الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 03:01

بهاء رحال يكتب: الجدل المتواصل حول التوجيهي

كل العرب
نُشر: 29/06/11 22:11,  حُتلن: 08:29

بهاء رحال في مقاله:

التوجيهي ولسنا ننكر أنه كان لسنوات عديده أداة قياس جيدة وممتازة ولكنه لم يعد كذلك وليس كل ما كان يجب ان يبقى

التوجيهي عبء ليس فقط على الطلبة أنفسهم بل على ذويهم الذين يعيشون ظروفاً قاسية وأوقاتاً صعبة وهم يتطلعون لأبنتهم أو إبنهم المحاصر بالكتب والمراجع

جدلٌ واسع تشهدهُ الساحة الفلسطينية بين من هو مع بقاء التوجيهي كأداة لقياس الطلاب ، إذاناً بنهاية مرحلة التعليم الثانوي ومحطه فاصله في حياة الإنسان ، وبين من هو مع بقائه مع ضرورة إحداث التغيرات التي تسمح بتطوير النظام التربوي وتؤدي الى وضع نظام اكثر تقدماً وملائمة للتطور الذي يشهده العالم ، وبين من هو ضد بقاءه ويطالب باسقاطة ووضع فلفسفه تعليمية جديده تتماشى والتطورات العلمية المتسارعة في العالم بشكل كبير خاصةً في السنوات الأخيرة التي شهدت تطور تكنولوجياً كبيراً وعلمياً في كافة المستويات والحقول المعرفية والعلمية التي لم تعد تتشابه خاصة في ظل الثورة التكنولوجيه وثورة الاتصالات والمعلومات .

التوجيهي عبء على الطلبة
التوجيهي عبء ليس فقط على الطلبة أنفسهم بل على ذويهم الذين يعيشون ظروفاً قاسية وأوقاتاً صعبة وهم يتطلعون لأبنتهم أو إبنهم المحاصر بالكتب والمراجع والأسئلة والخوف ويستفيضون بالدعاء له بالنجاح وتخطي هذه المرحلة التي تعتبر من أهم المراحل في حياة الإنسان الفلسطيني فهي مفصلاً مهماً يتحدد معه مصير الإنسان وإنعطافه للمستقبل ، فمن يتخطى هذه المرحلة يستطيع أن يواصل تعليمه ومن يسقط في فخها يبحث له عن مكاناً آخر غير التعليم ، ومن هنا تبرز مشكلة التوجيهي الذي يعتمد على اساليب قياس قديمة بحته ولا ترتقي لمستوى التطور العلمي الحاصل ويفتقد الى الكثير من أدوات القياس السليمة والصحيحة مما يشكل عبئ مجتمعي كبير يترك الكثير من السلبيات التي يصاب بها المجتمع.

مسيرة القراءة والكتابة
مسيرة الطالب تبدأ من الصف الأول بالقراءة والكتابة والهجاء والحساب وتنتهي بالتوجيهي بمزاجيه معلم وواضع أسئلة ومصحح يرى الأجوبة وفق النماذج المعدة أمامه، حتى أنه لا يحفظ الأجوبة التي يصحح أسئلتها بل يعتمد على تلك الاجابات النموذجية المعقده ، فإذا كان المعلم ذاته في الغالب عاجز عن الحفظ فكيف بالطالب الذي يحاسب على اجابات نموذجية محددة ولا يسمح له بالخروج عنها ، أو الانتقاس منها واذا خرج عن ذلك ووقع في متاهة الحفظ والفهم ضاعت عليه العلامه وضاع عليه الإمتحان وضاع في خبر كان.

خوف وإمتعاض
التوجيهي ولسنا ننكر أنه كان لسنوات عديده أداة قياس جيده وممتازة ولكنه لم يعد كذلك وليس كل ما كان يجب ان يبقى ، بل إنه بحاجة الى ان يرافق عمليات التطور التي تحدث حتى لا يكون أداة من العصور القديمة مثلما هو عليه الحال الآن ، ونحن نرى هذا القياس بنفس المستوى ونفس الرهبة ونفس الشكل وما يكتنفه من خوف وإمتعاض وإرتباك ، فهو الشكل ذاته الذي عاشه الطلاب قبل أكثر من اربعين عاماً ، ولو سألتهم لوصفوا تلك الأيام التي عاشوها أثناء تقديمهم لإمتحانات التوجيهي بأنها الأصعب في أيام حياتهم الحافلة والمحفوفة بالمخاطر ، وهنا نتسآل ألم يحن الوقت كي يتطلع المختصون وأولي الأمر ويعملوا لتحديث هذا الشكل من القياس حتى يتلائم وظروف التطور التي يشهده العلم والعالم؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان:
alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة