العفو العام يُعتبر الأوَّل من نوعه الذي يصدره الرئيس السوري منذ تسلمه السلطة

مؤتمر أنطاليا يُعقد تحت اسم "المؤتمر السوري للتغيير" ويُتوقَّع أن يشارك فيه نحو 300 معارض سوري يمثِّلون أشخاصهم ولا يمثِّلون الجهات الحزبية والسياسية

بشار الأسد يصدر عفواً عامَّا عن كافة الضالعين بجرائم مرتكبة قبل تاريخ 31/05/2011 حيث شمل العفو "كل الموقوفين المنتمين لتيارات سياسية والعفو عن نصف العقوبات في الجنايات شريطة عدم وجود إدعاء شخصي"

هيلاري كلينتون:

تعذيب الصبي السوري دليل على الانهيار التام

الرئيس الاسد لم يأمر بانهاء العنف في حق شعبه ولم يشارك جديا في اي نوع من جهود الاصلاح

 مع مرور كل يوم يصبح موقف الحكومة السورية أقل قابلة للاستمرار ومطالب الشعب السوري من أجل التغيير أشد قوة

الأنباء عن تعذيب صبي سوري عمره 13 عاما لهي دليل على أن الحكومة السورية لا تهتم على الاطلاق بالانصات لشعبها

 ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر يوم الثلاثاء عفوا عامَّا عن كافة الضالعين بجرائم مرتكبة قبل تاريخ 31/05/2011، حيث شمل العفو "كل الموقوفين المنتمين لتيارات سياسية، والعفو عن نصف العقوبات في الجنايات شريطة، عدم وجود إدعاء شخصي".

وقالت الوكالة إن المرسوم التشريعي رقم "61" لعام 2011 شمل أيضا العفو عن المعتقلين المنتمين إلى جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة، بالإضافة إلى "تخفيف عقوبات الإعدام إلى الأشغال الشاقة المؤبدة أو الاعتقال الجرمي تبعا للوصف الجرمي، والإعفاء عن كامل العقوبات لمن بلغ سن السبعين في تاريخ صدور المرسوم، إذا إذا كان قد اقترف الجريمة قبل إتمامه الستين من العمر".

الإعفاء عن كامل العقوبة لمرتكبي الجرائم
كما تضمَّن المرسوم أيضا الإعفاء عن كامل العقوبة بالنسبة لمرتكبي الجرائم المنصوص عليها في القانون رقم "49" لعام 1980، وهو القانون الذي حُوكم بموجبه المنتمون إلى جماعة "الإخوان المسلمين" التي دخلت في مواجهات دامية مع السلطات السورية خلال ثمانيّنيات القرن الماضي. يُشار إلى ان السلطات السورية كانت قد أصدرت القانون المذكور في مستهل تلك الأحداث، إذ قضى بإنزال عقوبة الإعدام بحق كل من ينتمي إلى الجماعة المذكورة. كما شمل المرسوم أيضا "كامل العقوبة المانعة للحرية في الجرائم المنصوص عليها بالمرسوم التشريعي رقم "59" لعام 2008".

أوَّل عفو عام  يصدرة الأسد
وقالت الوكالة إن العفو الرئاسي شمل أيضا كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي المنصوص عليها في "قانون العقوبات العسكرية"، مع حرمان الفارِّين من العفو، ما لم يسلِّموا أنفسهم خلال ثلاثة أشهر من صدور مرسوم العفو. كما شمل المرسوم أيضا العفو عن نصف العقوبات الجنائية، شريطة عدم وجود ادِّعاء شخصي على من يوجد بحقه مثل تلك العقوبة. أوَّل عفو عام ويُعتبر هذا العفو الأوَّل من نوعه الذي يصدره الرئيس السوري منذ تسلمه السلطة في أعقاب وفاة والده في 10/06/2000، رغم أنه كان قد أصدر مراسيم عفو عدَّة خلال الأعوام الـ 11 الماضية التي أمضاها في الحكم، حيث استفاد منها معتقلون سياسيون وآخرون. إلاَّ أنَّ ما ميَّز مرسوم الثلاثاء هو شموله كافة المعتقلين الذين لم تشملهم المراسيم السابقة.

