الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 03:01

سعيد نفاع يعبر: وقفات على المفارق الملك عبدالله آل سعود وقطر

كل العرب
نُشر: 10/06/11 20:23,  حُتلن: 15:14

سعيد نفاع:

أمير الدوحة قدّم جردة حساب مع السوريين ضمّنها إشارة إلى أن الرئيس السوري يتحمّل مسؤولية نقض اتفاق الدوحة في لبنان

عدم تجاوب الأسد مع "المساعدة" التي قدمتها له قطر بفتح الأبواب له فرنسيّا وأميركيّا ف"لعنة الله على هكذا أبواب وعلى فاتحيها وعلى من ورائها"

الطرفة التي تُحكى عن الملك عبدالله آل سعود وقطر أبعد من أن تكون مجرّد طرفة، فيحكى أن الملك وقد أقلقته قطر إستدعى علماء الجيوسياسة السعوديّين وطبعا هؤلاء وإمتثالا للإرادة الملكيّة، قطعوا كلّ برامجهم الخاصّة ومهما كانت والتوجّس يملأ حناياهم وضغط دمهم يطاول السماء وعلاها في حضرته. لم يجرؤ العلماء حتى على النظر في عيون بعضهم عندما فاتحهم خادم الحرمين ودون مقدمات "عدّدوا لي دول العالم العظمى"، فعددها كبيرهم وقبل أن يأخذ نفَسَه بادره صاحب الجلالة "متأكد أنت وأنتم موافقون معه"؟ فجاء الرد بالإيجاب قطعا، فصرفهم.


أمير الدوحة والرئيس بشار

طلب من الحاشية أن يستدعوا أفضل علماء العالم في الموضوع فانطلقت الطائرات الخاصّة وجاءه رهط ممّن مكنتهم برامجهم ذلك، ففي نهاية الأمر هم ليسوا من رعيّته، وعندما اجتمعوا إليه أعاد نفس الأسئلة فلم تختلف إجاباتهم عن علماء المملكة، فما كان منه إلا أن التفت إلى مساعديه متسائلا: "ومن أين طلعت لنا هذه قطر؟!". وهو العارف طبعا أن يوم انقلب أميرها على أبيه جرّد سابقه الجيوش كما فعل هو على البحرين اليوم، إلا أن أميركا شفعت يومها للأمير الذي كان أنهى معها صفقة استيعاب كل قواعدها التي طالبت السعوديّة بإجلائها عن أراضيها، وأمور أخرى.
لعلّ الإجابة الحاسمة والتي أراحت خادم الحرمين نهائيّا ليست إجابة العلماء القاطعة وإنما تلك التي أتتهُ مؤخرا ممّن لم يزوّد، من ال"فيفا"، فهذه "القطر" فازت بإستضافة كأس الفيفا للعام 2022 وكادت تفوز برئاستها ل"بن همّامِها"، وأرادت أمانة الجامعة العربيّة وتخطط لأمانة الأمم المتحدة، ارتاح الخادم بعد أن عرف ما كان يجب أن يعرفه دون حاجة للعلماء، أنه ما دام الدولار سيّد الأحكام وسيّد الفاسدين وقد ركّع "شيوخا" وركّع "مفكرين" وركّع "رؤساء" فلماذا لا يركّع ممتهني رياضة ولكن لسوء الحظ أن أدوات كشف الفساد أسرع عند الغرب؟!
الدوحة لم تطمئن جنبلاط...على الأسد!

هنالك بعض الأخبار الصغيرة "تُدحش" في زوايا الصحف رغم دلالاتها الكبيرة ويتجاهلها الإعلام الديموقراطي جدّا، فمن تلك الأخبار هذا الخبر:

ذكرت صحيفة "السفير" في 31 أيار 2011 أن رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط سافر إلى الدوحة وإجتمع بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (أكسيد الكربون على رأي بعض الظرفاء س.ن.)، قبل عودته ليلاً، محملاً بهواجس أكثر من تلك التي عاد بها من فرنسا، بعدما لمس اتجاهاً قطرياً حاسماً برفض استئناف الحوار والتواصل مع القيادة السورية وذلك رداً على الدعوة الجنبلاطية إلى عدم القطيعة مع الرئيس بشار الأسد بدافع الحرص على سوريا وما تمثله في قلب المعادلة العربية...

عدم تجاوب الأسد مع "المساعدة" التي قدمتها له قطر
ولم يكتف أمير الدوحة بذلك، بل قدّم جردة حساب مع السوريين ضمّنها إشارة إلى أن الرئيس السوري يتحمّل مسؤولية نقض اتفاق الدوحة في لبنان (فطار سعد الحريري س.ن) وعدم التجاوب مع المساعدة التي قدمتها قطر إليه بفتح الأبواب له فرنسياً وأميركياً.
حتى هنا خبر السفير وبغض النظر عن صحّة ما جاءت فيه أو عدم صحّته، أفلا يذكّرنا هذا نحن عرب ال-48 في "الذي يده طايلة عند الحكومة" يسعى إليه الناس ليفتح لأبنائهم أبواب الحياة عند الدولة برضاء ثمّ بوظيفة؟. والشبيه بالمشبّه يذكّر، وكان حريّ بجنبلاط إذا صحّ الخبر، أن لا يفعلها وأستبعد أن يكون فعلها بعلم السوريين !
ومع ذلك، فعن نقض إتفاق الدوحة فهذا كلام يصحّ فيه القول "صدّق أو لا تصدّق"، أمّا عن عدم تجاوب الأسد مع "المساعدة" التي قدمتها له قطر بفتح الأبواب له فرنسيّا وأميركيّا ف"لعنة الله على هكذا أبواب وعلى فاتحيها وعلى من وراءها"، ومع هذا فللّه درك يا بشّار لو قبلت الدخول في هذه الأبواب لوفّرت عليك كل "وجع الرأس" الحاصل اليوم في سوريّة ولكانت تركيّا جرّدت جيوشها عونا لك كما السعوديّة لملك البحرين!

الدبس و..... والنمس
النائب وليد جنبلاط ليس ضليعا في الأمثال أو المقولات الشعبية وهذا أعرفه ومن مصدر أوّلي، ففي نقاش بيننا حول اصطفافه السابق ختمت نقاشي معه بالقول: سيصيبك ما أصاب صاحب "الفيل يا ملك الزمان"، ففاجأني أنه لا يعرف المقولة حتى رحت أشرحها له بالتفصيل معتمدا على حكاية الكاتب السوريّ سعد الله ونّوس، ويبدو أن جنبلاط لا يعرف كذلك مثلنا الشعبيّ القائل: "يا طالب الدبس من ..... النمس". 
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة