الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 00:02

الأسئلة الجنسية لدى الأطفال- ماذا تجيبين إبنك اذا سألك سؤالا جنسيا؟

كل العرب
نُشر: 27/05/11 16:29,  حُتلن: 08:54

 الأب هو المحاور الطبيعي للولد الذكر في موضوع الجنس، وأن الأم  بالمقابل هي المحاورة الطبيعية لإبنتها في هذا الميدان

الواقع أن الأبناء في مجتمعاتنا المشبعة بالمعطيات الجنسية التي تتساقط عليه من كل حدب وصوب، جهلاء جهلاً كاملاً بحقيقية قضية الجنس، فالمعلومات التي يتلقاها الأبناء على غزارتها الكمية، مجتزأة، مبعثرة، ناقصة، كما إنها تضفي على "الجنس" طابعًا دنيئًا من ناحية، وطابعًا عدوانيًّا يتداوله الأبناء على إنه "سلعة استهلاكية" مترفة معدَّة للأثرياء أو عصابات شيكاغو.

 
صورة توضيحية

في نفس هذا الوقت نرى الفتى/ الفتاة يُظهر تحفظًا أكبر حيال الموضوع، وذلك لعدة أسباب:
أولها أن شخصيته بدأت في الاستقلال عن الأهل، كما أنه أصبح أكثر تحسسًا للموانع الاجتماعية، وسمت التكتم الذي يحيط بالعلاقة الحميمة. كما أنه في هذه الفترة يجد راحة أكبر في التحدث عن هذه الأمور الدقيقة مع أناس لا تجمعه بهم علاقة حميمة كالوالدين.

الإستعداد لمرحلة المراهقة
بدءاً من سن العاشرة عند الإبن، والثامنة عند الإبنة لابد من إعدادهم لتحولات المراهقة بشرح وافٍ، وتُقدّم هذه التحولات لهما على أنها ترقية ومسؤولية، فقد تبدو بوادر المراهقة في سن مبكرة، خاصة عند البنات ؛ لذا ينبغي أن نسلّح الأبناء بمعلومات كافية حولها كي يدخلوها بحد أدنى من القلق، وبحد أقصى من الشوق والرغبة. أما إذا حرم/حرمت من هذه المعلومات، فقد يصدم بالتحولات المباغتة التي تطرأ عليه، وقد يتوهم عند حدوثها أن ما يحصل في جسده من تغييرات وما يرافقها من أحاسيس جديدة، إنما هي ظواهر غير طبيعية أو أعراض مرضية.

ابنتك على أعتاب الأنوثة
بالنسبة للفتيات ولموضوع الحيض تبرز أهمية موقف الأم وبديلاتها من المربيات، إذ يجب عليهن أن يؤكدن على الناحية الإيجابية من بدء الحيض للفتيات، وأن يتحاشين التلفظ بعبارات يصفنها بها على أنها "العبء الشهري النسائي الذي نعاني منه كلنا، يا ابنتي المسكينة!"، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن إعلام البنت عما ينتظرها من تحولات في أوان المراهقة يتأثر تأثرًا بالغًا بموقف الراشدين حولها من هذه التحولات، فكثيرًا من النساء تنتابهن - حيال الحيض - مشاعر الخجل والدنس، ويعتبرنه بمثابة علامة لعنة وُصِم بها الوضع الأنثوي، فإذا كانت أم الفتاة تنتمي إلى هذا الإتجاه، يكون من الصعب عليها أن تساعد ابنتها على الوقوف من أنوثتها موقف الاعتزاز والترحيب. وعلى الأم أن تشرع في تعليم إبنتها الجوانب المفيدة للحيض، وكيف تتعامل معه وتتابعها عن كثب، وتجيبها على أسئلتها التي ترد على ذهنها بعد هذا الحوار بدون حرج وبصورة مفتوحة تمامًا، ولا تتحرج من أي معلومة أو تكذب، لأن البنت إذا شعرت أن الأم لا تعطيها المعلومة كاملة فإنها ستبحث عنها وتصل إليها من مصدر آخر لا نعلمه، وسيعطيها لها محملة بالأخطاء والعادات السيئة والضارة، فنحن لن نستطيع وقتها أن نعلم ماذا سيقول لها هذا المصدر والذي غالبًا ما يكون هو زميلاتها.

ابنك والمراهقة
كذلك، ينبغي إعلام الصبي بعناية بكافة التغييرات التي سيشهدها جسده، في الفترة المقبلة - بنفس نبرات الترحاب والتقبل، ولا بد من إعلامه بأن السائل المنوي قد يُقذف في أثناء نومه، وأن القذف الذي ترافقه لذة هو ظاهرة طبيعية، لأنها دلالة على رجولته، وإن الميل إلى الجنس الآخر شيء وارد .

