الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 22:01

مركز الطفولة: مشروع تعزيز قدرات النساء والتمكين الصحي في القرى غير المعترف بها

تقرير: روزين عودة
نُشر: 10/05/11 17:04,  حُتلن: 22:26

تمرير 44 ساعة في موضوع الإسعافات الأوّليّة

النّساء لديهنّ خبرات ومعارف موروثة نتيجة لدورهن العائليّ والمجتمعيّ

ضمان استقلاليّة النّساء للمبادرة والتّغيير المجتمعيّ بفاعليّة وتأثير على المجتمع

الإنجاز والتّقدّم والنّجاح لم يكن ممكنًا دون دعم النّساء والرّجال والمجتمع بأكمله في المشروع

ورشة في الطّبّ الشّعبيّ والتّداوي بالأعشاب والعادات والمعتقدات حيث ستكون هناك جولة في مركز الميسم للأعشاب الطبيّة

نساء "سوا": علّمتنا الحياة أنّ مشوار الألف ميل يبدأ بأوّل ميل، ومَن سار على الدّرب وصل، كيف لا وقد تعلّمنا أنّنا صاحبات قوّة خارقة وما علينا إلاّ أن نؤمن بقدراتنا

بادر مركز الطّفولة في النّاصرة للعمل على تطوير مشروع لدعم النّساء في قرى الشّمال وخاصّة القرى الّتي اعترف بها مؤخّرًا، وقد وقع الاختيار على الحسينيّة، الضّميدة، عرب النّعيم، الكمّانة الشّرقيّة والغربيّة لبدء العمل فيها. وقد اشتمل المشروع على مراحل مختلفة: المرحلة الأولى- تطوير العلاقة مع القرى بالتّعاون مع لجنة الأربعين. المرحلة الثّانية- لقاءات فرديّة مع كلّ النّساء في القرى لشرح المشروع والتّعرّف على النّساء- قامت بهذا الشّرح طالبات حصلنَ على منحة دراسيّة خاصّة، بدعم ومرافقة د. هالة اسبانيولي ونسرين مزّاوي مركّزة المشروع في حينه والّتي لخّصت نتائج المقابلات في تقرير داخليّ يوثّق نقطة انطلاق المشروع. المرحلة الثّالثة- جاءت مرحلة دعوة نساء القرى للقاءات أسبوعيّة لبلورة مجموعة نسائيّة فعّالة وقياديّة في كلّ قرية.



إضافة الى المرحلة الرّابعة حيث تختار كلّ واحدة من نساء كلّ قرية مشروعًا يلائم قريتها، تخطّط له وتنفّذه وهكذا تمّ افتتاح مراكز الأمّ والطّفل ونواة لمكتبة استعارة في كلّ قرية. المرحلة الخامسة-تمّ دعم النّساء لتطوير العمل في المراكز المختلفة الّتي افتتحنها من خلال مركّزتي المشروع سابقًا نادرة أبو دبي سعدي وراوية لوسيّا شمّاس من مركز الطّفولة.
والمرحلة الأخيرة وهي المرحلة الآنيّة، والّتي يواصل فيها مركز الطّفولة من خلال المركّزة والممرّضة المتخصّصة في مجال صحّة الجمهور جهينة حسين دعم النّساء، وتدريبهنّ على العمل على تعزيز فاعليتهنّ وتأثيرهنّ في مجال التّنمية الصّحّيّة المجتمعيّة والعمل الجماهيريّ والاجتماعيّ، وانخراطهنّ في مواقع اتّخاذ القرارات.

