موفق شاهين في مقاله:

الإنسان ملك أمورا هي بالأصل من عند الله منها حرية الإعتقاد والعبادة

لا نتقاعس في دعوة الناس إلى ديننا وننادي أولي الألباب من ذرية آدم إلى كلمة سواء "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين

لو جاز لأحد أن يكره أحدا على دين أو اعتقاد ما كان من حق الله أن يكره الخلق على عبادته عنوة ولكن الله أراد لنا ان نعبده بحرية اختيار لا بقهر

لما خلق الله الخلق جعلهم مملوكين له و ملكهم أشياء خلقها لخدمتهم و إن كان الملك كله لله إلا انه ملك الإنسان أمورا و أعطاه حرية التصرف فيها فمثلا أقر القرآن الكريم في سورة يوسف باسم الملك لملك مصر فقال تعالى:»وقال الملك إني أرى سبع بقرات ...» وهذا يؤكد أن الإنسان ملك أمورا هي بالأصل من عند الله منها حرية الإعتقاد والعبادة فقال تعال:» من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر " , وقوله تعالى بسورة البقرة:» لا إكراه في الدين " فلو جاز لأحد أن يكره أحدا على دين أو اعتقاد ما كان من حق الله أن يكره الخلق على عبادته عنوة ولكن الله أراد لنا ان نعبده بحرية اختيار لا بقهر وإجبار وأعجب ما أعجبه من فئة تتبنى دينا أو معتقدا و تحاول إرغام الناس على إتباعه وهم يجهلون أن العبادة أصلا لا يمكن أن تكون إلا إذا نبعت عن محبة من العابد اتجاه معبوده ولا أخص دينا دون آخر فان جميع الديانات قد أسيء إليها من قبل من يدعون التزام بهذا الدين أو ذاك.

 
موفق شاهين

لا للتطرف
فالتطرف مرفوض وملفوظ بشتى الشرائع السماوية الأرضية ينبغي لكل عاقل أن يهديه عقله إلى اعتقاد يطفي ظمأه الروحي ويهذب سلوكه الوجداني ها هو علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه يضع سيفه في المعركة في صدر كافر مقاتل وإذا بالكافر يشهد بالإسلام فلم يتوقف علي وقتله إلا أن الأمر وصل إلى النبي فقال له:» أو قتلته؟» قال :»نعم يا رسول الله , قالها خوفا من السيف» فاستشاط النبي غضبا وقال:» هلا شققت عن صدره يا علي ,امرنا أن نأخذ الناس بالظاهر والله يتولى السرائر " فقال علي:»ما ندمت على شيء كندمي على هذا»!

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
من هنا يجب على كل من ادعى الإلتزام بالإسلام أن يكون هذا مسلكه ولا ننسى قوله تعالى :»ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ", ولا يوجد في التاريخ النبوي والسيرة الشريفة موقف واحد يشهد بأن النبي أكره أحدا على شيء مهما كان بسيطا وكما تقول السيدة عائشة :»ما خير النبي بين أمرين إلا اختار أيسرهما " بل كره التشدد و التنطع فقال:» إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فان المنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى " , حتى على الحق لا يحق لاحد أن يكره أحدا فكيف لو كان باطلا وهذا شعار ديننا تخيير العبد في دينه ولكن لا نتقاعس في دعوة الناس إلى ديننا وننادي أولي الألباب من ذرية آدم إلى كلمة سواء "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين». والحق أحق أن يتبع والسلام!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il