باب المغارة اليوم منخفض وضيق بعد إن دحرجت إليه بعض الصخور لكن ما إن تدخل إليه بإمكانك الوقوف فسقفها مرتفع
المقام عبارة عن مغارة تقع جنوب قرية الدامون، وتحديدا شرقي وعرة تسمى وعرة أبو شامي وهي شرقي طريق الدامون- الوريس
اليوم وخلال التحضيرات لاستقبال مسيرة العودة الرابعة عشر في قريتي الدامون والرويس المهجريتين , بعد غدٍ الثلاثاء 10/5/2011 , أرشدنا السيد خليل أبو شاهبن وإبراهيم ريان إلى مغارة في الأحراش التي تحيط بقرية الدامون, وقد لفت انتباههم النقوش والحفريات الكثيرة في الصخور في تلك المنطقة. وقد سرنا معهم ورافقنا المحامي نضال عثمان من اللجنة الشعبية ال محلية لمسيرة العودة لالتقاط بعض الصور لها, ومن بينها مكان على صخرة كان يستعمل سابقا كمعصرة للزيتون أو العنب فيه ثلاث مجالات بأعماق مختلفة تأتي على منحدر وهناك تواصل ما بينها.
إما عن المغارة ودخلنا من بابها الضيق ووجدنا كيفت هي مبنية من الحجارة كجدران من الداخل جعلتها تكون أشبه بغرفة كبيرة , وداخل هذه الجدران كان هناك أماكن بشكل رفوف محفورة وضعت داخلها على ما يبدوا الشموع للاضائة, ووسط هذا المغارة هناك محراب ما يزال عليه اللون الأخضر.
باب المغارة
باب المغارة اليوم منخفض وضيق بعد إن دحرجت إليه بعض الصخور لكن ما إن تدخل إليه بإمكانك الوقوف فسقفها مرتفع. قبل التوجه إلى هذه المغارة سرنا بممر فيه اثأر قديمة وتبين إن هذه الممر كان طريق موصل بيت قريتي الدامون والرويس سابقا وكان على جانبها إحدى بيوت لعائلة العياشي حفر بجانبه بئر ماء وبجانبه شجرة تين.
مقام بنات الزاوية
وبعد البحث والتوجه إلى اهالي عاشوا في الدامون, أجابونا ان هذه مقام يطلق عليه اسم مقام بنات الزاوية وهو معروف كأحد المقامات الهامة التي عرفتها الدامون. وقد ذكره الكاتب حسين علي اللوباني في كتابة الدامون قرية فلسطينية في البال وكتب عنه ما يلي :"
ملاذ النساء
المقام عبارة عن مغارة تقع جنوب قرية الدامون, وتحديدا شرقي وعرة تسمى وعرة أبو شامي وهي شرقي طريق الدامون- الوريس. وكان أهل الدامون يكنون هيبة واحتراما للمغارة وأهلها. وقد كانت المغارة والمقام ملاذا لبعض نسوة البلد اللاتي يعانين من مشاكل زوجية أو ولادية ونحوها، حيث كان يقد المغارة ويقدن الشموع ويعلقن الأشرطة والستائر.
بنات الزاوية
أما عن الاسم فكتب علي حسين لوباني :" أما لماذا سميت مغارة بنات الزاوية فهناك روايات مختلفة منها: أن بنات الزاوية هن بنات صالحات, وهن تحديدا بنات البني يعقوب, وكان بعض الرجال الطرق الصوفية يتباركون فيها, وكانوا يعلقون أزياء خضراء وحمراء وسرجا من زيت يوقدونها كل ليلة جمعة... ".
وكتب أيضا :" كانت مغارة بنات الزاوية مقصدا لبعض الصالحين من أهل التصوف في الدامون". وذكر الكاتب منهم :الشيخ صالح عبدالله المصطفى ( أبو رجا وكان رجلا برا وصالحا وشيخ طريقه وأيضا الحاج عبدالله احمد المحمود وكان رجلا متصوفا وصاحب طريقه وكانت عنده فرقة ( عدو وأعلام) تشارك في الجنازات وأيضا عبد الرازق الابراهيم.
وربما من الجدير اليوم وعلى شرف مسيرة العودة في قريتي الدامون والرويس إعادة ترميم هذا المقام بما يليق بالحفاظ عليه كأحد أماكن العبادة كما كان سابقا. أو على الأقل عدم السماح بإخفاء معالمه.