الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 21:01

يوسف حيدر يكتب: صواريخ شهر حزيران

كل العرب
نُشر: 11/06/11 12:11,  حُتلن: 09:09

يوسف حيدر:

شعبنا العربي الفلسطيني جاهز منذ زمن بعيد لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية

 لم نهن في أوطاننا ولم نيأس بعد " النكبسة" (النكبة والنكسة) بل اجترحنا فكر المقاومة، وأعدنا الأمل وشعور الثقة بالنفس لشعبنا في النضال

إسرائيل ما زالت متمسكة" بلاآتها" المتكررة في عدم الإنسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 ، بحجة انها دولة صغيرة ومهددة بالإبادة من قبل أعدائها العرب

بعد خمسة وأربعون عاما على حرب حزيران التوسعية والتي قامت بها إسرائيل بدعم الإمبريالية العالمية وعلى رأسها أمريكا ، ولم تكن حرب الخامس من حزيران عام 1967 عفوية، ولم تأتِ عبر مخطط عربي لتحرير فلسطين، بل جُرّ اليها العرب عبر مخطط أميركي اسرائيلي مدروس لالحاق الهزيمة وتحقيق أحلام اسرائيل في توسيع أراضيها وفرض الأمر الواقع على كل العرب . وما زالت إسرائيل متمسكة" بلاآتها" المتكررة في عدم الإنسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 ، بحجة انها دولة صغيرة ومهددة بالإبادة من قبل أعدائها العرب ، هذه البؤرة التي زرعها الاستعمار البريطاني على جسد فلسطين وبالتواطوء مع الرجعية العربية والصهيونية العالمية التي ما زالت الذراع الأيمن والمركزي في الحفاظ وحراسة المصالح الامبريالية العالمية الاستعمارية .

فشل السياسة التوسعية الإسرائيلية
فبرغم طمع واحلام اسرائيل ومآربها في المنطقة نستطيع ان نجزم على فشل السياسة التوسعية الاسرائيلية في المناطق المحتلة بسبب الرفض الدولي المتزايد للاحتلال الاسرائيلي وللاستيطان . وتزايد التأييد الدولي للإعتراف بالدولة الفلسطينية العتيدة المستقلة ( واريدها حتى على الورق) فكل الدول بدأ خطابها بالاستقلال على الورق وقرأت وثيقة استقلالها على الملأ قبل قيامها ، ومما لاشك فيه ان شعبنا العربي الفلسطيني جاهز منذ زمن بعيد لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. واذا قال السيد نتنياهو زعيم اليمين الاسرائيلي "لا" القدس عاصمة اسرائيل الابدية فقد حكم على نفسه وعلى شعبه ان يبقوا ابد الدهر في حرب مع شعبنا الفلسطيني الذي لن يتنازل عن ثوابته السياسية في الحل المطروح وكحد ادنى في ان تنسحب اسرائيل لحدود حزيران 1967وتقوم دولة فلسطين على كامل التراب المنسحب منه وللحدود الدولية قبل ال – 67 والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.

أكثرية يهودية في دولة اليهود
ليس هذا فقط فثمن الاحتلال اصبح كبيرا وغدا يحرك هواجس بعض الساسة المركزيين والاستراتجيين اليهود في الحفاظ على اكثرية يهودية في دولة " اليهود" ، والتكلفة الاقتصادية والمالية التي تكلف الدولة مليونات ليست بقليلة من اجل حفنة مستوطنين مهووسين ابوا الا ان يفرضوا ارادتهم على المجتمع الدولي وخيرا فعلت المنظمات السلامية والحقوقية وحكومات بعض الدول في العالم بمقاطعة منتجات المحتلين المستوطنين وعدم تسويقها وكذلك شعبنا العربي الفلسطيني الذي اطلق حملة المقاطعة منذ فترة طويلة . واستخدام القوة العسكرية بصورة مفرطة حتى اليوم لم يستطع تحقيق الأمن والأمان لاسرائيل ، فلا طريق امامها الا طريق السلام العادل والشامل والذي تطرحه جبهتنا منذ قيامها والذي اصبح حجر الزاوية لكل حل سياسي مقبول على اطراف النزاع . وليعلم القاصي والداني ان العالم سيبقى على صفيح ساخن طالما لم تحل قضية شعبنا العربي الفلسطيني .

