خطيئة أوباما كانت كبيرة بإعلانه في خطاب "رياح التغيير"، العودة الى حدود حزيران 1967 مدماكا رئيسا لاستئناف مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين

زيارة معاون وزيرة الخارجية السفير جيفري فيلتمان جاءت من لدن مجمل هذه المشهدية الأميركية الرئاسية المرتكزة على مقاربة جديدة للانظمة العربية وشعوبها

تبدي القوى الحليفة للنظام السوري في لبنان، تخوفها من الخطاب الناري، الذي أطلقه مؤخرا الرئيس الأميركي باراك أوباما، سواء ضد "حزب الله" الذي اتهمه أوباما بأنه فصيل إرهابي وظيفته القتل والتفجير، وعلى هذا الصعيد تشير مصادر سياسية مطلعة إلى أنّ "الضغط الأميركي- الاوروبي على القيادة السورية ليس هذه المرة مجرد تهويل لاستجلاب صفقة ما لبنانية أو عراقية، أو لاستدراج عروض لاستئناف محادثات السلام مع اسرائيل، بل في معناه الحقيقي الأبعد جزء من سياسة خارجية أميركية ارتكزت على تقرير بيكر- هاملتون الشهير والذي قرأته الانظمة العربية المغلقة، وخصوصا دمشق وحلفاؤها، بإجتزاء وتحوير وفي شبه غياب للبصيرة السياسية القادرة على فهم التغيرات الأميركية من ضمن الثوابت والعناوين الرئيسة الشرق اوسطية - العربية: الديمقراطية وسلامة منابع النفط واسرائيل".


باراك أوباما

ولعل الهاجس الأبرز لقوى الثامن من آذار في الكلام الرئاسي الأميركي الأخير، الاتهام الذي وجهه الى "حزب الله" عن الاغتيالات السياسية والسيارات المفخخة، وهو ما أجمعت القيادة الرباعية لهذه القوى على اعتباره العنوان الأساس للقرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الضائع توقيتا والواضح نصا ومبنى. يقول قيادي في هذه القوى لـ "الخيمة" أن خريطة الطريق الأميركية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الموضوعة منذ اكثر من عامين، اعلنها بوضوح الرئيس الأميركي في خطاب "الاعتراف بالخطيئة" أمام منظمة "ايباك"، اثر التهديد الواضح الذي تلقاه بسحب ثقة اللوبي الاسرائيلي-اليهودي منه، وتاليا كبح طموحه الى تجديد ولايته الرباعية. 

خطيئة أوباما
ويشير إلى أن خطيئة أوباما كانت كبيرة بإعلانه في خطاب "رياح التغيير"، العودة الى حدود حزيران 1967 مدماكا رئيسا لاستئناف مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين، واستطرادا مع سوريا، نظرا الى ان هذه الحدود التي يرفضها تماما حزب الليكود الحاكم وغلاة الساسة الاسرائيليين وقادة المستوطنات القائمة على أراض تقع ضمن نطاق حزيران 1967، هي في حد ذاتها وصفة لتفجير الداخل الاسرائيلي وتكريس انقسام عمودي وجودي، لذا لم يكن امام أوباما بدا من العودة عن هذه الخطيئة حتى لو اضطر به الامر الى ممالأة اللوبي الاسرائيلي وكشف اوراق الادارة المستورة في مسألة حزب الله التي يستعد الادعاء العام في المحكمة الدولية الى اتهامه بإغتيال الحريري وكذلك بأكثر من 4 تفجيرات ومحاولات اغتيال لشخصيات لبنانية، بالاشتراك مع مسؤولين سوريين.

التسوية السلمية
ويشير الى ان زيارة معاون وزيرة الخارجية السفير جيفري فيلتمان جاءت من لدن مجمل هذه المشهدية الأميركية الرئاسية المرتكزة على مقاربة جديدة للانظمة العربية وشعوبها، مركزها الاساس التسوية السلمية، ويقول القيادي في الاغلبية الجديدة: ان ارهاصات زيارة فيلتمان تمثلت في مجموعة اللاءات التي حملها، منها: 

استفزاز المجتمع الدولي
* لا لحكومة اللون الواحد في لبنان بذريعة ان من شأنها استفزاز المجتمع الدولي سواء الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا عموما، -لا لاقدام لبنان على تسليم الجنود السوريين الثلاثة الذين عبروا الحدود من سوريا إلى لبنان الاسبوع الفائت، معتبراً أن هذه الخطوة تُخالِف المواثيق الدولية• لكنه سمع أن لبنان مرتبطٌ بمعاهدات واتفاقات مع سوريا وانه تصرَّف وفق هذه المعاهدات والإتفاقات• مع الاشارة في هذا الصدد الى ان قيادة الجيش كانت حازمة في توضيح ما اثير حول هذه المسألة، بإعلانها ان "لا وجود لجنود سوريين على الاراضي اللبنانية، خصوصا بعد اتخاذ وحدات الجيش اجراءات مشددة على المعابر المشتركة"، وتأكيدها ان "ما ذكر عن تسليم الجيش في وقت سابق ثلاثة جنود وجثة جندي رابع من حرس الحدود، فإن ظروف وجودهم في الاراضي اللبنانية جاءت اثر تعرض مركزهم لاطلاق نار من مسلحين واصابة اثنين بجروح بليغة ما لبث احدهما ان فارق الحياة اثناء عبور الحدود متأثرا بجراحه، وانه وبعد مراجعة القضاء المختص طلب الى الجيش اعادتهم الى بلادهم، كونه لا تنطبق عليهم صفة اللجوء او الفرار".

دعوة فيلتمان
* لفتت في هذا السياق دعوة فيلتمان غير المباشرة الى "احتضان رموز المعارضة السورية في المنطقة الشمالية من لبنان"، بحديثه المكرر المحرّف عن "المجموعات السورية التي لجأت الى لبنان عبر حدوده الشمالية هربا من الاحداث في سوريا"، علما انه تبين للمسؤولين اللبنانيين بما لا يقبل الشك ان هذه المجموعات هي اما فلول المسلحين الذين شكلوا مجموعات ارهابية في سوريا وإما عوائلهم.

وصول المسيرات الفلسطينية الى الحدود مع اسرائيل
* لا لتسهيل وصول المسيرات الفلسطينية الى الحدود مع اسرائيل، غامزا من مسؤولية الجيش اللبناني، في الوقت الذي سألت سفيرة الولايات المتحدة مورا كونللي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وعلى مسامع فيلتمان، عما قالت انه "اسطول باصات وصل من سوريا لنقل الفلسطينيين الى الحدود الجنوبية"، الامر الذي نفاه ميقاتي