تدعيم قيادات نسائية
وتقول المركّزة جهينة حسين حول المشروع:" اعتمدنا في مسارنا هذا على تدعيم قيادات نسائيّة جماهيريّة، ووضعنا نصب أعيننا ثلاث نقاط مهمّة: أوّلها- النّساء لديهنّ خبرات ومعارف موروثة نتيجة لدورهن العائليّ والمجتمعيّ، وغالبًا ما يحتجن إلى إعادة الثّقة بهذه المعارف الموروثة. وثانيها- فهم أهمّيّة أن تعمل النّساء على تحقيق ذواتهنّ وتطوير قدراتهنّ، بعد أن تكشف كلّ واحدة منهنّ ماهيّة قدراتها، وتسعى إلى كشف هذه القدرات الكامنة داخلها وتطويرها. وثالثها- فهم التّقاليد الاجتماعيّة الذّكوريّة في مجتمعنا والتّمييز اللاحق على هذه القرى نتيجة لسنوات من الإهمال الحكوميّ، وعدم الاعتراف والحاجة لأن يترافق التّدعيم النّسائيّ بتدعيم مجتمعيّ عام، يعزّز العمل المشترك مع المجتمع والرّجال في القرية من أجل مصلحة القرية ككل. وهنا كان دور مركز الطّفولة والّذي سعى لخلق وإيجاد فرص تمكّن النّساء من بلورة مفهومهنّ لذواتهنّ، وزيادة قدراتهنّ ومهاراتهنّ الذّاتيّة. وذلك عن طريق مسار تدعيميّ وتعلّميّ يوفّر فرصًا للنّساء للتّعرّف على الآليّات والمهارات الجديدة، ويعزّز المتوفّر منها، ويشركهنّ في تخطيط وتنفيذ وتقييم كلّ المسارات، والّتي ساهمت في نهاية المطاف إلى ضمان استقلاليّة النّساء للمبادرة والتّغيير المجتمعيّ بفاعليّة وتأثير على المجتمع وفيه".

مواصلة العمل لتطور المجتمع
وتضيف:" نجحت النّساء في هذه القرى في مواصلة العمل في هذا المسار الطّويل والغنيّ بالإنجازات والصّعوبات والتّحدّيات. وجميعنا فخورات بما أُنجِز. ونعتقد بأنّ هذا الإنجاز والتّقدّم والنّجاح لم يكن ممكنًا دون دعم النّساء والرّجال والمجتمع بأكمله في المشروع. فقد أدرك الجميع بأنّ العمل المجتمعيّ لا يكتمل إلاّ بمشاركة جميع أفراد المجتمع نساءه ورجاله، شابّاته وشبابه".
وتضيف أيضًا:" نحن نعتزّ بهذا المشروع وإنجازاته، ونتعهّد بمواصلة العمل من أجل تطوّر مجتمعنا. وندعو جميع الأفراد والمؤسّسات للتّعاون من أجل إنجاح المشاريع النّسائيّة التّي أقيمت بجهد النّساء وبدعم من صندوق "هاينريخ بل" و"السّوق الأوروبيّة"، ونشكر مؤسّسة فورد ومؤسّسة "الأوبن سوسايتي، ميزيريور على دعمها لمشاريعنا المختلفة ولهذا المشروع أيضًا، وأخيرًا شكرنا الخاص لصندوق الدّعم "هيلينج أكروس ذاديفايدس" وللطّبيب نوربرت غولدفيلد على دعمهما لمشروع الصّحّة الجماهيريّة".



الضوء الأخضر للتنفيذ
منذ سنة 2009 ابتدأ مركز الطّفولة في النّاصرة بتنفيذ مشروع الصّحّة في القرى المعترف بها مؤخّرًا في قرى الحسينيّة والكمّانة الشّرقيّة والكمّانة الغربيّة، بهدف المساهمة في تعزيز فاعليّة وتأثير النّساء في مجال التّنمية الصّحّيّة المجتمعيّة وذلك بعد النّجاح الباهر لمشروع تدعيم النّساء.
حيث كانت أهداف المركز تتعلق بشكل مباشر بتحسين الوضع الصّحّيّ للنّساء في قرى الحسينيّة والكمّانة، تعزيز فاعليّة النّساء في التّأثير على الأوضاع الصّحيّة في قراهنّ والدّفاع عن حقوقهنّ الصّحّيّة، توجيه النساء ودعمهن ليتواجدن في مكان اتخاذ القرارات المجتمعية وتطوير نهج تدخّليّ (نموذج) في مجال تنمية الصّحّة الجماهيريّة.