أصعب الأسئلة في تلك المرحلة
مع عتبات البلوغ يتم التطرق إلى موضوع شائع في تلك المرحلة وهو الزواج والجماع ولكن السؤال الصعب هو: كيف يتم شرح عملية الجماع في هذه السن؟
هناك مثال ورد في كتاب "كيف نواجه أسئلة أولادنا عن الجنس"، وهو شرح والد لإبنه الذي يبلغ من العمر 11 سنة، لوجاهته رأينا الاستشهاد به حيث رسم الأب فيما كان يشرح مثلَّثين، رأس أحدهما متجهًا نحو قاعدة الآخر، وقال بالإجمال: فكأن هذا المثلث (الذي قاعدته لأعلى ورأسه لأسفل) هو الخصيتان والقضيب لدى الصبي، وكأن ذاك المثلث (الذي قاعدته لأسفل ورأسه لأعلى) هو المبيضان والرحم، عند البنت….ثم تابع الأب، الخصيتان هما الغدتان الموجودتان داخل الكيسين، إنهما سوف تنضجان عندما تصبح أنت رجلاً وسوف تنتجان سائلاً، كما تنتج الغدد اللعابية اللعاب في الفم، والغدد الدمّعيه، الدموع في العينين.. إنما الأمر هنا أهم بكثير من القدرة على البكاء أو البصق، إذ إن تلك الغدد تنتج بذار حياة، السائل الذي سوف يجري من القضيب عندما تصبح كبيرًا، هذا السائل سيخولك لاحقًا أن تصبح أبًا.
أما البنت الصغيرة، فستتحول لتصبح امرأة، وعندما تصبح زوجة، فإن بذار الأب الذي أودع فيها سوف ينبت على مَهَل ويكبر، إلى أن يتمكن الطفل من العيش وحده، إذ ذاك يخرج من الرحم، هذا ما يسمّونه الوضع. في غضون ذلك كان القلم قد تابع مسيرة رأس المثلث الأول ليرسم في الثاني طفلاً صغيرًا جدًّا.
أليس هكذا يا بني الأمر يستحق أن يتحمل المرء بعض المضايقات، كأن يضطر إلى الحلاقة كل يوم! ذلك أن الشعر يكون قد نبت في ذقنك آنذاك ! ولكن لا يزال أمامنا متسع كافٍ من الوقت لنفكر بإهدائك آلة حلاقة كهربائية.

ثالثا ً: التربية الجنسية …..من يقوم بها؟؟
هناك فكرة شائعة، ألا وهي أن الأب هو المحاور الطبيعي للولد الذكر في موضوع الجنس، وأن الأم - بالمقابل - هي المحاورة الطبيعية لابنتها في هذا الميدان، ولكن حتى يكون تناولنا للأمور تناولا واقعياً لابد من الاعتراف بأن هناك غياب معنوي للأب عن عالم الإبن نجده شائعًا في مجتمعنا الشرقي لا بسبب انشغال الآباء وحسب، بل بسبب اعتقادهم أن أمور الأبناء - والبيت بشكل عام - شأن أنثوي بحت يتركونه للأم، فيما ينصرفون هم إلى الأعمال والعلاقات الخارجية، وإلى تحصيل المال لإنفاقه على الأسرة. لكن يؤكد علم النفس المعاصر على أهمية مشاركة الأب في تنشئة وتربية الأبناء بشكل فاعل لأن ذلك يساهم في اكتمال النمو النفسي لهم سواء كان الأبناء فتيان أو فتيات وذلك على صعيد " التربية الجنسية" أو على الصعيد العام.

بإختصار إن إعداد الفتى إلى تحولات المراهقة العتيدة، الأفضل أن يختص به الأب الذي من جنسه، وذلك لأن الموضوع هنا يعني الفتى بصورة شخصية مباشرة، مما يضفي على الحديث طابعًا حميمًا جدًّا، مما يساعد على نمو الرجولة لدى الصبي، وحديث الأم إلى ابنتها يقربهما من بعض ويساعد على نمو الأنوثة لدى البنت. ولكن إذا وجد أحد الوالدين أنه غير قادر على خوض الموضوع بشكل سليم مع الفتى، فالأفضل أن يترك هذا الإعلام للوالد الآخر إذا كان هذا - من جهته - يقف من الجنس موقفًا أكثر موضوعية وصفاء، أو إذا كانت علاقته بالابن المعنيّ أقل توترًا واضطرابًا.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.co.il 


 

مقالات متعلقة