فيسك: انتهجت ادارة البيت الابيض المنهج الاسرائيلي بما يسمى "القتل المستهدف" حينما تقصف صواريخها على خصومها الفلسطينيين فتطيح بذلك بالبريئ قبل المتهم

لا تزال تغطية الصحف البريطانية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن مستمرة لصباح الخميس, ولا تزال التقارير الصحافية والمقالات التحليلية تتعاقب الواحدة تلو الاخرى لتعكس الاهتمام الكبير والاعين المفتوحة والاذان الممعنة في الاصغاء للنقاد والمحللين والصحافيين لكل مستجد حول هذا الشأن الذي على حد تعبير الكثير منهم احيط بضبابية وغرابة ملحوظتين.

البيان الامريكي
فها هو مراسل الاندبندنت الى منطقة الشرق الاوسط يطلع علينا هذا الصباح بمقالة مقتضبة قال فيها ان الامريكيين يقتلهم لاسامة بن لادن يلقنون شعوب الشرق الاوسط درسا جديدا في الديمقراطية وهو ان اغتيال خصمك امر مقبول جدا!! هذه الشعوب التي خرجت الى شوارع القاهرة وتونس ولا تزال تخرج في عواصم بلدان عربية اخرى تطالب بكل حضارة وسلمية انقشاع الظلام والدكتاتورية عنها. غير ان الامريكيين باغتيالهم لخصمهم الاكبر قد اعلنوا شرعية قتل الخصوم دون محاكمة او مجادلة. بل وان التخبط الذي التبس على البيان الامريكي حول تفاصيل مقتل بن لادن والذهاب في الختام الى انه قد قتل اعزل من السلاح يجعل من اسامة بن لادن شهيدا اكبر مما لو بقيت النسخة الامريكية على حالها الاول بزعم انه قد لقي حتفه بعد عراك مسلح مع الكوماندوز الامريكيين.

حقوق الانسان والقانون الدولي
يقول فيسك في مقالته ان بن لادن الذي افنى عمره في بناء تنظيم القاعدة قد ادرك حتما قبل مقتله فشله الذريع الذي تلخص بعدم اطاحة القاعدة باساليبها العنيفة الطغاة من الحكام العرب كمبارك وبن علي انما حققتها ارادة الشعوب العظيمة التي خرجت الى الشوارع تعلم العالم كيفية الثورة المتحضرة.
ان الدرس الذي علمته ادارة اوباما لهذه الشعوب العربية الحضارية بايجازها اغتيال الخصوم يضعها واسرائيل في خانة واحدة. فقد انتهجت ادارة البيت الابيض المنهج الاسرائيلي بما يسمى "القتل المستهدف" حينما تقصف صواريخها على خصومها الفلسطينيين فتطيح بذلك بالبريئ قبل المتهم.
فلا تزال العديد من العقول غير قادرة على استيعاب رغبة الولايات المتحدة بقتل بن لادن بهذه الصورة ثم التخلص من جثة بهذه الكيفية الغريبة وغير الانسانية فضلا عن القاء القبض عليه ومحاكمته محاكمة عادلة قانونية تتماشى مع حقوق الانسان والقانون الدولي الذي تلوح فيه الولايات المتحدة متى ما شاءت وتغض عنه الطرف وقتما لا يروق لها!!