لم نيأس بعد "النكبسة"
ولاننا من الذين لم نهن في أوطاننا ولم نيأس بعد " النكبسة" (النكبة والنكسة) بل اجترحنا فكر المقاومة، وأعدنا الأمل وشعور الثقة بالنفس لشعبنا في النضال من اجل حريته واستقلاله رغم محدودية وظروف نضالنا المعقدة وضمن مساحة " الديمقراطية" المتاحة لنا من اجل النضال وتأييد حق شعبنا في حريته واستقلاله . وانطلقنا بنضالنا من الداخل نطلق صرخة التحدي وابراز روايتنا التاريخية العادلة والمنتصرة حتما . وها هي ايضا على الطريق الذي اجترحناه تسير الشعوب العربية " بأنتفاضاتها " على الطغيان والظلم والفساد وبيع الاوطان ، لتمسك بزمام مصيرها وتعيد الامجاد والكرامة لمواقفها في دعم الحق الفلسطيني وفي احترام نفسها في السيطرة على برنامج ومشروع تطورها وتنميتها المستقبلي .

النضال الحقيقي المتصدي لليمين
ولكل الناس الغيورين على مستقبل منطقتنا وعلى النضال الحقيقي المتصدي لليمين والعنصريين في المجتمع الاسرائيلي المضلل بالدعاية الصهيونية المغرضة التافهة العنصرية، ومن اجل شعبنا العربي الفلسطيني وشعبي لبلاد تعالوا الى قلب تل ابيب غدا السبت 452011 لنقلولها "بالتم المليان" يسقط الاحتلال الاسرائيلي ولتقم الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود حزيران 1967 كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية والى جانب دولة اسرائيل فمعا موحدين ومستعدين للتضحية نغير ونؤثر .
"هزيمة الهزيمة"

ويذكرنا الشاعر المخلد نزار قباني بصرخته العربية الخالصة حينما صرخ في "هوامش على دفتر النكسة" في اعقاب نكسة حزيران يونيو 1967 :

*

"أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه

والكتبَ القديمه

أنعي لكم..

كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..

ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

أنعي لكم.. أنعي لكم

نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

*

مالحةٌ في فمِنا القصائد

مالحةٌ ضفائرُ النساء

والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

مالحةٌ أمامنا الأشياء

*

يا وطني الحزين

حوّلتَني بلحظةٍ

من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين

لشاعرٍ يكتبُ بالسكين

*

لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا

لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا

*

إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

لأننا ندخُلها..

بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ

لأننا ندخلها..

بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

*

السرُّ في مأساتنا

صراخنا أضخمُ من أصواتنا

وسيفُنا أطولُ من قاماتنا

*

خلاصةُ القضيّهْ

توجزُ في عبارهْ

لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

والروحُ جاهليّهْ... "


ويختتمها بصرخته المتحققة ...

"يا أيُّها الأطفالْ..

من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..

ويقتلُ الخيالْ..

يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ

وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ

لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ

فنحنُ خائبونْ..

ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ

ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ

لا تقرؤوا أخبارَنا

لا تقتفوا آثارنا

لا تقبلوا أفكارنا

فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ

ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ

يا أيها الأطفالْ:

يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ

وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ..."
(وهذه ايضا هديتي لكل الاطفال بمناسبة يوم الطفل العالمي وكل عام وانتم بخير .)

توابل
توبة ابليس
(2)
أعرف أنك روح
يجدر بك ان تعثر على الضوء
الكامن داخلك
واعترف بك
وادرك انك
روح على روح
تبحث في الضوء عن المتاهة المتاحة
أأعطيك الصفاء؟
كي تشعر بشغف الوجود
لتعش لحظة الوعي
والبعد والركوع
هي لحظتك المناسبة للاحتفال
بالبركة العتيدة
بلذة الخشوع
اعرف انك
روح على روح
تبحث في الحنين عن اناشيدك الملتاعة
تحمل لنا منها شبقا من الحاضر
ونحمل لك نكرانا من الماضي
فاخرج من حلمنا
وافتح ابواب فردوسك المجنون
واغلق لنا منافذ السماء السابعة
كي نعود
كما كنا
نهتدي بذواتنا
ونعشق كياننا
كي نعود
كما عودتنا
فضوليون نتبادل هدايا صمتنا
كاننا
نعطيك اجزاء من عمرنا
ومن حظنا
ومن قلبنا
فاتركنا في نزوة خمرنا
وخذنا بعيدا بعيدا
لنشعل نارنا
اليست لنا
واخرج من دمنا
ومن قمحنا
ومن ملحنا
ومن بيتنا
وخلنا وحدنا ولو مرة
واحدة
نكون ما نريد
ونشتهي موتنا
كما نشتهي
الحياة ..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة