سويد لنتنياهو:التصفيق الذي حصدته في الكونغرس كان على حساب شعوب المنطقة

ويضيف، التمييز والعنصرية يختزلان الديمقراطية الشكلية التي يحظى بها المواطنين العرب في البلاد

دوف حنين لنتانياهو: انت تقودنا نحو الموت

قال النائب د. حنا سويد رئيس كتلة الجبهة البرلمانية في خطابه امام الهيئة العامة للكنيست، في الجلسة الخاصة التي ناقشت فشل حكومة نتنياهو في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بحضور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ان رئيس الحكومة الذي يتباهى دائما بحلمه في ربط اقصى شمال البلاد بجنوبها باوتوستراد خالية من الاشارات الضوئية ومفارق الطرق، كي لا يعاني مواطنو البلاد من التنقل بين مناطقها المختلفة. لكنه لا يلتفت الى الجهة الشرقية من دولة اسرائيل الى الضفة الغربية المليئة بالحواجز العسكرية والتي يصعب التنقل بها، بضعة كيلومترات دون عبور الحواجز ومضايقات وتنكيل الاحتلال.

الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي
وأضاف سويد موجها خطابه لرئيس الحكومة، الذي يفاخر في خطاباته بالقيم الديمقراطية وحرية الانسان، ولكنه يتناسى انها تتناقض كليًا مع استمرار الاحتلال منذ اكثر من 44 عام، وكبت وحصار شعب اعزل ومواصلة التضييق عليه في كل مجالات الحياة. وأضاف سويد ان هذا التناقض يأخذ منحى جدي أكثر في ظل رفض رئيس حكومة اسرائيل لكل امكانية حل سلمي، والقضاء على مفاوضات السلام بسبب آرائه المتطرفة وحججه الواهية التي تعتمد على مسوغات دينية وتاريخية وروحانية وامنية، فهذه الادعاءات ليست سوى حجج واهنة لرفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة القادمة رغمًا عن كل المعارضين .
وأكد سويد ان الشروط المسبقة التي وضعها نتنياهو في خطابه قبل سفره الى الولايات المتحدة ادت الى اجواء سلبية في المنطقة قضت على كل امل باحلال السلام من خلال المفاوضات الجدية، وما اهتم به نتنياهو هو ان يحظى بتصفيق اعضاء الكونغرس، من دون اي اكتراث او اهتمام بمستقبل شعوب المنطقة وعلى رأسهم الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، لانهاء الصراع.

خطر استراتيجي على اسرائيل
وقال سويد ان رئيس الحكومة يدعي منذ توليه منصبه ان القضية الاساسية في المنطقة هي قضية "التهديد" الايراني، وان بقية القضايا اقل اهمية وتعقيدًا، فاذا كانت هذه رؤيته فيجب ان يُسأل لماذا يتهرب من حل بقية القضايا وعلى رأسها انهاء الاحتلال الاسرائيلي والاعتراف بالدولة الفلسطينية؟ في الحقيقة ان رئيس الحكومة يوهم نفسه وحكومته وبالتالي شعبه بان هنالك خطر ايراني، لكي يتهرب من حل القضية الاساسية في الشرق الاوسط وهي القضية الفلسطينية، ويستمر في سياسة الاستيطان التي تفرغ كل حوار جدي من مضمونه.
واستهجن سويد استغراب رئيس الحكومة من خطاب اوباما عندما تحدث عن حدود 67 وكانه يسمع عن هذا المصطلح لاول مرة، لان نتنياهو يتجاهل قرارات الامم المتحدة 242 و338 واتفاقيات كامب ديفيد والعديد من الاتفاقيات والاخرى التي تحدثت عن حدود 67 كمرجعية لاي عملية مفاوضات وهذا ما كان في فترة حكومة اولمرت مع نفس وزير الامن. لذا فمستهجن جدا رد رئيس الجكومة على توجه اوباما. كما تسائل سويد عن رفض نتنياهو الرجوع الى حدود 67 والعودة الى حدود ارض اسرائيل الكبري قبل 3000 عام؟
وتطرق النائب سويد الى حديث نتنياهو امام الكونغرس الامريكي بان مواطني اسرائيل العرب هم المواطنين العرب الوحيدين الذين يتمتعون بالديمقراطية، ولكن عندما بدأت تظهر بوادر الديمقراطية في العالم العربي وصفها بانها خطر استراتيجي على اسرائيل، ولكن على رئيس الحكومة ان يعلم انه بالرغم من تمتع المواطنين العرب بحق التصويت الا ان فترة ولايتك لرئاسة الحكومة تشهد اسوأ فترة في تاريخ الديمقراطية، وائتلاف رئيس الحكومة يحاول سحب بساط الديمقراطية الضيق من تحت الجماهير العربية، والدليل هو تفويض رئيس الحكومة لوزير خارجيته ببسط التعامل الديمقراطي مع مواطني الدولة العرب، من خلال هجمة تشريع القوانين المناقضة للديمقراطية ولحقوق الانسان التي تهدف الى المس بالمواطنين العرب وبحقوقهم الأساسية لانهم عرب.

