الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 17:02

بهاء رحال يكتب على العرب: ايلول الولادة

كل العرب
نُشر: 03/06/11 13:01,  حُتلن: 16:45

بهاء رحال في مقاله:

أيلول اللحظة المفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني ، اللحظة التي ستقرر ليس المصير الفلسطيني بل مصير المنطقة كلها

حالة الحراك الشعبي العربي والثورات المندلعة في العديد من الدول العربية أخذت مساحة أكبر وتلقي بظلالها على كامل المشهد العربي بينما القضية الفلسطينية تراوح مكانها

يقترب الوقت وتتسارع الساعات المرتقبة بخوفنا من المجهول وما يحمل إلينا المستقبل القريب من تحديات ، حتى صرنا نخشى الوقت ونعدّ الأيام خوفاً من تلك اللحظة المجهولة

 القيادة الفلسطينية اعلنت تصميمها على الذهاب الى مجلس الأمن ورفض الدعوات الأمريكية وقد حظيت بإجماع من مجلس الجامعة العربية الذي أيدها في القرار الى جانب عدد كبير من دول العالم الذي سيعترف وسيصوت لصالح القرار

أيلول اللحظة المفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني ،والولادة التي يراد لها أن تتعثر ويحاك ضدها المكائد كي لا تكون وتسقط في هلامية الحمل الكاذب والعابر ، لتغيب مرة أخرى وتغيّب قصراً الى المنفى ونهوي في غياهب الشتات واللجوء كأننا لم نصنع شيئاً كل هذا الوقت ، وتختلط كل الأوراق من جديد ونضيع في متاهات العالم الجديد وفوضى المنطقة على الطريقة الأمريكية .

المصير الفلسطيني
أيلول اللحظة المفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني ، اللحظة التي ستقرر ليس المصير الفلسطيني ، بل مصير المنطقة كلها ، فهل ستكون لحظة ولادة الدولة المنتظرة من أروقة الأمم المتحدة وسيخرس الفيتو الأمريكي ، أم أنها ستفضي الى فشل المشروع وإحداث خراب في المنطقة وتغيير جذري في كيفية إدارة الصراع مع الإحتلال من جهة ومع دول العالم وبخاصة أمريكا من جهة أخرى ، وبالتالي سوف تشهد تحولات في المشهد السياسي الفلسطيني والعربي ، هذه التحولات لا يمكن لأحد أن يتكهن بها في الظرف الراهن وسننتظر ما قد ينتج عن الموقف الدولي حين تذهب القيادة الفلسطينية والعربية لإستصدار القرار الدولي بشأن الدولة الفلسطينية في أيلول .

الساعات المرتقبة
يقترب الوقت وتتسارع الساعات المرتقبة بخوفنا من المجهول وما يحمل إلينا المستقبل القريب من تحديات ، حتى صرنا نخشى الوقت ونعدّ الأيام خوفاً من تلك اللحظة المجهولة التي قد نشاهد فيها ضعفنا حين لا ينصفنا العالم وهيئات الأمم ونعود مرة أخرى خائبين ، وقد علقنا الأمنيات وصلينا بإنتظار المعجزة التي قد تغير من التشاؤم المفرط الذي يكتنف الفكرة التي ولدت والمشروع الذي إقترب من الأكتمال ، ليمنحنا حق الحياة في أرضنا ووطننا ، هذا التشاؤم الذي يسود غالبية الشعب الفلسطيني الذي لم يعد يؤمن بالقرارات الدولية خاصة وأن إسرائيل لا تلتزم بتطبيقها ويعجز المجتمع الدولي على تنفيذها ، كما وأن حالة التشاؤم هذه إزدادت بعد خطاب الرئيس الأمريكي الأخير والذي قال فيه ما قال مما لا يقال ، وتنكر لكل الوعود وإلتف بطريقة أو بأخرى وجاهر بولائة لدولة الاحتلال وطالب القيادة الفلسطينية بشكل علني بعدم الذهاب في أيلول ولوح باستخدام الفيتو ، الأمر الذي عقد الوضع وزاد من خوفنا الشديد لما سوف يحمله لنا ايلول سبتمبر القادم في ظل واقع عربي منشغل بقضاياه الداخلية ولا يلتفت كثيراً للقضية الفلسطينية مثلما كان ، فحالة الحراك الشعبي العربي والثورات المندلعة في العديد من الدول العربية أخذت مساحة أكبر وتلقي بظلالها على كامل المشهد العربي بينما القضية الفلسطينية تراوح مكانها .

التهديد الأمريكي
لقد أعلنت القيادة الفلسطينية تصميمها على الذهاب الى مجلس الأمن ورفض الدعوات الأمريكية وقد حظيت بإجماع من مجلس الجامعة العربية الذي أيدها في القرار الى جانب عدد كبير من دول العالم الذي سيعترف وسيصوت لصالح القرار ، بينما ظلت أمريكا تراوح في منطقة الإنحياز الكامل لدولة الإحتلال وتدعوا لإفشال القرار ووئد الفكرة وتتطلع الى مشروع مماطلة جديد يحمل إسم السلام في ظاهره وفي مضمونه يكون مشروعاً جديداً للمراوغة والمماطلة وإفساح الطريق لمزيد من عمليات الاستيطان والاحتلال والتهويد . رغم التهديد الأمريكي والتلويح بإستخدام الفيتو ، قررت القيادة الفلسطينية الذهاب الى الأمم المتحدة ونحن معها في خطوتها الجريئة ولكن نرى ضرورة تبلور موقف وطني شامل يتفق علية الكل الفلسطيني للمواجهة التي قد تفرضها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في حال تم إسقاط القرار باستخدام الفيتو الأمريكي ، ونرى ضرورة الالتفاف حول القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية وتشكيل إئتلاف وطني موحد من كافة الفصائل الوطنية والاسلامية وكافة المؤسسات والمنظمات الحقوقية وكل أطياف الشعب الفلسطيني لتوحيد الكلمة والصف الوطني وتكون رسالتنا هي أيلول الولادة الشرعية لدولة فلسطين.

مقالات متعلقة