الفقهاء اتّفقوا على أنّ الأذان من خصائص الإسلام وشعائره الظّاهرة، ولكنّهم اختلفوا في حكمه، فقيل: إنّه فرض كفاية، وقيل: إنّه سنّة مؤكّدة

 للأذان شروط ومنها النية، ولهذا فلا يصح من النائم والسكران والمجنون لعدم وجود النية، والنية أن ينوي المؤذن عند أدائه الأذان أن هذا الأذان لهذه الصلاة الحاضرة التي دخل وقتها, وهذا لا يتحقق بأذان المسجل والحاسوب

أجاب عنها: الشيخ الدكتور شريف أبو هاني

السائل: ما حكم الأذان في المساجد عن طريق الحاسوب أو المسجّل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه أما بعد:

الشيخ الدكتور شريف أبو هاني

1 ) الأذان من خير الأعمال الّتي تُقرّب إلى اللّه تعالى، وفيه فضل كثير وأجر عظيم، وقد وردت في فضله أحاديث كثيرة منها:
أ - عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو يعلم النّاس ما في النّداء والصّف الأوّل، ثمّ لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه) [متفق عليه].
ب - عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (المؤذّنون أطول النّاس أعناقا يوم القيامة) [رواه مسلم].
ج – عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين) [رواه أبو داوود وصححه الشيخ الألباني].

2 ) اتّفق الفقهاء على أنّ الأذان من خصائص الإسلام وشعائره الظّاهرة، ولكنّهم اختلفوا في حكمه، فقيل: إنّه فرض كفاية، وقيل: إنّه سنّة مؤكّدة.

3 ) بدأت في الآونة الأخيرة في بعض البلدان فكرة الأذان عن طريق الحاسوب أو المسجل, بحجة أن المقصود من الأذان الإعلام بدخول الوقت, وأن هذا يتحقق بأذان الحاسوب والمسجل.

4 ) لذا لا بدّ من بيان أن الأذان في المساجد عن طريق الحاسوب والمسجل ونحوها بدلا من المؤذنين, واتخاذ ذلك عادة دائمة, لا يجوز, وذلك للأسباب التالية:

أ - للأذان شروط ومنها النية، ولهذا فلا يصح من النائم والسكران والمجنون لعدم وجود النية، والنية أن ينوي المؤذن عند أدائه الأذان أن هذا الأذان لهذه الصلاة الحاضرة التي دخل وقتها, وهذا لا يتحقق بأذان المسجل والحاسوب.
ب - عن مالك بن الحويرِث قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في نفر من قومي, فأقمنا عنده عشرين ليلة, وكان رحيما رفيقا, فلمّا رأى شوقنا إلى أهالينا, قال: (ارجعوا فكونوا فيهم, وعلّموهم وصلّوا, فإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم وليؤمّكم أكبركم). متفق عليه, فهل المسجل والحاسوب تعتبر كواحد من المسلمين؟!!
ج – أن هذا يفتح على المسلمين باب التلاعب بالدين ودخول البدع على المسلمين في عباداتهم وشعائرهم، فعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) [ متفق عليه ].
د - أن لكل أذان سننا وآدابا, ففي الأذان عن طريق التسجيل تفويت لها وإماتة لنشرها.

5 ) هذه الفتوى ليس المقصود منها الأذان الموحّد, لأن أهل البلد الواحد حين يتفقون على توحيد الأذان, بحيث يؤذن المؤذن في أحد مساجد البلد, فيّسمع في سائر مساجد البلد الواحد عن طريق جهاز معيّن, فهذا لا بأس به, بل تدعو الحاجة إليه, وله ايجابيات كثيرة.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

ملاحظات:
1 – للإستفتاء أو الإستشارة الفقهية في أي مسألة, يمكن التوجّه إلى مركز الإحسان الثقافي, بجانب مسجد الإحسان, في ساعات الدوام.
2 - بإمكان الأخوة القرّاء إرسال أسئلتهم الدينية على بريدي الالكتروني أعلاه, أو عبر الردود المتاحة في هذا الوقع أسفل هذه الصفحة.