مشروع الصحة والتعرف على صحة الناس
بدأ مشروع الصّحّة، من خلال 7 مجموعات محوريّة، تمّ التّعرّف بواسطتها على الوضع الصّحّيّ للنّاس ودورهم ودور المتخصّصين والمتخصّصات في المساهمة في وضع صحّيّ أفضل في قرية الحسينيّة، حيث عقد لقاء واحد في الأسبوع لمدّة تتراوح بين 3 و 4 ساعات لكلّ مجموعة.
قامت جهينة حسين مركّزة المشروع بتلخيص المعلومات من المجموعات وعرض النّتائج على مجموعة النّساء المشاركات، وتمّ طرح برنامج تدخّليّ مستقبليّ، هذا وقد تمّ بناء استمارة لهدف فحص المواقف والسّلوكيّات الصّحّيّة لدى جمهور النّساء قبل وبعد التّدخّل، وأيضا بهدف التّقييم.
تمّ إعداد الاستمارة بتوجيه نهاية داهود المتخصّصة في صحّة الجمهور من الجامعة العبريّة في القدس. وقد عبّأت هذه الاستمارة 60 امرأة.
كما وتمّ العمل على عدّة مواضيع في المشروع من ضمنها، ورشة الفيتراج - الرّسم على الزّجاج والّتي كان هدفها تفريغ الضّغط النّفسيّ الّذي وجدته مركّزة المشروع لدى المجموعات المحوريّة حيث انبثقت طاقات إبداعيّة مميّزة تمّ التّعبير عنها في لوحات زجاجيّة جميلة عادت بها النساء إلى منازلهن وتلقّين الدعم والتشجيع من أفراد عائلاتهنّ على إبداعهن، إضافة إلى ورشة في العمل الجماهيريّ والتّغذية السّليمة والتي طرحت إرشادات حول التّصنيع البيتيّ للأغذية عامّة ومنتجات الحليب خاصّة وتطرّق أيضًا للطّرق الصّحّية لحفظ الغذاء والتّغذية الحكيمة، واختتمت الورشة بمعرض للمطبخ الصحي.

ورشة صحّة النّساء
كما وابتدأت ورشة صحة النساء بعرض معطيات إحصائيّة حول صحّة المرأة العربيّة، والّتي وجدت متدنّية جدًّا بالمقارنة مع صحّة الرّجل العربيّ وصحّة المرأة اليهوديّة، بعدها تمّ تثقيف النّساء حول موضوع الصّحّة النّسائيّة، من خلال 10 لقاءات، تضمّنت مواضيع سرطان الثّدي- طرق الكشف المبكر والوقاية، سرطان الرّحم وعنقه والأمراض النّسائيّة وأهمّيّة الفحص الدّوري لدى طبيبة النّساء، الصّحّة النّفسيّة والصّحّة الجنسيّة والعنف ضدّ النّساء وداخل العائلة.
وعمل مركز الطفولة على ورشة "الحركة والصّحّة واللياقة البدنيّة"، وذلك من خلال 12 لقاء نظريّاً وعمليّاً حيث كان بتوجيه المدرّبة الرّياضيّة فاتن غنايم، وقد هدفت الورشة إلى رفع الوعي لدى النّساء بشأن أهمّيّة الحركة وإسهامها الإيجابيّ على الصّحّة، تشجيع الحركة السّليمة في المنزل والعمل، وإقامة مجموعة مكوّنة من نساء، رجال وأطفال تنتظم في فعّاليّة رياضة المشي.



