الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 09:02

أيمن تيسير دلول:المصالحة الفلسطينية ايجابيات تتخطى التوقيع

كل العرب
نُشر: 02/06/11 08:06,  حُتلن: 08:51

أيمن دلول في مقاله:

المصالحة الفلسطينية وإن تحققت ميدانيا وعلى الأرض تعني وقف سيطرة فئة من الشعب الفلسطيني على القرار الفلسطيني

المصالحة الفلسطينية ستُعيد الحياة السياسية للنقابات والجامعات الفلسطينية التي توقف فيها العمل النقابي خلال الأعوام الماضية

وحدة القرار الفلسطيني تؤدي حتما إلى تقويته في مختلف المحافل العربية والدولية، وهذا سيؤدي إلى دعم القرار الفلسطيني يتجسد بدعم مالي واقتصادي وسياسي

لا نزال متواصلين في البحث والتمحيص وإزالة بعضا من الغموض الذي يكتنف المصالحة الفلسطينية والتداعيات المترتبة عليها، أو على الأقل محاولة استشراف المستقبل "المشرق بإذن الله" الذي تلوح بوادره من بعيد أو قريب وحصاد ايجابياته من قبل المواطن الفلسطيني.

التحركات السياسية
إن توقيع الفصائل الفلسطينية على ورقة المصالحة الفلسطينية يتبعه أحداث وتطورات تتجاوز حفل التوقيع كثيرا، والمصالحة تحمل بين ثناياها العديد من التحركات السياسية التي ستلقي بظلالها على المجتمع الفلسطيني "في حال تطبيع الاتفاق ميدانيا أو حتى إبقائه حبرا على الورق استجابة للضغوط المختلفة على أطراف فلسطينية". وبعد مرور أيام على التوقيع والاحتفال الفلسطيني بالتوقيع وسط دعوات بدأت تتصاعد بضرورة البدء بتوقيع بنود الاتفاق ميدانيا على الأقل من خلال وقف الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية المحتلة، فإنه يمكن إجمال التطورات السياسية المتوقعة على الواقع الفلسطيني خلال الأيام المقبلة، وتتلخص في التالي:

القرار الفلسطيني
1- إن المصالحة الفلسطينية وإن تحققت ميدانيا وعلى الأرض تعني وقف سيطرة فئة من الشعب الفلسطيني على القرار الفلسطيني، فوفق الاتفاق يتم تشكيل لجنة من الأمناء العامين للفصائل الفلسطيني تقوم بالعمل على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتصدر القرارات المصيرية التي تخص الشأن الفلسطيني، وهذا من شأنه وقف مسلسل التنازلات التي حرفت القضية الفلسطينية عن ثوابتها التي ضحى آلاف الفلسطينيين بدمائهم في سبيل الحفاظ عليها.

التفكك والتشرذم
2- إن الاتفاق سيؤدي إلى توحيد القرار الفلسطيني بعدما شهد حالة من التفكك والتشرذم خلال الأعوام الماضية، وهذا التوحيد سيغيب بفعله حديث القيادات الفلسطينية باسم غزة أو الضفة أو الخارج. إن وحدة القرار الفلسطيني تؤدي حتما إلى تقويته في مختلف المحافل العربية والدولية، وهذا سيؤدي إلى دعم القرار الفلسطيني يتجسد بدعم مالي واقتصادي وسياسي يكون كفيلا بتثبيت أقدامه على الخارطة السياسية العالمية.

تعزيز مكانة حماس
3- التوقيع على المصالحة سيعزز من مكانة "حماس" دوليا وعربيا، فعلى الصعيد العربي بالتوقيع على المصالحة تكون أزالت الحركة "الشماعة" التي اتخذتها العديد من الأنظمة العربية في أوقات سابقة في وجه دعم "حماس"، ولا يعني هذا دعم الحركة بشكل مباشر، وإنما على الأقل إزالة العقبات والحجج التي اتخذتها تلك الأنظمة، وإقليميا فحماس ستخترق المنظومة الدولية أكثر من الاختراقات التي حققتها في الأوقات السابقة، وسبيلها في ذلك ربيع التغيير العربي الذي بات فزاعة الأطراف المختلفة وبدأت تزلزل عروشها وأركان ملكها.

الحياة السياسية
4- المصالحة الفلسطينية في حال تم تحقيقها ستُعيد الحياة السياسية للنقابات والجامعات الفلسطينية التي توقف فيها العمل النقابي خلال الأعوام الماضية وأثر سلبا على أجيال طلابية بأكملها داخل الجامعات، وإعادة الحياة النقابية للجامعات والمؤسسات يحرك الشرائح الفلسطينية المختلفة نحو سلوك طريق التميز والإبداع واستخدام الرؤى السياسية المختلفة التي من شأنها أن تجعل هذه التجمعات تبحث عن آليات إقناع الجماهير برؤاها السياسية والوقوف إلى جانبها، وكلها إجراءات من شأنها تطوير التفكير السياسي لدى عنصر الشباب الذي بات يقود عمليات التغيير هذه الأيام في مختلف الأقطار العربية.

المجتمع الفلسطيني
5- المصالحة في جوهرها سياسيا ستفتح المجال أمام الأحزاب السياسية الفلسطينية للعمل والبحث عن كل ما من شأنه أن يزيد نسبة تأييدها في المجتمع الفلسطيني، وعمل الفصائل الفلسطينية بين الجمهور الفلسطيني سيؤدي لأحد أمرين: إما زيادة نسبة العديد من الفصائل لقناعة الجمهور بالأطروحات التي تقدمها وهذا سيكون من نصيب التيارات الإسلامية وأكثرها "حماس"، أو أن ذلك سيؤدي إلى انخفاض نسبة الفصائل اليسارية والعلمانية التي بات المجتمع الفلسطيني غير مقتنعا بالأطروحات والمشاريع السياسية التي تقدمها للمجتمع الفلسطيني.

التداعيات السياسية
مع تواصل الحديث عن المصالحة الفلسطينية وتداعياتها السياسية بالتأكيد فإن هناك الكثير من هذه الايجابيات السياسية للمصالحة وتحقيقها مرتبط بتحقيق بنود المصالحة على الأرض، ولكن هناك من هذه الايجابيات ما يمكن أن يتحقق حتى بدون تحقق المصالحة ميدانيا، وفي النهاية فالإنسان يدرس الايجابيات والسلبيات لأي قضية يريد اتخاذ قرار بشأنها "لم يرد نص بخصوصها"، فإن أصاب يكون قد حقق ما يصبو إليه، وإن فشل فلا يقال عليه بعد فترة من الزمن بأنه "كان ينبغي أن يفعل كذا ولم يفعل"، فالخطأ في الاجتهاد وارد وكذلك الصواب، ومن الإيجابيات التي يمكن حصادها بتوقيع المصالحة حتى في ظل عدم تحقيقه ما يتمثل بالمصالحة الاجتماعية بين المواطنين، وهذا موضوعنا في الجزء القادم إن كان في العمر بقية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة