الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 02:01

استطلاع جديد: المجتمع العربي - أجيال من المتطوعين في إنتظار الاشاره

كل العرب
نُشر: 01/06/11 11:45,  حُتلن: 12:17

المجتمع العربي عموما يعجّ بالمتطوعات والمتطوعين الاحتماليين الجاهزين للتعاون مع مبادرات تطوعية تطلقها المؤسسات الفاعلة في المجتمع

التطوّع هو أن يُعطي الفرد من وقته أو قوة عمله لصالح المجتمع عبر إحدى مؤسساته أو من خلال الاتصال المباشر مع المحتاج أو المحتاجين إلى هذه "القوة"

رغم كل ما عرفناه عن التطوّع في المجتمع العربي، يتضح أن أمورا كثيرة في هذا الباب لا تزال غير معروفة لنا. ولعلّ أبرز ما لم نعرفه حتى الآن هو استعداد الغالبية العظمى من أبناء وبنات المجتمع العربي للتطوع في أول فرصة تسنح لهم. هذا في حين أن قلة منهم تعتبر الفروض الدينية مثل الزكاة أو التبرع لمؤسسة دينية تطوعا. هذا بعض ما يتكشّف لنا من استطلاع للرأي حول التطوع في المجتمع العربي أجراه معهد ستاتنت للاستطلاع والاستشارة الاستراتيجية لصالح جمعية "رواح طوفاة" (روح طيبة).

أبرز مخيمات العمل التطوعي
عرف المجتمع العربي بشكل عام والمحلي بشكل خاص أشكالا متعددة للتطوع أبرزها مخيمات العمل التطوعي التي أطلقتها بلدية الناصرة بعد تسلم "الجبهة" لإدارتها في النصف الثاني للسبعينيات من القرن الماضي. في تلك الأيام كان عدد المشاركين في ورش التعمير والبناء والإنشاء عشرة آلاف شاب وشابة وعلى مدار عدة أيام. وتواصل هذا التقليد لأكثر من عشر سنوات نسخته في وقت لاحق الحركة الإسلامية التي تسلمت قيادة بلدية أم الفحم في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي. وهنا أيضا شوهد الآلاف يشاركون في ورش التعمير والإنشاء. وبين هذا وذاك أقيمت مخيمات العمل التطوعي في قرى ومدن عربية بمبادرة فعاليات وجمعيات وأحزاب رأت أن تستثمر الرأسمال الاجتماعي على نحو ما.

التمحور في التطوع الفردي
تغيّرت في السنوات الأخيرة عادات التطوّع في مجتمعنا لجهة تمحورها في التطوع الفردي ضمن عمل جمعيات وفعاليات ومؤسسات قائمة. والتطوّع هو أن يُعطي الفرد من وقته أو قوة عمله لصالح المجتمع عبر إحدى مؤسساته أو من خلال الاتصال المباشر مع المحتاج أو المحتاجين إلى هذه "القوة".



الإستعداد الفوري للتطوع
يتّضح من الاستطلاع المذكور أن ما يزيد عن 80% من أبناء وبنات المجتمع العربي على استعداد فوري للتطوع مع فوارق من فئة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر. فقد اتضح مثلا أن الاستعداد للتطوع لدى الأفراد بين 16 ـ 22 عاما يصل إلى 89% وبين الأفراد بين 46 ـ 50 عاما إلى 88%. واتضح أيضا أن الاستعداد للتطوع بين الفئات محدودة الدخل مرتفع جدا ويصل إلى أكثر من 90%. كذلك، فإن الاستعداد للتطوع يتسع كلما ارتفع مستوى ثقافة الفئات الاجتماعية.

المعطيات
إنها معطيات لا بدّ أن تستوقف المعنيين بالمجتمع وعملية التغيير فيه. بمعنى، أن المجتمع العربي عموما يعجّ بالمتطوعات والمتطوعين الاحتماليين الجاهزين للتعاون مع مبادرات تطوعية تطلقها المؤسسات الفاعلة في المجتمع. وهذا ما تؤكّده نتائج الاستطلاع الذي سأل المستجوَبين عينيا عن استعداهم للتطوع في حالات معينة. فقد أعرب 88% من المستجوَبين عن استعدادهم للتطوع في مدرسة إذا طلبت ذلك إدارتها. وقال 81% منهم أنهم مستعدون للتطوع إذا ما طلب إليهم ذلك مكتب الرفاه الاجتماعي في البلدة. وقال 79% منهم أنهم مستعدون للتطوع إذا دعتهم لذلك جمعية محلية.
الملاحظ وفق نتائج الاستطلاع أن قلة من المؤسسات والجمعيات تدعو الناس للتطوع أو تطلب منهم ذلك. بدلالة أن معظم المستجوَبين ـ 72% ـ قالوا أنهم لم يتلقوا أي دعوة للتطوع. وهي نسبة ينبغي رؤيتها مقابل نسبة ألـ 80-89% من الرجال والنساء المستعدين للتطوع في حال طلب إليهم ذلك. واللافت أن معظم المستعدين للتطوع لا يتوقعون أي مردود من تطوعهم ولا حتى حفل تكريم لهم.

النتائج العامة
يؤكّد الاستطلاع في نتائجه العامة والتفصيلية أن المجتمع العربي ينتظر فرصته كي يحوّل التطوع إلى نمط وتقليد يشارك فيه غالبية أفراد المجتمع. بمعنى، أنه يمتلك رأسمال اجتماعي قوامه خبرات ومهارات وتخصصات ومعارف تنتظر أن تعطي ما تملكه لمجتمعها وفق احتياجاته. ونتوقّع مثلا أن إجراء مسح للاحتياجات في بلدة ما واستثمار قوة عمل ومعارف متطوعات ومتطوعين احتماليين لسدّها، من شأنه أن يسهم في عملية التغيير الاجتماعي لجهة سدّ نواقص واحتياجات وتعزيز قدرات المجتمع وحيويته. وقد أشار الاستطلاع إلى وجود استعداد أكبر لتعاون المتطوعات والمتطوعين مع جمعيات محلية أو قطرية على حساب سلطات محلية.

رؤية سلطوية
لقد تحرّكت في المجتمع العربي أوساط واسعة ضد فرض الخدمة المدنية على بنات وأبناء المجتمع ضمن رؤية سلطوية أمنية تحاول أن تجعل من هذه الخدمة سيرورة جَتْمَعة باتجاه الشدّ إلى مركز القوة الإسرائيلي. وقد خلصت هذه الأوساط إلى نتيجة مفادها وجوب التحرّك الذاتي ـ من داخل المجتمع العربي ـ لتنظيم التطوع في خدمة المجتمع وقطع الطريق على تطوير التطوع فرضا وإكراها. وأعتقد أن نتائج الاستطلاع هنا تصب في مسعى هذه الأوساط وأوساط أخرى من المجتمع المدني معنية باستثمار قوة التطوع الكامنة في المجتمع العربي وتوجيه طاقاتها الهائلة إلى بناء المجتمع وتغيير واقعه لجهة التنمية والنماء والمشاركة الفعلية للأفراد في الحياة العامة. فالنتائج جد واضحة ولا تقبل التأويل أو التريّث. وأعتقد أن الحقل في قرانا ومدننا ينتظر مبادرات مجتمعية من مؤسسات المجتمع المدني أو المؤسسات القائمة مثل مؤسسات التعليم ومكاتب الرفاه ليحوّلها إلى روافع للنهوض المجتمعي. نقول هذا وفي الخلفية الحاجة الماسة التي يقرّ بها نشطاء وفاعلون اجتماعيون إلى تنظيم عملية التطوع واستثمار الرأسمال الاجتماعي في مشاريع مجتمعية مختلفة تأتي بالفائدة على الجميع. ونشير إلى نتائج الاستطلاع التي تؤكّد وجود وعي لظاهرة التطوع والحاجة إليها لدى النساء والرجال على السواء. بمعنى، أن كل شيء جاهز لإطلاق مارد التطوع من قمقمه، والسؤال: مَن سيكون مُطلقه!

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
235619.88
BTC
0.51
CNY