الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 07:02

الأعداء من أجمل قصص الأطفال

كل العرب
نُشر: 08/06/11 10:59,  حُتلن: 08:09

على الضفّةِ الشرقيّةِ لنهرِ الأردُنِّ في قديمِ الزمان، كانت تقومُ إمارةٌ عربيّةٌ يحكمُها قائدٌ عسكريٌّ اسمُهُ (سيفُ الدين). وكانَ لـه ولدٌ وحيدٌ في السابعةِ من عمرِهِ هو الأميرُ (همّام).كانَ همّامٌ منذُ صِغَرِهِ شَغوفاً( ) بالحكايات. وكانت مُربيّتُهُ تُرضي شغَفَهُ بقِصَصٍ من عالَمِ الخيال: عن جزيرةِ الغيلانِ وحوريّة البحرِ والبساطِ الطائرِ وما إلى ذلك. فلمّا بلغَ همّامٌ السابعةَ من عمرِهِ بدأت المربيّةُ تضيفُ إلى قِصصِ الخيالِ أحاديثَ عن الواقعِ الذي يعيشُهُ ويحيطُ به، وتحدثُهُ عن أعداءِ بلادِهِ الذينَ جاؤوا من وراءِ البحار، واحتلّوا الأراضيَ الواقعةَ غربَ النهرِ من إمارةِ أبيه.


صورة توضيحية

لكنّها كانت تبالغُ في الحديثِ عن عدوانيّةِ الأعداء، وفي وصْفِهم بأقبحِ صِفاتِ الخطورةِ والفظاعة.××××كانَ (همّامٌ) ذكيّاً سريعَ التعلّمِ قويَّ الخيال. وعندَما كانت المربيّةُ تحدّثُهُ عن الأعداءِ كانَ يُحلِّقُ بخيالهِ، ويتخيّلُهم في صُوَرٍ مشابِهةٍ للغيلانِ التي تصوِّرُها الحكايات. لكنهُ لم يكنْ يصدِّقُ خيالَهُ ولا يقبلُ أن يسمعَ عن أعدائهِ سَمعاً دون أن يراهم بنفسِه. كان يريدُ أن يعرِفَ ما همُ الأعداءُ في الحقيقة؟ وما أشكالُهم وكيف يتصرّفون؟××××تسلّل ذاتَ يومٍ إلى ضفّةِ النهرِ واختبأَ بينَ الشجَيرات. كانَ أطفالٌ وفتيانٌ صغارٌ من الأعداءِ يلعبونَ على الضفّةِ ويسبحون.اقتربَ من الضفّةِ أكثرَ متخفّياً بينَ الأعشابِ الطويلةِ وأدهشتْهُ المفاجأةُ فقالَ في نفسِه: أولادُ الأعداءِ يشبهونَ جميعَ الأولاد. أصابعُهم ليست مخالِب. أنوفُهم ليست مناقيرَ ضخمةً وليس لهم أذنابٌ كالقرود. إنهم يضحكونَ ويمرحون، ويتبادلون الرشَّ بالماءِ أيضاً!! هل خدعَتْني مربيّتي؟ ما الخطيرُ وما الفظيعُ في هؤلاءِ الأولاد؟خرجَ من بينِ الأعشابِ واقتربَ مكشوفاً ووقفَ على حافّة الضفّةِ، ليسمعَ جيّداً كلامَ الأعداءِ لعلّهُ يفهمُ منه شيئاً، وأزعجَهُ أن يسمعَ منهم لغةً قبيحةً غريبةً غيرَ مفهومة. لكنّ أحدَهم ساعَدَهُ وحقّقَ لـه رغبتَه: اتّجهَ إليهِ وهو يسبح، ثم توقّفَ في وسطِ الماءِ وخاطبَهُ بلغةٍ عربيّةٍ مكسَّرة: اسمعْ أيُّها العربيّ، أهلُنا قتلوا أهلَكُم وطردوهم من غَربِ الأردنّ، ونحنُ سنطردُكم من شَرقِهِ حينَ نكبَر، وسوف نُقيمُ دولتَنا من الفراتِ إلى النيلِ ونعيشُ بسلام.نظرَ هَمّامٌ إلى بُرجٍ صغيرٍ على الضفّةِ التي يحتلّها الأعداء، وقد ارتفعَ فوقَهُ علمٌ يتألّفُ من مساحةٍ بيضاءَ يحدُّها خطّانِ أزرقان، وعرَفَ أنّ هذينِ الخطَّينِ يرمُزانِ إلى نهرَينِ كبيرين. فرجَعَ إلى قلعةِ والدِه، وقد عرَفَ بنفسِهِ حقيقةَ الأعداء.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة