سامي هواري:

كانت هذه فرصة ممتازة لنا لنعرض أمام الخبراء من اليونسكو ومن الجامعات المختلفة الحقيقة والرواية الفلسطينية -العكية

غياب مندوبي المواطنين العكيين العرب عن مثل هذه الورشات والاجتماعات قد مكن السلطات من تمرير الكثير من المخططات الضارة بالسكان

بالتعاون بين منظمة اليونسكو وشبكة اليونسكو للثقافة والسياحة والتطوير، وجامعة باريس، ومركز أبحاث السياحة والحج والاستجمام في جامعة حيفا، تم تنظيم ورشة عمل عالمية شارك فيها باحثون ومحاضرون وطلاب دراسات عليا في موضوع السياحة الثقافية، متركزين في دراسة الملف الخاص بمدينة عكا القديمة، كونها موقعا تراث عالمي، ومختبرا يعج بالحياة واعمال الترميم، وبالإمكان دراسته ودراسة التأثيرات المختلفة على المجتمع العكي.

 

وقد امتدت الورشة ثلاثة أيام، من الاثنين 23.5.2011 وحتى الاربعاء 25.5.2011، وافتتحت في مركز السياحة التابع لشركة تطوير عكا في بستان الباشا بعكا القديمة. وقد افتتحت اعمال الورشة بكلمات ترحيب من قبل كل من: السيد هيرف باري، من قسم التعبيرات الثقافية والصناعات الابداعية في اليونسكو. تلاه السيد داني باريلي، السكرتير العام للجنة الوطنية لليونسكو، ثم تكلمت البروفسور ماريا غافاري- بارباس الرئيسة والمنسقة لشبكة UNITWIN وشبكة اليونسكو للثقافة والسياحة والتطوير. وكانت الكلمة التالية للسيد البرت لينكولن الامين العلم للجالية البهائية العالمية، واختتم فقرة الترحيب البروفسور يوئيل مانسفيلد، رئيس مركز ابحاث السياحة والحج والاستجمام في جامعة حيفا.
 
عكا بين الماضي العريق والحاضر المليء بالتحديات
وكانت الفقرة التالية محاضرات لعدد من الباحثين والمختصين بعنوان: عكا – بين الماضي العريق والحاضر المليء بالتحديات، افتتحها: د. نداف كاشطان، من قسم دراسات الترميم في كلية الجليل الغربي والذي القى محاضرة بعنوان: "عكا كمدينة (متروبوليس) بحرية – الماضي والحاضر". ثم تلاه السيد رعنان كيسلف، مدير قسم الترميم في سلطة الآثار وألقى محاضرة بعنوان: "عكا- تحليل تركيب منظومة البناء". ثم جاءت محاضرة بروفسور يوئيل مانسفيلد بعنوان "حكاية مجتمعنا المحلي": من التفسير الى خلق تجربة الضيافة المستدامة، ثم تحدث المستشار الاستراتيجي ومدير جمعية الياطر، سامي هواري والقى محاضرة بعنوان: "الحياة في موقع التراث العالمي" – اتجاهات ومواقف المواطنين العرب في عكا. وجاءت بعد ذلك محاضرة السيدة شيلي بيلغ، مديرة المركز الدولي للترميم في عكا حول: علاقات المضيف والضيف في عكا: استنتاجات اولية لبحث حول دمج المجتمع المضيف في الحركة السياحية المتطورة بعكا، ثم تحدث بعدها السيد دافيد هراري، المدير العام لشركة تطوير عكا، حول التحديات والانجازات في تطوير السياحة للبلدة القديمة في عكا. واختتمت هذه الفقرة من قبل بروفسور مايكل تيرنر، رئيس دراسات اليونسكو في التصميم والترميم، اكاديمية بتسلئيل للفنون والتصميم، حول: عكا كوجهة للتراث الثقافي.
وتم اختتام اليوم الأول من الورشة بجولة في عكا القديمة. بينما استضافت جامعة حيفا اليوم الثاني من الورشة، والتي تركز العمل فيها حول عرض طريقة البحث وتنفيذه، تلاه جولة في الحدائق البهائية.

