زعم مصدر إسرائيلي وصف بانه موثوق ان وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عرج على تل ابيب وهو في طريقه إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في بيروت. وذكر المصدر أن الوزير القطري أمضى أربع ساعات في تل أبيب، واجتمع خلالها مع عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، وجرت مباحثات تطرقت إلى موضوع اجتماع وزراء الخارجية العرب والعلاقات القطرية ـ الإسرائيلية وبعض ما تبثه قناة «الجزيرة» القطرية، ثم توجه إلى بيروت مباشرة. يشار في هذا السياق الى ان امارة قطر تقيم علاقات علنية مع اسرائيل، وللاخيرة ممثلية تجارية في العاصمة الدوحة. هذا ونفت قطر رسميا النبا الذي اوردته السبت صحيفة الشرق الاوسط السعودية، المقربة من النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية ومن صناع القرار في الرياض. وادعى من اسمته الصحيفة بالمصدر الموثوق ان مثل هذا النفي تحول الى ظاهرة لدى مسؤولين عرب يلتقون إسرائيليين وينفون. جدير بالذكر ان وسائل الاعلام الاسرائيلية كانت قد زعمت في السابق ان سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، التقى مسؤولين اسرائيليين في اوروبا، الا انه نفى الخبر جملة وتفصيلا. وكانت بعض الأنباء قد ذكرت أن الشيخ حمد سئل عن الموضوع في ختام مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة قبل أيام، فأجاب أن ما نشر حوله مغرض، وانه وعائلته لم يزوروا إسرائيل منذ فترة الحصار على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عام 2002 وسعى خلالها لفك الحصار على عرفات.
يذكر أن وزير الخارجية القطري كان قد دافع عن علاقات بلاده مع إسرائيل في حديث مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، اتهم فيه الولايات المتحدة بأن ذاكرتها قصيرة لأنها تنسى «تعزيزنا لعلاقاتنا مع إسرائيل ومعها». كما قال في حديث لتلفزيون «الجزيرة» إن قطر حليف مهم لأميركا وعلاقاتها مع إسرائيل لمصلحة العالم العربي. وكان الشيخ حمد بن جاسم وصل إلى لبنان حسب مصدر إسرائيلي بمرافقة طائرتين حربيتين إسرائيليتين. وقد أشار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال زيارته إلى لبنان قادما من دمشق، الأسبوع الماضي، إلى أن كل طائرة تدخل لبنان تضطر إلى أخذ إذن من إسرائيل، قائلا: إننا لا نخجل من ذكر هذا الأمر. وتحدث أمير قطر خلال تلك الزيارة عن مسألة استخدام سلاح النفط العربي، وقال إنه لو استخدم لكان في مصلحة لبنان. يشار الى ان الوزير القطري قال ايضا ان بلاده تقيم علاقات علنية مع اسرائيل، في حين تقيم دولا عربية اخرى علاقات مع تل ابيب خفية، في اشارة واضحة الى العربية السعودية.
يشار الى ان النائب مجلي وهبة من حزب كاديما الحاكم كان قد صرح قبل عدة اشهر لوسائل الاعلام الاسرائيلية بانه قام بزيارة الى المملكة العربية السعودية كممثل عن رئيس الوزراء الاسرائيلي وانه اجتمع سرا الى مسؤولين سعوديين، الامر الذي نفته الرياض وقالت في بيان رسمي اصدرته ان الخبر عار عن الصحة.
وراى محللون سياسيون ان الهدف من وراء هذا النشر هو دق الاسافين بين العربية السعودية وقطر، خصوصا وان العلاقات بينهما تشهد في الاونة الاخيرة توترا ملموسا وواضحا.