الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 09:02

لتوطيد العلاقة بين الأهل والأبناء: العطلة الصيفية هي الفرصة

كل العرب
نُشر: 07/06/11 19:06,  حُتلن: 07:51

إختصاصيو علم نفس الطفل:

 أجواء العطلة الصيفية وما يرافقها من نشاطات فضلاً عن حضور الأهل شبه الدائم مع الأبناء تساهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الطفل الفكرية والنفسية

يظن الكثير من الأهل أن المدرسة هي المكان الوحيد الذي يتعلّم فيه الطفل، ويشكون أن العطلة الصيفية الطويلة تؤثر في تطور مهارات الطفل التعلّمية.


صورة توضيحية
 
فيما يؤكد إختصاصيو علم نفس الطفل والتربية أن العطلة الصيفية تساهم في شكل كبير في تطور قدرات الطفل الذهنية والتعلّمية ولكن في إطار مختلف وضمن نشاطات ترفيهية متنوّعة. ويرى الاختصاصيون أن أجواء العطلة الصيفية وما يرافقها من نشاطات فضلاً عن حضور الأهل شبه الدائم مع الأبناء تساهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الطفل الفكرية والنفسية على حد سواء، وذلك للأسباب الآتية.

الأهل حاضرون للاستماع
تعتبر العطلة الصيفية امتيازًا خاصًا للطفل إذ أن الوقت لا يحتسب خلالها، وتحرره من الالتزام بالمواقيت التي يتقيد بها خلال العام المدرسي حين يكون لكل عمل يقوم به وقت محدد، مثلاً النوم والاستيقاظ في ساعة محددة، والدرس ضمن فترة محددة، والنشاطات الترفيهية لها وقتها. واحتساب الوقت خلال العام الدراسي يجعل فترة الجلوس مع الوالدين قصيرة نسبيًا، وبالتالي لا يكون لديهما الوقت الكافي للاستماع إلى كل ما يواجهه الطفل من مشكلات. فيما يكون حضورهما أكبر خلال العطلة الصيفية، فيتاح لهما الوقت الكافي للاستماع إلى طفلهما والإجابة عن أسئلته، واكتشاف رغباته ومراقبته عن كثب وهو يكبر، مما يساعد الطفل في بناء ثقته بنفسه بشكل قوي، خصوصًا إذا كان الوالدان صاحبي عقلية منفتحة ويتميزّان بالهدوء فيقدمان له نموذج تماهٍ إيجابيًا عن العلاقة الأسرية.
لذا ينصح الاختصاصيون الأهل بالاستفادة من العطلة الصيفية والقيام مع طفلهم بنشاطات كانوا يتمنونها عندما كانوا في سنه، مثلاً ركوب الدراجة الهوائية والذهاب إلى الشاطئ وبناء قصر من الرمال، كما يمكنهم التحدث إليه عن ذكريات طفولتهم، مما يجعل الطفل يتعلّم من خبراتهم ويستند إليها في تطوير قدراته والانطلاق في الحياة.

السفر يثير الفضول ويعلّم تحمل المسؤولية
تسمح العطلة الصيفية للطفل بالخروج من الإطار التقليدي. فعندما يقرر الأهل السفر لتمضية العطلة الصيفية خارج البلاد، فإن الطفل يتعرّف إلى مدن جديدة ولغة و أفكار وتقاليد مختلفة عن لغة وعادات بلده الأم وتقاليده. ولما كان اكتشاف بلاد جديدة يحصل ضمن محيط العائلة الآمن فإنه يعلّم الطفل ألاّ يخاف من العالم الخارجي والآخرين. وهذه الأمور الجديدة تثير فضول الطفل وتجعله متعطشًا لإغناء معارفه.

الحرية تمنح الطفل جناحي الانطلاق نحو العالم الخارجي
يميل الأهل خلال العطلة الصيفية إلى غض النظر عن عدم التزام الطفل بالقوانين المنزلية والممنوعات، فيتمتع الطفل بحرية أكبر. ففي إمكان المراهق مثلا التقاء أصدقائه ساعة يشاء والخروج معهم... وبذلك يختبر أن الالتزام بالقوانين المنزلية خلال العام الدراسي تليه فترة استرخاء واستمتاع بوقت الفراغ، وأن التناوب بينهما يؤدي إلى توازن نفسي، لأنه يعرف قيمة الفترتين وأهميتهما. وينصح الاختصاصيون الأهل بأن يسمحوا لأبنائهم بتمضية قسم من العطلة الصيفية في المخيم مع أصدقائه أو في الجبل، لجعل الطفل يبدأ تعلًم تحمل مسؤولية نفسه. وعلى الأهل في الوقت نفسه الاستفادة من ذلك ليختبروا رد فعل طفلهم تجاه المشكلة التي يواجهها ومراقبة سلوكه في حلّها.

العطلة الصيفية فرصة لمشاركة المشاعر
يرى الاختصاصيون أن العطلة الصيفية تضع كل المشاعر في حالة تأهب. فتمضية أسبوع في الجبل أو على الشاطئ تجعل الطفل يقدّر جمال الطبيعة وتتنبه حواسه إلى كل ما هو جميل. فضلاً عن الأهل يميلون في العطلة الصيفية إلى أن يكونوا أكثر مرحًا مع أبنائهم مما يسمح للأبناء بالتعرّف إلى الوجه الآخر لأهلهم الذي كان خلال العام الدراسي مسبوغًا بالجدية، فيكتشفوا مثلاً أن والدهم الذي كان يلزمهم بتطبيق القانون إلى درجة القسوة أحيانًا، في داخله الكثير من المرح والطفولة، مما يبرهن لهم أن في داخل كل راشد طفلاً.

مقالات متعلقة