هيلاري كلينتون: الولايات المتحدة تقف إلى جانب المواطنين بمن فيهم مواطنو إيران وسوريا الذين يتطلعون إلى الحرية وممارسة حقوقهم

رامين مهمانبرست الناطق بأسم الخارجية الإيرانية: أي تدخّل عسكري خارجي في سورية سيحمل تداعيات كبيرة جداً على المنطقة

أردوغان: يجب وقف حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين والبدء في تطبيق إصلاحات وأدعو الرئيس السوري الى التوقف عن اللجوء إلى العنف ووقف الإضطرابات

وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: على الرئيس السوري بشار الأسد الإستقالة من منصبه والإستنتاج واضح لدى كل من يرى القمع في سورية

تبادلت واشنطن وطهران، الثلاثاء، الإتهامات بشأن الأحداث في سورية، في وقت توجهت قوات عسكرية سورية نحو مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها مسلحون، كما وصل المزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا.  وإهمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إيران الثلاثاء بدعم ما أسمتها "هجمات وحشية" يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد المتظاهرين في بلاده. في المقابل نددت إيران بـ"تدخل" الولايات المتحدة وحلفائها في سورية.

مباشر عن قناة الجزيرة

* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
 

وقالت كلينتون إن " إيران تدعم الهجمات الوحشية التي يشنها نظام الأسد على المتظاهرين المسالمين، كما تدعم العمليات العسكرية التي يشنها (النظام) وأضافت أن "العالم صعق بصور لفتى سوري في الثالثة عشرة عذب وشوه من جانب قوات الأمن السورية لقد ذكرتنا بصور شابة إيرانية قتلت في الشارع قبل عامين على مراى من الجميع". وأكدت كلينتون أن الولايات المتحدة "تقف إلى جانب المواطنين بمن فيهم مواطنو إيران وسوريا الذين يتطلعون إلى الحرية وممارسة حقوقهم". وادرجت الولايات المتحدة على قائمتها السوداء اسماء مسؤولين ايرانيين لدورهم في اعمال القمع في سوريا.

تحذير إيراني
في المقابل، نددت إيران بـ "تدخل" الولايات المتحدة وحلفائها في سورية، وحذّرت من أي تدخّل عسكري خارجي في شؤونها. وقال الناطق بأسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست يوم الثلاثاء إن أي تدخّل عسكري خارجي في سورية سيحمل تداعيات كبيرة جداً على المنطقة.  ونقلت وكالة الأنباء الطلابية "إسنا" عن مهمانبرست قوله في مؤتمر صحافي دوري "نحن ندين أي تدخل من أي دولة في شؤون الدول الإقليمية. نعتقد ان التطورات في سورية هي قضايا داخلية والحكومة السورية والشعب يتمتعون بالحكمة اللازمة لتسوية مشاكلهم".  وقال رداً على سؤال عن إحتمال توجيه ضربة عسكرية لسورية، إن "وجود قوى عسكرية في أي من دول المنطقة لن يصب في مصلحة هذه الدول".

أردوغان والأسد
وأجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مكالمة هاتفية مع الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء حثه فيها على وقف حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين والبدء في تطبيق إصلاحات، حسب ما أفادت وكالة انباء الأناضول. ودعا أردوغان الرئيس السوري الى "التوقف عن اللجوء الى العنف ووقف الاضطرابات" التي تجتاح سوريا منذإندلاع التظاهرات المناهضة للنظام في اذار/مارس الماضي، حسب الوكالة. وأضافت الوكالة ان اردوغان اكد للاسد ضرورة "وضع جدول زمني للاصلاحات بالسرعة الممكنة وتطبيقها بسرعة شديدة".

ليبرمان:على الأسد أن يستقيل
وفي إطار المواقف الخارجية حيال الأحداث في سورية، قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيله في القدس يوم الثلاثاء إن على الرئيس السوري بشار الأسد الاستقالة من منصبه. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان قوله إن "الأستنتاج واضح لدى كل من يرى القمع في سورية وعلى الرئيس الأسد الاستقالة بأسرع ما يمكن من منصبه". ودعا ليبرمان دول الاتحاد الأوروبي إلى إعادة سفرائها من دمشق إحتجاجا على إنتهاكات حقوق الإنسان في سورية وقال إن "ما نشاهده في سورية هو أمر لا يقبله العقل، وأنا أتوقع أن أرى خطوات حقيقية ضد هذا النظام ويتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تعيد سفراءها من دمشق". واضاف "في حال بقي هذا النظام فإن هذه ستكون رسالة سيئة للغاية وسيستمر في قمع الهبّة". وقال "لا مكان لتدخل عسكري في سورية وليس واجبنا أن ندعو إلى ذلك، ويوجد لدى المجتمع الدولي رافعات كافية من أجل الضغط على الأسد ليتنحى عن منصبه وعلى المجتمع الدولي استخدامها".