الوقاية من الحوادث البيتيّة
ورشة وقاية من الحوادث البيتيّة، بدعم من جمعيّة بطيرم وبإرشاد السّيّدة كيتي نويصر، حيث تمّ تمرير 12 لقاء، تدرّبت النّساء من خلالها على أسس البيت الآمن، كيفيّة منع الحوادث البيتيّة وحوادث الطّرق لدى الأولاد والبنات، هذا وتم تأهّيل المتدرّبات لتدريب نساء أخريات. كما وتمّ تمرير 44 ساعة في موضوع الإسعافات الأوّليّة مقدّمة من المعهد الطّبيّ بروميدك، وبإرشاد مدير المعهد السّيّد موريس علي، حيث حصلت كلّ المشاركات على شهادة تؤهّلها لتقديم الإسعافات الأوّليّة وذلك في نهاية الدورة.

الحقوق الصحية
مجال الحقوق الصّحّيّة وحقوق المريضة، وذلك بدعم من جمعيّة الجليل وبتوجيه السّيّد محمّد خطيب، حيث شاركت فيه 18 امرأة في لقاءات حول الحقوق الصّحّيّة، قانون الصّحّة العام وتقييم وضع الخدمات الصّحّيّة في القرية، كذلك تمّ التّطرّق لموضوع المرافعة أمام المؤسّسات الرّسمية لتحسين الخدمات.
بعد انهاء هذه الورشة قامت النّساء بكتابة رسالة لمطالبة صندوق المرضى بإيفاد طبيبة نساء للقرية، جمعن توقيع 40 امرأة وأرسلنها لصناديق المرضى وما زلن ينتظرن الرّدّ.

اللثة والأسنان
صحّة اللثّة والأسنان، تمّ تمرير 4 لقاءات مع طبيب أسنان، الدّكتور مازن علي، للتّعلّم عن أمراض الأسنان واللثّة، وطرق الوقاية والمحافظة على صحّة الأسنان، وكان هدف هذه اللقاءات هو تدرّب هؤلاء النّساء، وإمكانيّة افتتاح عيادة أسنان في القرية بمبادرة النّساء، وأن يقمن بمساعدة الطّبيب على إجراء فحص وقائيّ لكلّ أطفال الرّوضات سنويًّا، والتّشبيك بين الطّبيب والأهل في حال احتياج الطّفل للعلاج.

الحمل والولادة
ورشة في مجال الحمل والولادة حيث تمّ تمرير 4 لقاءات هدفها تدريب النّساء وكشفهنّ على أهمّيّة المتابعة الطّبّيّة، وإجراء جميع الفحوصات المطلوبة في فترة الحمل، والتّهيّؤ للولادة السّليمة. في هذا المجال تمّت متابعة شخصيّة لإحدى النّساء الحوامل، والّتي قامت ولأوّل مرّة في القرية بإجراء فحص سائل الرّحم الّذي نظرت إليه النّساء سابقًا بشكل سلبيّ وخوف كبير، ولن يقمن بإجراء الفحص حتّى في حالات الضّرورة الملحّة، وتُمثّل هذه المرأة اليوم قدوة بعد أن كسرت حاجز الخوف والمعارضة لهذا النوع من الفحوص. وهي تدعم شخصيًّا أيّ امرأة تحتاج لإجراء هذا الفحص وتشجّعها على إجرائه. والهدف الثّاني من الورشة هو أن تسعى النّساء للمرافعة أمام السّلطات المعنيّة لكي يطالبن بأن يطرأ تحسّن ملموس على مستوى الخدمات الوقائيّة للنّساء في القرية.