التوجه الشديد نحو دعم وتعزيز المجتمع العكي
وتركزت الجلسة الثالثة والأخيرة والتي عقدت في المركز الدولي للترميم في عكا القديمة من الورشة في إستعراض للإستنتاجات والتوصيات الاولية المقدمة الى اصحاب الاسهم في عكا. وقد برز في هذه الاستنتاجات التي قدمها البروفسور يوئيل مانسفيلد، التوجه الشديد نحو دعم وتعزيز المجتمع العكي، كشرط اول لدعم القطاع السياحي وخاصة السياحة الثقافية في عكا. ويتم ترجمة ذلك من خلال تنظيم ورشات ودورات مهنية تسمح للعكيين بالاندماج في حركة السياحة الآخذة بالتطور في مدينة عكا.

كيفية تنفيذ مخططات الترحيل
وفي لقاء معه قال سامي هواري، المستشار الاستراتيجي ومدير جمعية الياطر الشريكة في مشروع البيت العكي للتخطيط وحقوق السكن: "كانت هذه فرصة ممتازة لنا لنعرض أمام الخبراء من اليونسكو ومن الجامعات المختلفة الحقيقة والرواية الفلسطينية – العكية. ان غياب مندوبي المواطنين العكيين العرب عن مثل هذه الورشات والمؤتمرات والاجتماعات قد مكن السلطات من تمرير الكثير من المخططات الضارة بالسكان، على سبيل المثال الخارطة الهيكلية الخاصة بعكا القديمة. لقد قدمت محاضرة وعرضا محوسبا نال التقدير والاعجاب من الحضور، وكشف وقدم لهم الكثير من المعلومات عن المواطنين العرب في عكا. اضافة الى المعلومات والخلفية الاجتماعية – والاقتصادية والسياسية قدمت لهم معلومات عن الثروة الانسانية الهائلة وعن المواهب (الفنية والاكاديمية والاعلامية) التي تزخر بها مدينة عكا، والتي يتم استثناؤها وتحييدها من التأثير على مجريات الامور في المدينة. لقد قلت لهم ان العرب في هذه المدينة معنيون بتطويرها، بشرط الا يأتي ذلك على حسابهم، وبأننا نطالب بأن نكون شركاء في هذه العملية من مرحلة التخطيط الى مرحلة التنفيذ. ولقد كشفت امام الخبراء من اليونسكو وامام الباحثين من شتى الجامعات عن كيفية تنفيذ مخططات الترحيل والوسائل التي تستعملها وكالات تابعة لحكومة اسرائيل لتنفيذ هذه العملية (مثلا: بيع خان العمدان والاشتراط على الشركة الرابحة اخلاء كل السكان في المنطقة المحيطة بالخان)، اضافة الى اجراء مقارنة تبين اعمال الترميم والتوثيق للمباني والمناطق المتعلقة بالثقافة والتاريخ اليهودي مقابل تجاهل واهمال الآثار والتوثيق المتعلقان بالتاريخ العربي والاسلامي (مثلا: الوضع المزري الذي آل اليه الحمام الصغير واعمال الهدم والنهب اللذان تعرض لهما، وهو في عهدة شركة تطوير عكا القديمة)، مرورا بتغيير طابع المدينة وتغيير اسماء الشوارع والحارات ومحاربة الرواية التاريخية الخاصة بسكان عكا بل ومحاولات القهر الديني وتغليب الواقع الحضاري اليهودي، مما يتعارض مع مقولة ان في عكا مجتمع متعدد الحضارات".
وأضاف هواري: " لقد اثارت محاضرتي ردود فعل عديدة، فلأول مرة يستمع هؤلاء الخبراء من اليونسكو زمن الجامعات المختلفة، الى وجهة نظر حقيقية تمثل الواقع، قيلت بشجاعة وبطريقة علمية وموثقة، بعيدا عن المزايدات والمهاترات، تم فيها فضح ما يسمى بـ (مدينة التعايش المشترك)".
يذكر ان المحامية سهاد بشارة والمحامية حنين نعامنة من مركز عدالة القانوني حضرتا الجلسة الاخيرة للورشة وادلتا بدلوهما في النقاش الذي نبع عنها.