر لها شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.

الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش

وفي مكتبه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وضع إبراهيم درويش، الذي شارك في مؤتمر تأسيسي لصياغة الدستور التركي في أيار (مايو) الماضي والمناقشات التي دارت حوله، اللبنات الأولى لملامح الدستور المصري المنتظر، والذي يأمل أن يكون قصيرا ولا يتخطى العشرين مادة، ويعطي حريات بلا قيود، مقترحا أن يعطي حق الترشح بداية من سن الخامسة والعشرين، تماشيا مع روح الشباب الذين ألهموا الثورة.

ضاعت الثورة ولم تحقق أهدافها
وأعرب درويش عن عدم تفاؤله بالمستقبل، قائلا "ضاعت الثورة ولم تحقق أهدافها"، متهما قوى سياسية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين بما سماه بـ"القفز على منجزات الثورة". ويرى درويش أن الدور الذي تلعبه جماعة الإخوان الآن هو الدور نفسه الذي لعبه الحزب الوطني (الحاكم سابقا)، معربا عن رفضه لأي قانون يمنع أعضاء الحزب الوطني الذي صدر حكم بحله من ممارسة العمل السياسي. وقال إن "الأحزاب السياسية الموجودة حاليا مليئة أصلا بمصائب وفساد أفدح وأضل سبيلا".

الحزب الوطني منحل
وانتقد درويش أداء السلطات المصرية التي تولت إدارة شؤون البلاد عقب تخلي مبارك عن السلطة في 11 فبراير (شباط) الماضي، مشيرا إلى وجود تخبط في قرارات المجلس العسكري الذي تولى إدارة البلاد، واصفا حكومة الدكتور عصام شرف بـ"الضعيفة"، قائلا إن "99 في المئة من وزراء حكومة شرف لا يصلحون أصلا لهذه المهمة، وإن 80 في المئة منهم من الحزب الوطني المنحل.. وهذه وزارة لا تصلح إلا في عهد مبارك"..