التطور الطبيعي
تدريب في مجال رعاية الأطفال، تطوّرهم الطّبيعيّ والتّطعيمات حيث تمّ توجيه النّساء لممرّضة صحّة الجمهور في عيادة الأمّ والطّفل المحلّيّة لطلب تنظيم هذه الورشة لمجموعة أمّهات شابّات، بهدف أن تنهي النّساء المشاركات التّدريب، وأن يطرأ تحسّن ملموس على مستوى الخدمات الوقائيّة للأطفال. ثمّ افتتاح مركز إثراء للطّفولة المبكرة. بعد الفحص تبيّن بأن كلّ أطفال القرية يتمتّعون بتطوّر سليم، هذا وظهر أنّ كلّ الأطفال تلقّوا التّطعيمات في الأوقات المحدّدة لأعمارهم.
من الجدير ذكره أنّ مركّزة المشروع قامت بإعداد نموذج تقييم مرحليّ لكلّ فعّاليّة، حيث قيّمت النّساء المشاركات هذه الفعّاليّات من خلال تعبئة النّموذج وطرح نتائجه أمامهنّ بعد تحليله.

الطب الشعبي
ورشة في الطّبّ الشّعبيّ والتّداوي بالأعشاب والعادات والمعتقدات حيث ستكون هناك جولة في مركز الميسم للأعشاب الطبيّة. وستشارك فيها 15 امرأة. وهدفها لا يقل عن تأهيل 15 امرأة ليرشدن نساء أخريات، وللعمل سويًّا على جمع الأعشاب المفيدة من أراضيهنّ، واستغلالها كطرق علاج شعبيّ مع الاستشارة المستمرّة من مركز الميسم. وعلى المدى البعيد تقوم نساء القرية بترويج هذه الأعشاب في قرى أخرى في المجتمع العربيّ.
إستمارة !
تعبئة استمارات مرتدّة، بعد إنهاء الورشات التّدخّليّة وبحسب التّخطيط، تمّ العمل على تعبئة 60 استمارة مرتدّة لفحص السّلوكيّات الصّحّيّة عند نساء القرية.

التدعيم الصحي
نجح مركز الطّفولة بأن تتبنّى جامعة حيفا نهجه في تدعيمه الصّحّي لقرية الحسينيّة كنموذج لتطوير هذا النّهج وتعميمه، وكذلك ستكون الجامعة شريكة في كتابة هذا البحث من خلال بروفيسور دافنة كرميلي و د.عماليا ساعر اللتين ستسعيان إلى أن يُضاف هذا النّهج التّدعيميّ في الصّحّة الجماهيريّة لبرنامج الدّراسة لطلاّب التّمريض في الجامعة، بالتّالي سيتمّ العمل على تخطيط برنامج تدريسيّ لتجربة مركز الطّفولة في قرية الحسينيّة وإنجاز البحث في هذه المرحلة.

خصوصيّة النّهج الصّحّيّ الجماهيريّ
وتقول جهينة حسين حول خصوصيّة النّهج الصّحّيّ الجماهيريّ الّذي تبناه مركز الطفولة وعمل بموجبه:" إنّ خصوصيّة تدخّلنا في مشروع الصّحّة اعتمدت على دمج عدّة مبادئ أساسيّة ومهمّة، مثل تعزيز الحصانة الذّاتيّة للفرد، فإيمانًا منّا بأنّ لكل فرد في المجتمع توجد قدرات خاصّة به، فإنّ تعزيز حصانته الذّاتيّة تجعله يؤمن بقدراته الشّخصيّة والذّاتيّة الكامنة بداخله، بجسده، بنفسه، بروحه وبعقله لذلك فإنّ تزويده بالآليّات ستساعده على اكتشاف وتعزيز قدرات، وهذه القدرات ستجعله مبدعًا من اجل التّغيير الذّاتيّ والمجتمعيّ".
وتضيف:" إضافة الى إتّباع النّهج الشّموليّ لمصطلح الصّحّة، حيث أن هذا النّهج يتعامل مع الفرد على أنّه وحدة مكوّنة من الجسد، الرّوح والنّفس وكلّ الأجزاء المختلفة من حياته والمترابطة ببعضها والمؤثّرة بعضها على الآخر، ناهيك عن الانطلاق من معرفة النّساء وموروثهنّ الثّقافيّ الغنيّ والاعتراف به، ودعمهنّ لاستخدامه في حياتهنّ اليوميّة، إضافة الى الشفافية المجتمعية والسعي لإطلاع المجتمع على المسارات التي تمر بها النساء والاستفادة من التغييرات الحاصلة لديهنّ". وتضيف:" وبالطبع المرافقة التامّة مِنْ مركّزة المشروع جهينة حسين والمتابعة لجميع المكوّنات في المشروع، ومرافقة من لجنة توجيه".

مؤشرات النجاح
هذا ومن مؤشّرات النّجاح لمشروع التّمكين في الحسينيّة هو أنّ النّساء ابتدأن بالعمل العصاميّ في موضوع المرافعة للحصول على حقوقهنّ الصّحّيّة بشكلها الشّموليّ. وقد بدأن ببناء شراكات وتشبيك للعمل مع مؤسّسات جماهيريّة في القرية وخارجها وأهمّها اللجنة المحلّيّة، اتّحاد الشبيبة المحلّيّ، المجلس الإقليمي مسجاف، عيادة الأمّ والطّفل المحلّيّة، عيادة صندوق المرضى المحلّيّ، جمعيّة الجليل ومنتدى جسور نسائيّة في جمعيّة كيان.

نساء "سوا" في الحسينيّة يسردن قصّة تعبيد شارع القرية
تقول نساء "سوا":" علّمتنا الحياة أنّ مشوار الألف ميل يبدأ بأوّل ميل، ومَن سار على الدّرب وصل، كيف لا وقد تعلّمنا أنّنا صاحبات قوّة خارقة وما علينا إلاّ أن نؤمن بقدراتنا، نضع خططنا وندرسها بشكل شموليّ؛ ندرس ونتعرّف على نقاط قوّتنا، ضعفنا، التّحدّيات الّتي تواجهنا، والأهمّ: من هم شركاؤنا والدّاعمون لنا، قرّرنا أن نمحو المستحيل من قاموسنا ونستبدله بمقولة "الاتّحاد قوّة وبالتّصميم والعزم يُحصَد النّجاح"".
في إحدى جلسات نساء "سوا"، ومن خلال ورشة الصّحّة وضعت نساء "سوا" على الطّاولة مشكلة صحّيّة ملحّة جدًّا وهي كثرة مشاكل التّنفّس عند الأطفال والبالغين. وبعد تفكير، وصلنا إلى أنّ أحد الأسباب المهمّة لهذه المشكلة، يكمن في الظّروف البيئيّة للقرية، وخاصّة كثرة الغبار المنبثق من الشّارع غير المعبّد والّذي تمرّ عليه مئات السّيّارات يوميًّا، لأنّه تحوّل إلى شارع التفافيّ يقصّر المسافة من القرى المجاورة إلى كرمئيل.

شيء جميل لأجل القرية
فتضفن:"بعد الحوار قرّرنا أن نعمل شيئًا جميلاً لقريتنا؛ سنبدأ مشروعنا بتعبيد الشّارع. عدد من النّساء عارضن بقولهنّ:"هذا مشروع كبير وصعب، ولا نستطيع أن ننفّذه، إنّه مشروع يحتاج إلى ميزانيّات كبيرة جدًّا، ونحن لا نملك شيئًا"، لكنّ إيماننا بقدراتنا ورؤيتنا الجماهيريّة وأهمّيّة العمل الجماهيريّ، وكوننا قد أصبحنا مركزًا معروفًا ونشارك اللجنة المحلّيّة في جلساتها، نطرح أفكارنا ونُسمع أصواتنا، وتؤخذ طروحاتنا وآراؤنا على محمل الجدّ والأهمّيّة، لذلك قمنا بطرح فكرتنا على أحد أعضاء اللجنة منتهجات سياسة كسب الرّأي الدّاعم للأعضاء- كل على حدة- لتقليل نسبة المعارضة، وأيضًا لأنّ مندوب المجلس الإقليميّ ميسجاف يتواجد في جلسات اللجنة ويحاول دائما إحباط الخطط، خاصّة لأنّ هنالك قانون يمنع تعبيد الشّوارع دون رخصة وسيمانع هذا المندوب تأييدنا، بالإضافة إلى أنّه يحدّ قريتنا من الجهة الشّرقيّة القرية التّعاونيّة معالي تسبيا، وهم يعارضون تعبيد الشارع".

