عقد اجتماع طارىء لدراسة الخطوات القانونية المستقبلية

توفيق جبارين:

هذا القرار يعد سابقة خطيرة ويجب عدم السكوت عنه حيث انه يتيح للدولة اقامة مدن تخص اليهود فقط ويحرم العرب من حقهم بالسكن والمساواة

التمييز العنصري ضد العرب يتفاقم في حالة حريش لاننا نتكلم عن منطقة يسكنها اغلبية عربية وإن المشروع جاء من أجل تهويد منطقة وادي عارة وقلب الميزان الديموغرافي لصالح اليهود

أصدرت لجنة الاستئناف التابعة لمجلس التنظيم القطري قراراً مبدئياً برفض معظم الاعتراضات التي قدمت ضد توسيع مدينة حريش وتحويلها مدينة معدة لليهود الحاريديم. وقد قبلت لجنة الاستئناف اعتراضاً واحداً قدمه المحامي توفيق سعيد جبارين باسم اهل قرية ام القطف حيث امرت لجنة الاستئناف بإخراج ارض مساحتها 108 دونمات بملكية اهالي ام القطف من المخطط وإعادتها الى اصحابها العرب.



طرد 1300 نسمة من اليهود العلمانيين والعرب
وقد تقدم المئات من المواطنين العرب واليهود باعتراضات مبدئية وعينية ضد مخطط حريش القاضي بإقامة مدينة لليهود الحريديم في حريش قرب برطعة وأم القطف والتي ستستوعب في المرحلة الاولى حوالي 70 الف نسمة على ان يبلغ عدد السكان في مراحل متأخرة الى 150 الف نسمة.
وقال المحامي توفيق سعيد جبارين في حديثه مع موقع العرب:" اقرت لجنة الإستئناف القطرية بأنهُ يحق للدولة اقامة مدينة معدة بشكل حصري للسكان اليهود الحريديم لكونهم فئة متميزة لها خصوصيتها وعاداتها وتقاليدها والتي من حقها ان تسكن منعزلة عن باقي سكان الدولة وأقرت هذه اللجنة ايضاً بأنه يمكن إقامة هذه المدينة في حريش وأنها تفضل إسكان 70 الف نسمة من المتدينين اليهود في حريش حتى ان كان الثمن طرد 1300 نسمه من اليهود العلمانيين والعرب الذين يسكنون اليوم في حريش وانه يحق لهؤلاء تقديم دعوى حقوقية للمطالبة بتعويضات في حالة تم طردهم من منازلهم".

دعم الإعتراض
واشار المحامي توفيق جبارين:" انضمت للاعتراض على هذا المخطط عدة جمعيات فاعلة في قضايا التخطيط و البناء ومنها "اَدم طيفع ودين"، "بمكوم" ,"عدالة"، "مركز التخطيط البديل"".
واضاف جبارين:" في ردها على الاعتراض سوغت لجنة الاستئناف قرارها بأنها تأخذ بالحسبان أن توطين هذا الكم من اليهود المتدينين يمكن ان يؤدي الى احتكاكات وحساسيات بين اليهود والعرب في دولة اسرائيل".



آثار سلبية على البيئة
كما رفضت لجنة الاستئناف ان يكون للمخطط اثاراً سلبية على البيئة والاماكن الخضراء والمناطق الخلابة الموجودة في منطقة وادي عاره وذلك بناءاً على التزام وتصريح وزارة الإسكان امام اللجنة بأنه لا يوجد نية بتوسيع حريش الى اكثر من 70 الف نسمة وانها تكتفي بهذا القدر من السكان حسب التخطيط المقترح".
واردف المحامي توفيق جبارين يقول:" ان هذا القرار يعد سابقة خطيرة ويجب عدم السكوت عنه حيث انه يتيح للدولة اقامة مدن تخص اليهود فقط ويحرم العرب من حقهم بالسكن والمساواة"، وقد اضاف ايضاً المحامي توفيق جبارين بأن:" هذا التمييز العنصري ضد العرب يتفاقم في حالة حريش لاننا نتكلم عن منطقة يسكنها اغلبية عربية وإن المشروع جاء من أجل تهويد منطقة وادي عارة وقلب الميزان الديموغرافي لصالح اليهود".

إرتياح شديد بعد قرار لجنة الإستئناف
من جهة اخرى أعرب المحامي جبارين عن ارتياحه من قرار لجنة الاستئناف والذي يقر بإخراج حوالي 108 دونم من اراضي ام القطف من المخطط واعادتها لأصحابها العرب وقد عمت الفرحة المشوهة بالحذر أهالي أم القطف الذين كانوا على رأس النضال ضد مخطط حريش حيث صرح الأستاذ علي فارس كبها، وهو مركز النضال الشعبي ضد مخطط حريش بأن قرار لجنة الاستئناف يُعد انتصاراً لأهل أم القطف حيث استطاعوا استرجاع جزء كبير من أراضيهم الاّ أن القرار يحتوي على جوانب سلبية كثيرة ومنها الإقرار المبدئي من قبل لجنة الاستئناف انه لا مانع من إقامة حريش مدينة لليهود الحرديم فقط وهذا ما لا يقبل به أيّ مواطن عربي في هذه البلاد.
وقد شكر الاستاذ علي كبها اهالي ام القطف، ميسر، برطعه، كفرقرع، عرعره وام الفحم الذين قدموا اعتراضاتهم على مخططات حريش كما واثنى على دور المجلس المحلي كفر قرع في التصدي لهذا المشروع.

عقد إجتماع طارىء
هذا وعلم موقع العرب وصحيفة كل العرب انه على ضوء هذا القرار تم يوم أول امس الثلاثاء عقد اجتماع طارىء حضره المحامي ميخائيل سفارد الذي يمثل عدداً من السكان اليهود في حريش وممثلين من جمعية "آدم طيفع ودين" والمحامي توفيق جبارين وممثلين من جمعيات أخرى لدراسة الخطوات القانونية المستقبلية علماً بأنه تعينت جلسة إضافية امام لجنة الاستئناف يوم 15.06.2011 للنظر بالاعتراضات على المخطط التفصيلي لحريش.