الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 17:02

عماد جرايسي يكتب لموقع العرب: القتل بحجة شرف العائلة هو آلة تعسفية رجعية

كل العرب
نُشر: 07/05/11 15:18,  حُتلن: 17:14

قتل النساء بسبب الادعاء "خدش شرف العائلة" لا يتناقض بالفكر والمبدأ من شن حرب همجية هدفها السيطرة والغطرسة وتقييد الحرية التي من حق كل ناطق التمتع بها وممارستها علنا

حتى وان وصلت الفتاة الى اقصى درجات "العهر" كما يدعي البعض, وتجرأت واخذت "السيجارة" رفيقتا لحزنها فهي بذلك قد تجاوزت وطعنت "شرف العائلة"،وهنا، تحاسب الفتاة على طعنها هذا "الشرف" ويتغاضون عن سلبيات التدخين واضراره

استمرارا لنفاق الرجولة المسيطرة التي تنزف غباء، هناك ممارسة تمس "شرف العائلة"، "شرف الدين", "شرف المجتمع", "شرف الانسانية" "شرف الانسان ذاته" وللقائمة بقية، الا وهي "الزنى"، التي تتغلغل داخل المجتمع الذكري بكل توحش

قتل النساء بحجة "شرف العائلة" ما هو إلا آلة تعسفية رجعية يستخدمها المجتمع الذكري السلطوي. هذه الجريمة الجبانة التي تنمو وتتكاثر في مجتمعنا لا تقتصر على الجاني والمجني عليها فقط, بل تشمل كل فئات المجتمع. قتل النساء بسبب الادعاء "خدش شرف العائلة" لا يتناقض بالفكر والمبدأ من شن حرب همجية، هدفها السيطرة والغطرسة وتقييد الحرية التي من حق كل ناطق التمتع بها وممارستها علنا.  صفة تطلق على كل فتاة قد تحاول فك حصار مجتمعنا الرجعي والتقدم به نحو محو الرجعية المسيطرة. فعلى كل فتاة التصرف بما يطلب مجتمعنا المنافق حتى وان اضطرت الى اجهاض احلامها والتنازل عنها الى اللامنطق واللامساواة. هذه الصفة تنعت بها الفتاة بسبب علاقتها مع شاب ضمن الأطار المسموح, وهذه العلاقة لا تمس ابدا بالأخلاق والدين وشرف العائلة ايضا. حتى وان وصلت الفتاة الى اقصى درجات "العهر" كما يدعي البعض, وتجرأت واخذت "السيجارة" رفيقتا لحزنها, فهي بذلك قد تجاوزت وطعنت "شرف العائلة"،وهنا، تحاسب الفتاة على طعنها هذا "الشرف" ويتغاضون عن سلبيات التدخين واضراره. فالشاب الذي يرى "بالسيجارة" اداة لممارسة ظيم الرجولة وغبائها, وكأنه لا يطعن شرف العائلة ولا يساوم على البيئة ولا يزاود على المسقبل. يستمر نفاق الرجولة المسيطرة الى ابعد حدود الغباء, عندما يقتحمون مشاعر المجتمع المستضعف، المجتمع الأنثوي. فيحق لهذه الرجولة العمياء الكاذبة ان تخرق بنظراتها الصاخبة الممتلئة انانية وحب الذات، حرمة الفتاة واشتهائها، وحتى ممارسة عنف كلامي يمس خصوصية تلك الفتاة التي تبنت التمرد على سلطة الرجولة المهترئة. فعنفوان هذه الرجولة الا يمس "شرف العائلة"؟ واحلام تلك الفتاة الممتلئة ثقافة وحب التغيير الى الأفضل، لا يشرف "شرف العائلة" ويزيدها كبرياء؟ استمرارا لنفاق الرجولة المسيطرة التي تنزف غباء، هناك ممارسة تمس "شرف العائلة"، "شرف الدين", "شرف المجتمع", "شرف الانسانية" "شرف الانسان ذاته" وللقائمة بقية، الا وهي "الزنى"، التي تتغلغل داخل المجتمع الذكري بكل توحش, وتنتهك عذرية هذا المجتمع. فمن المنطق الانساني المعتدل ان يعير "الزنى" معايير تمس "شرف كل شيء" وليست تلك الفتاة التي تبحر عكس الرياح وخلف الحرية المساواة. من المهم ايضا ادراج المجتمع الذكري الصامت الى خانة ولائحة الاتهام, فهو بهذا الصمت يشارك ببناء ذاك المجتمع الذكري، الذي لا يجيد سوى الغطرسة والممارسات التعسفية التي ترمي الانسانية والحرية الى الهاوية. لذلك، يجب ان يكون الموقف واضحا ويتحلى بالبسالة،  وان يعلوا صوت الحق المنادي بمساواة المرأة في مجتمعنا قبل المساواة القومية والسياسية. اما جميع التبريرات التي يأخذها البعض، باسم التقاليد والأعراف وباسم الدين، هي سلاح احمق. فلم يعد من الممكن التعاطي معها، لأن هذه التبريرات تتزين بحلي الرياء والنفاق واللامنطق. .
 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:
alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة