طال علي الانتظار ..
وكم هو صعب ذلك الانتظار
وكم يحمل احاسيسا تلعثم دقات قلبي
كأنه شبح يجلس قربي
كي يخطف الكلمات من فمي عن الانظار

سجائري كادت تنتهي ولم تصل بعد ..
اتسكع قرب المحطة كي اماطل عقارب الساعة قليلا
لكني ايضا .. ضجرت من الرد
فكل مرة كنت اسأل كان الجواب : ليس هذا القطار !!

كنت اتجاهل ان صبري بات جائعا
وكنت .. اركض نحو كل نسيم يأتي من هناك
فربما مر من جانبها
او ربما اكتفى ان يلامسها
كنت ارغب بشدة .. ان تجمعنا الدنيا حتى في ذلك النسيم
فمن يدري
لعلها تشفق علينا الاقدار ..

كنت اعزف ذلك الحب برقة في صدري
كنت اعزفه برومنسية
وكلما عصف الحنين في جسدي
يداويه المزمار

نعم .. برومنسية .. وكأن الطبول حين تأتي
لا تدخل بلا استأذان في تلك السينفونية
فالطبول خلقت لتعلن على هدوء الانتحار ..

في الانتظار ..
استطيع عد كل حبات الرمال
واستطيع ان اجعل في لحظة كل حياتي وكأنها شك او احتمال
واستطيع ان اغفو برفق ..
بشغف
بلا خوف
على الرصيف
كما لو كنت اغفو برقة حبات الامطار

لم تأتي بعد ..
والسماء لم تعد مشرقة كما كانت حين اتيت
اردت ان اخمن سببا لكل ما عانيت
فربما لم تأتي لرأيتي
او ربما لم يكن لديها ما لدي انا لرأيتها من اصرار

ربما هي ليست مثلي تحترق ببساطة
او ربما هي ليست مثلي تنظر الى لقاءنا كأنه لوحة يجب ان نكتمل بها
فان كان من حقي ان ارى تلك اللوحة عظيمة
من حقها ان تنظر اليها بازدراء او احتقار !

وربما ليس شهيقها في الحب
وزفيرها في العشق مشتعلا كما لدي
ربما هي تختلف عني
لكن ماذا افعل
ان كانت جيوب عاطفتي بركانا
وقميص قلبي اعصار

فليس من حقي ان اطهو حبي على طريقتي وحدي
واتبله بنكهة استعمار
او ان الونه وحدي كما شئت
واعمره وحدي كما شئت
بديكور حصار !!
خمنت كل الاحتمالات .. وبها تنبأت
ولم اكن بحريص على الوقت
لكني لا زلت ابقى هناك
مع قهوتي انتظر
ربما حين تأتي استطيع القول
اني احببت ذلك الانتظار ....

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il