معرة النعمان
ميدانيا قال ناشط في مجال حقوق الإنسان الثلاثاء إن قوات عسكرية سورية تتوجه نحو مدينة معرة النعمان الواقعة في محافظة إدلب (شمال غرب) على بعد 330 كلم شمال دمشق. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسانإن "قوات عسكرية تتجه نحو معرة النعمان. وتأتي من مدينتي حلب وحماه". وكان ناشط آخرأعلن أن "القوات المسلحة تواصل عملياتها والتمشيط في القرى المجاورة لجسر الشغور" المدينة الواقعة على مقربة من معرة النعمان حيث شن الجيش هجوما الأحد. ومنذ الجمعة، يشن الجيش عملية واسعة النطاق في محافظة ادلب على مقربة من الحدود التركية. وأحكم سيطرته الاحد على جسر الشغور التي سيطر عليها مسلحون في وقت سابق. وقال إن "ستة مدنيين قتلوا في مدينة أريحا" الى الشرق، في الساعات الاخيرة. ويذكر ان الاتصالات الهاتفية مقطوعة فيها منذ صباح الاثنين. يشار الى إن سورية تشهد منذ آذار/مارس الماضي تظاهرات تطالب بالإصلاح تقول جمعيات حقوق الإنسان انه سقط خلالها أكثر من ألف قتيل ومئات الجرحى بينهم عناصر من الجيش والقوى الأمنية. وتتهم السلطات مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الآمن.

لاجئون في طريقهم إلى تركيا
وأشار مصدر رسمي تركي، يوم الثلاثاء، إلى أن عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا هربا من الاشتباكات المسلحة، بلغ 8538 شخصا مع وصول قرابة ألفي لاجئ جديد أمس، في وقت تواردت فيه أنباء عن وصول بعثة أممية لجمع الشهادات من اللاجئين لإجراء ما أسمته "تحقيق حول التجاوزات" في سورية. وقال المصدر إن "عدد السوريين في تركيا بلغ الثلاثاء 8538" شخصا، وان قرابة ألفي لاجئ عبروا الحدود خلال الليل.
ووجهت الحكومة السورية نداء إلى مواطنيها للعودة إلى منازلهم التي أجبروا على مغادرتها في جسر الشغور وقراها قبل دخول الجيش إليها لإعادة الأمن والاستقرار فيها. وقال وزير الإعلام السوري عدنان محمود في تصريح للصحفيين عقب جلسة مجلس الوزراء مساء يوم الثلاثاء ان "المجلس كلف الجهات العامة بتأمين التجهيزات والورش الفنية لإعادة إعمار وإصلاح ما دمرته التنظيمات الإرهابية المسلحة من مؤسسات عامة وخاصة ومرافق وبنى تحتية وخدمية في مدينة جسر الشغور حيث يجري العمل حاليا على صيانتها ".واكد أن كل الاحتياجات الأساسية من ماء وغذاء ودواء وكهرباء واتصالات متوفرة في المنطقة.

دمشق تنتقد موسى
وقد أعرب السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية عن قلقه واستغرابه الشديدين من التصريح الذي صدر الأثنين عن عمرو موسى الأمين العام للجامعة والذي شارفت ولايته على الإنتهاء وذلك بخصوص الوضع في سورية، وأكد على أن هذه التصريحات غير المتوازنة لا تعدو كونها تجاهلا فاضحا لحقيقة ما تتعرض له سوريا من إستهداف خارجي. وأضاف أحمد أن الطموحات والأجندات الإنتخابية للسيد موسى جعلته يختار توقيتا مريبا يخدم هذه الطموحات ويجعله يغمض العين عن حقيقة ما تتعرض له سورية التي يدركها جيدا ويستجيب أيضا لضغوط القوى الدولية التي حركته من قبل في الملف الليبي ليسعى بشكل واضح الآن كأمين عام للجامعة العربية وقبل أيام من مغادرته المنصب إلى إستدعاء نوع من التدخل الأجنبي في الشأن السوري في الوقت الذي لم يجف فيه إلى الآن الدم الليبي.