تسامح اجتماعي
لكن المرسوم استثنى العفو عن الجرائم المنصوص عليها في القانون رقم "10" لسنة 1961، وهو ما عُرف باسم "قانون مكافحة الدعارة"، وصدر إبَّان الوحدة بين سورية ومصر، قبيل الانفصال. "تسامح اجتماعي"وتعليقا على مرسوم العفو، قال وزير العدل السوري، القاضي تيسير قلا عواد، إن المرسوم التشريعي "صدر في إطار التسامح الاجتماعي واللحمة الوطنية ومتطلبات العيش المشترك".

لا نية للنظام بألغاء المادة الثامنة من الدستور
وأضاف: "لم يستثنِ المرسوم من أحكامه إلاَّ عددا محدودا للغاية من الجرائم، ولاسيما تلك التي تنطوي على أفعال شائنة ومخلَّة بالشرف، وهي الجرائم التي يستهجنها المجتمع السوري ويرفضها". وكانت مصادر من حزب البعث الحاكم في سورية قد صرَّحت في وقت سابق أن "لا نية لدى النظام لإلغاء المادة الثامنة من الدستور"، والتي تنصُّ على أن حزب البعث هو "قائد الدولة والمجتمع". وقالت المصادر إن قرار إلغاء تلك المادة شأنا يعود أمر اتخاذه إلى مجلس الشعب القادم.

 مؤتمر أنطاليا 
في غضون ذلك، بدأت أعمال المؤتمر الذي تعقده المعارضة السورية في مدينة أنطاليا التركية، الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام. وقال محمد منصور، منسق المؤتمر، إن اللقاء سوف يُعقد تحت اسم "المؤتمر السوري للتغيير"، ويُتوقَّع أن يشارك فيه نحو 300 معارض سوري "يمثِّلون أشخاصهم ولا يمثِّلون الجهات الحزبية والسياسية التي ينتمون إليها". 

الإنهيار التام
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء إن الأنباء عن تعذيب صبي سوري عمره 13 عاما لهي دليل على أن الحكومة السورية لا تهتم على الاطلاق بالانصات لشعبها. وقالت كلينتون ايضا للصحفيين انه يوما بعد يوم يصبح موقف الحكومة السورية أقل قابلية للاستمرار.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين أن فيديو نشر على الانترنت أظهر صبيا عمره 13 عاما اعتقل في احتجاج يوم 29 من ابريل نيسان قالت انه تعرض للتعذيب والتشويه وقتل قبل اعادة جثته الى أسرته. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي عقدته مع وزير خارجية كولومبيا "اني اعتقد أن ما يرمز اليه ذلك في نظر كثير من السوريين هو الانهيار التام لاي جهد من جانب الحكومة السورية للعمل مع شعبها والاصغاء اليه."

الأسد لم يأمر بانهاء العنف
وأضافت قولها "لا يسعني الا الامل ألا يكون هذا الصبي قد مات سدى وأن تكف الحكومة السورية عن الوحشية وتبدأ الانتقال الى الديمقراطية الحقة." وقالت كلينتون "الرئيس الاسد ... لم يأمر بانهاء العنف في حق شعبه ولم يشارك جديا في اي نوع من جهود الاصلاح." ومضت تقول "انه مع مرور كل يوم يصبح موقف الحكومة السورية أقل قابلة للاستمرار ومطالب الشعب السوري من أجل التغيير أشد قوة."
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء وصفت وزارة الخارجية الامريكية أنباء تعرض الصبي السوري للتعذيب بأنها مروعة ومفزعة وقالت انه أحدث انتهاك لحقوق الانسان على يد قوات الرئيس بشار الأسد.