الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 13:01

وفد جبهوي يزور قرى غير معترف بها


نُشر: 11/01/08 08:40


*بركة: قضية النقب واحد من ثلاث محاور لقضايا الجماهير العربية، ولكنها في النقب تتعلق بالوجود بعينه *د. سويد: العرب في النقب هم أهل المكان الأصليين ولم يهاجروا إليه، بل يواجهوا مؤامرة التهجير *د. حنين: يجب عدم إبقاء النقب لوحده في المعركة بل تجنيد الشمال والمركز لها*

 

قام وفد كبير من قيادة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أمس السبت، بزيارة إلى عدد من القرى غير المعترف، للإطلاع على أوضاعهم وللتأكيد أن الجبهة تضع قضية هذه القرى ضمن أولويات جدول نضالها اليومي لمناهضة سياسة التمييز العنصري، وسياسة الاقتلاع من الأرض.
وضم الوفد أعضاء كتلة الجبهة البرلمانية، رئيس الكتلة النائب محمد بركة، والنائب د. حنا سويد، والنائب د. دوف حنين، ومركز سكرتارية الجبهة القطرية، ايمن عودة، إضافة إلى العشرات من أعضاء السكرتارية القطرية ولجنة المراقبة القطرية وسكرتير فروع ومناطق، وعددا من النشيطين الجبهويين العرب واليهود.
وكانت المحطة الأولى في قرية الطويل غير المعترف بها، التي واجهت سلسلة من عمليات هدم البيوت ومحاولة الاقتلاع الكلي من أراضي القرية، حيث كان في استقبال الوفد رئيس اللجنة المحلية، وعضو عقيل الطلالقة، ورئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها حسين الرفايعة، وعدد من أعضاء الكادر الجبهوي في منطقة النقب.
وألقى الطلالقة كلمة شرح فيها حيثيات قضية قرية الطويل، ضمن قضية القرى غير المعترف بها، مؤكدا ان السلطة تشن حرب شعواء عامة على العرب في المنطقة، إلا أن الأهالي العرب قرروا الصمود الأبدي على أراضيهم وفي قراهم، رافضين كل مخططات الترحيل والتهويد.
وتحدث باسم الوفد الجبهوي النائب حنا سويد فحيّا أهالي الطويّل على صمودهم وتشبثهم بأرضهم، وحيّا الوفود التي جاءت للتضامن مع نضال الأهالي ولتقديم الدعم المعنوي والعملي لهم. وأشاد بدور المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها ورئيسه حسين الرفايعة في قيادة وتنسيق النضال في مواجهة مشاريع الترحيل والاقتلاع ومصادرة الأرض التي تنتهجها السلطة. كما حيّا دور الجبهويين في النقب ومبادرتهم لتنظيم هذه الجولة الميدانية للوقوف عن كثب على مجريات الأمور، وخصّ بالذكر دور يوسف العطاونة عضو قيادة الجبهة في هذا المجال.




وأكّد النائب سويد على حقّ عرب النقب الطبيعي بالتصرّف بأرضهم دون منازعة السلطة لهم عليها، وباستغلالها للبناء والتطوير والزراعة والرعاية. وذكّر بأن عرب النقب يشكلون السكان الأصليين في المنطقة ولم يهاجروا إليها من أي مكان، والسلطة تعرف ذلك تماما سوى أنها تحاول إنكار هذه الحقيقة لتبرير استيلائها وسلبها للأراضي العربية. وفضح النائب سويد مخططات السلطة التي تنادي بتطوير النقب إلا أنها تقصد بالحقيقة تهويد النقب وتشريد أهله الأصليين.
وتوقف النائب سويد عند معاناة عرب النقب في القرى غير المعترف بها فيما يتعلق بكافة متطلبات الحياة وخاصة الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمياه والمواصلات والخدمات الاجتماعية وغيرها، مما يجعل حياة الأهالي شبه مستحيلة، ويسلب السكان وخاصة الأطفال من الفرص المتكافئة بالحياة والتطور.



وأدان النائب سويد مسلسل هدم البيوت والمنازل والحملات العسكرية السلطوية التي ترافق عمليات الهدم وإبادة المزروعات واقتلاع الأشجار ووصفها بأنها همجية وإرهابية بحقّ الأهالي. كما واستهجن المبررات التي تسوقها السلطة لتنفيذ الهدم، خاصة ما يتصل منها بالبيئة وحمايتها، على الرغم من أن الهدم والتخريب يطال المزروعات والحقول.
وطالب النائب سويد بالكف حالا عن ممارسات السلطة وأذرعها المختلفة ضد أهالي القرى غير المعترف بها، مؤكدا أنها لن تحقق أهدافها البغيضة نظرا لصمود الأهالي وتشبثهم بأرضهم ووطنهم. كما دعا إلى تكثيف النضال ضد السياسات والممارسات العنصرية واستمرار التواصل وتقديم الدعم المعنوي والمادي للأهالي الصامدين وصولا إلى انتزاع الاعتراف بالقرى وبحقها في الوجود والتطور. 
وألقى النائب د. حنين كلمة، قال فيها، إن معركة العرب في النقب أمام مخططات السلطة أصبحت رمز للنضال العادل ضد سياسة التمييز العنصري، وهي تدور حول ست نقاط أساسية، الأول، قضية المسكن، فهم يناضلون من اجل الحفاظ على بيوتهم ومساكنهم التي بنوها على أراضيهم وفي قراهم، وترفض السلطة الاعتراف بها وتصر على هدمها.