التهديد الامني
واضاف سويد ان المواطنين العرب الفلسطينيين في اسرائيل لا يتمتعون بديمقراطية جوهرية، انما يعانون من تمييز في كل مجالات الحياة، فاكثر من نصف المواطنين العرب تحت خط الفقر في ظل "تمتعهم" بالديمقراطية الاسرائيلية ، وان المس بحقوق الاقلية يتم يوميا عن طريق التشريع العنصري الذي يقوده ائتلافك البرلماني مستغلا الاغلبية البرلمانية الحالية، وعلى هذه الاغلبية ان تسيطر على نفسها وتحمي نفسها من انفلاتها وليس من الاقلية الأصلية في هذه البلاد. واضاف سويد ان تحت ديمقراطيتكم وجد الحاخامات العنصريين منصات للتحريض على المواطنين العرب، وهذا التحريض لا يتماثل مع القييم الديمقراطية التي تسوقها بالعالم ابدا، وان تحت ديمقراطيتكم تزداد مصادرة الاراضي، وتحت ديمقراطيتكم يتم التفتيش الامني المهين في المعابر الحدودية، وتحت ديمقراطيتكم يتم منع لم شمل العائلات الفلسطينية من جانبي حدود ال67 ، وفي ظل هذه التقييدات وهذا المس الصارخ بحقوق المواطن العربي الفلسطيني في اسرائيل فقدت الديمقراطية كل مضمون، لان القمع ياتي باشكال واساليب مختلفة، والظلام يعتم بانواع انظمة مختلفة ولكنه معتم وحالك في كل الحالات.
وأضاف سويد ان رد رئيس الحكومة في الفترة الاخيرة على كل مبادرات السلام يشبه رد المدعين بعدم وجود تغيير مناخي في العالم، ينظرون الى الحقيقة غير مصدقين، وعلى رئيس حكومة اسرائيل ان يظهر مواهبه القيادية ويعترف بحقيقة وجود حق للشعب الفلسطيني على دولة في حدود ال 67 وان يقبل بمبادرات السلام المبنية على هذه الحدود ليخلص شعبي البلاد من هذا التهديد الامني الذي يخنقنا جميعًا.

دوف حنين لنتانياهو: انت تقودنا نحو الموت
من جهته هاجم النائب دوف حنين رئيس الحكومة وقال له، انت بالفعل لديك موقف واضح وانت مبدأي لكن موقفك معاند، متطرف وخطير. وأضاف حنين ان نتانياهو يسمع ويضخم كل مقولة او كل دعوة ضد السلام من قوى فلسطينية، لكنه لا يسمع ولا يريد ان يسمع نداءات السلام الحقيقية التي تصدر من الشعب الفلسطيني ومن قيادته. وشبه النائب حنين نتانياهو بنيرون قيصر روما، الذي كان يعزف على القيثارة عندما كانت روما تحترق، وها هو نتانياهو يعزف على القيثارة وعلى الكلام في الوقت الذي ستحترق به البلاد والمنطقة بحرب كارثية. في نهاية خطابه اقتبس النائب حنين من أقوال جابوتنسكي والذي كان يقول: "إما ان نحتل الجبل واما ان نموت" في حين نتانياهو يقترح علينا فقط ان نموت.