الطرح والإستعداد
وتردفنّ قائلات:" بعد أن رحّب عضو اللجنة بالفكرة المطروحة، ورأى جدّيّة طرحنا واستعدادنا الكبير لجمع الدّعم المادّيّ والمعنويّ للتّنفيذ، قام هو بكسب موافقة رئيس اللجنة وبقية أعضائها الثلاثة".
وتضفن:" بدأنا نحن وخلال أسبوع بجمع التّبرّعات داخل البلد أوّلاً، لم يكن الأمر سهلا علينا فقد سمعنا تعليقات جارحة مثل "لا يوجد رجال؟، نساء يعبّدن الشارع!، "صارلنا مية سنة إسّا إنتو النّسوان بدكوا تزفتوا الشّارع؟"، بالرّغم من كلّ هذا تابعنا مسارنا؛ قسم داخل البلد تبرّع وقسم آخر لم يعطنا، وعند جمع قسط قليل من المال، بدأنا بمساعدة ودعم اللجنة المحلّيّة في تعبيد جزء صغير من الشّارع وعندما رأى القسم المعارض إنجازنا وجدّيتنا غيّر رأيه وتبرّع".

النساء تتغلب على الصعاب
خرج قسم من النّساء خارج القرية لجمع التّبرّعات في سخنين، دير حنّا، عرّابة، عبلّين، شفاعمرو وطوبا، ونساء أخريات توجّهن لأصحاب المصالح وللأقرباء والمعارف.
وتقولنّ:" طبعاً كان عضو اللجنة قد سندنا وعن طريقه كسبنا دعم الجميع، بدأنا بتعبيد الشّارع في الليل مع رجلين من القرية. وكلّما جمعنا بعض النّقود عبّدنا قسمًا إضافيًّا من الشّارع حتّى تمّ تعبيده كلّه".
رغم الخوف في داخلهنّ من عدم النّجاح، إلاّ أنّهنّ تغلّبنّ على الصّعاب كلّها وسددوا ما كان عليهنّ من ديون، وأصبح شارع القرية معّبدًا والقرية ازدادت جمالاً، وذلك بفضل نساء ورجال الحسينيّة، وتغيّرت نظرة أهل الحسينيّة للنّساء.

مشاكل صحية
ولا بدّ من أن نذكر السّبب والهدف لتعبيد الشّارع، فهو بالدّرجة الأولى صحّة أهالي الحسينية وصحة أطفالهم، حيث كان الشّارع المصدر الرّئيسيّ للغبار وللأمراض الّتي اشتكى منها الأطفال خصوصًا الّذين يقطنون بالقرب من الشّارع، وأيضًا للبالغين الّذين يعانون من مشاكل في التّنفّس.
وتختتم نساء "سوا" حديثهن قائلات:" تعلّمنا أسس العمل الجماهيريّ وسعينا جميعًا- نساءً ورجالاً- لأن تكون صحّتنا في سلّم أولويّاتنا وهي أهمّ شيء، وعن طريق التّنمية الصّحّيّة نستطيع أن نعمل شيئًا أكبر من تعبيد الشّارع، وسنسعى لما فيه خير لمستقبلنا بعد أن أثبتنا للجميع بأنّ من سار على الدّرب وصل، وإنّ شعور العزّة والنّجاح صار حصنًا وحصانة لنا للحاضر وللمستقبل".

 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.09
EUR
4.78
GBP
243668.52
BTC
0.53
CNY