أما النقطة الثانية، قال د. حنين، ومرتبطة في القضية الأولى، فهي قضية الأرض، فهم أبناء وأصحاب هذه الأرض ولم يهاجروا إليها من أي مكان في العالم، والسلطات ترفض الاعتراف بملكيتهم، من أجل تحويلها لتصبح مزارع أفراد لليهود، وثالثا المعركة على المياه، فكيف من الممكن في هذا العصر ان تحرم أية سلطة في العالم المواطنين لديها من الحصول على المياه.
وتابع د. حنين قائلا، إن النقطة الرابعة هي مسألة الصحة، فعدا حرمان أهالي النقب من جهاز صحي ثابت ومتطور، فإن السلطة لا تكترث بالآفات البيئية التي وضعتها في مناطق هذه القرى، مثل المصانع الكيماوية، وتجمعات النفايات الصناعية والكيماوية الخطرة، كذلك هناك قضية التعليم وحرمان هذه القرى من جهاز تعليم لائق، والنقطة السادسة، هي قضية المساواة، وهي قضية كل الجماهير العربية في البلاد.



ودعا د. حنين إلى أن لا تكون قضية النقب قضية عرب النقب لوحدهم، بل تجنيد الشمال والمركز ليتضامن وينخرط في هذه المعركة.

خشم إزنا

وانتقل الوفد أيضا إلى قرية خشم إزنا حيث عقد لقاء خاص مع رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، حسين الرفايعة الذي قدم معطيات عن أوضاع العرب في النقب، وخاصة في مسألة الأرض، إذ كان لأهالي النقب في العام 1948 أكثر من 800 ألف دونم، بقي منها 250 ألف دونم بملكية الأهالي، وجرت مصادرة 150 ألف دونم، في حين تزعم السلطات أن 400 ألف دونم أخرى هي أراضي دولة، هي بالأساس أراض الأهالي الذين تم طردهم من وطنهم، وأراضي كانت تسجل في الفترة العثمانية أراضي ميرية، ولكنها فعليا بملكية عشائر وعائلات.



كما استعرض الرفايعة سياسة هدم البيوت ومحاولات الترحيل من القرى غير المعترف بها، وأيضا حول عمل المجلس مع الجهات الرسمية والجهات الخارجية التي تدعم عمل المجلس.
وألقى سكرتير الجبهة في منطقة النقب يوسف العطاونة، كلمة أثنى فيها على روح التنسيق بين الجبهة وبين المجلس الاقليمي في كل ما يتعلق بالمعركة الشعبية، وشدد على ضرورة تعزيز هذا التنسيق لما فيه مصلحة المعركة النضالية.
وكانت الكلمة للنائب محمد بركة، الذي قال إن قضية النقب هي واحدة من ثلاثة محاور لنضال جماهيرنا العربية، ففي منطقة جليل نواجه مؤامرة تهويد الجليل، من خلال محاولات لكسر التوازن الديمغرافي وجعله بأغلبية يهودية، وهذا من خلال التضييق على المدن والقرى العربية وحرمانها من مناطق النفوذ والمناطق الصناعية وغيرها، مقابل الدفع بتوسيع البلدات اليهودية وتطويرها لتحفيز اليهود للانتقال للسكن إليها.
وتابع بركة، أن المحور الثاني هو المؤامرة التي تحاول السلطات حياكتها في منطقة المثلث، تحت شعار "التبادل السكاني"، بمعنى مقايضة جماهيرنا بالمستوطنين الغزاة في الضفة الغربية المحتلة.
أما المحور الثالث، قال بركة، هو محور النقب، الذي في صلبه الوجود العربي على أرضه وفي المنطقة، وقضية الوجود على الأرض، هي الأخطر من بين جميع القضايا الخطرة جدا، فقضية النقب ليست قضية أرض ومصادرة فحسب، بل قضية اقتلاع من الوطن، وحرمان من مقومات الحياة بشكل لا يمكن أن يستوعبه العقل الإنساني، بأن سلطة أيا كانت تعمل على اقتلاع وتجويع مواطنين لديها، وهذا ما نشهده في النقب.
وأشار بركة، إلى أن مؤامرة اقتلاع الأهالي العرب من النقب قائمة منذ العام 1948، ففي الأردن الآن نصف مليون لاجئ فلسطيني من منطقة النقب، عدا عن اللاجئين في صحراء سيناء. 
وقال بركة، إن الجبهة تضع قضية النقب ضمن أولويات أجندتها النضالية، وأكد على أن من مهمات الجبهة المستقبلية هو تعزيز العلاقة مع النقب، وهذا ما يجري العمل عليه في هذه الأيام.
كذلك توقف بركة عند المعركة الجماهيرية دفاعا عن النقب وأهاليه، وقال إننا في الكنيست نقوم بعملنا البرلماني، ونعمل على تطويره، ولكن مهما صعدنا عملنا البرلماني في قضايا النقب، فإن المعركة الأساسية يجب أن تكون ميدانية وجماهيرية، فالنضال البرلماني له أهمية كبيرة، ولكنه بحاجة إلى سند جماهيري داعم لما نطرحه على جدول اعمال الكنيست وأمام الوزارات ذات الشأن.

مقالات متعلقة