الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 10:01

رفعت مناع: التحدث باسم المقاومة لم يكن الا لتكريس حكم الأسد ودعم إسرائيل وأمريكا

كل العرب
نُشر: 28/04/11 09:11,  حُتلن: 11:00

رفعت مناع في مقاله:

السلاح لن يأتي الا بحاكم عسكري متسلط يجهض الحريات ويخصي الضمائر

القوى العظمى لا تكيل بمكيالنا الساذج وانما تتعامل مع الامور بدافع المصلحة وضمن استراتيجية متقنة

كيف يمكن لمن يدعم المقاومة من اجل الحرية خارج سوريا هو ذاته الذي يقمعها في داخل سوريا بحجج واهية

الحراك الشعبي في سوريا قد عرّى النظام السوري "الحامي للمقاومة", واماط اللثام عن انيابه التي لم تختلف عن انياب مبارك وبن علي

التحدث باسم المقاومة لم يكن سوى لتكريس حكم الأسد ولخلق توازن في الشرق الأوسط يفيد اسرائيل وأمريكا بالدرجة الاولى

الحدود السورية الاسرائيلية فندق هادئ للجندي الإسرائيلي لا يطلق بسمائها مفرقعة نارية فالأسد رغم خطاباته المعلبة الا انها تبقى بالنسبة لإسرائيل مجرد كلام فارغ

إن ما يحدث الان في ليبيا لا ينبأ بخير, وهو نتيجة لثورة انحرفت عن مسار أخواتها في مصر وتونس, وذلك يعود الى الجنون المفرط ل"نيرون" ليبيا القذافي, وفي المقابل سوء تدبر من المجلس الثوري الذي استدعى طائرات الغرب كي تغطي سماء ليبيا, وأختار تسليح الثوار لمواجهة جنون العقيد, وهذا الخيار لم يكن موفقا في تقديري, لأننا نعلم جميعا أن القوى العظمى لا تكيل بمكيالنا الساذج وانما تتعامل مع الامور بدافع المصلحة وضمن استراتيجية متقنة, خاصة وأنها تلقت صفعة مباغتة من الثورات العربية وهي "بسابع نومة", ما يشجعها لاستعمال نظريتها القديمة وهي "الاحتواء المزدوج" في ليبيا, فتقوم بتسليح طرفي النزاع هناك, وتساند الثوار جويا مع الابقاء على قوة كتائب القذافي وتجنب استهداف القذافي شخصيا, وفي خضم ذلك تعقد الصفقات النفطية مع طرفي النزاع بحسب سيطرة كل طرف, وهكذا تكون قد وضعت ليبيا في حرب اهلية طويلة المدى وتخلصت من عضو مهم قد يكون جزءا من "الجسد العربي الكبير" الذي لن يبقي ولن يذر اذا ما قام بعد الثورات العربية.

 تورنادو الحرية
أما سوريا فهي الاخرى نالت حظها من تورنادو الحرية, فالحراك الشعبي في سوريا قد عرّى النظام السوري "الحامي للمقاومة", واماط اللثام عن انيابه التي لم تختلف عن انياب مبارك وبن علي, في نهش أجساد الشعوب, فدعم المقاومة والتحدث باسمها لم تكن سوى لتكريس حكم الأسد ولخلق توازن في الشرق الأوسط يفيد اسرائيل وأمريكا بالدرجة الاولى, فمعلوم ان الحدود السورية الاسرائيلية هي فندق هادئ للجندي الإسرائيلي لا يطلق في سمائها حتى مفرقعة نارية, فالأسد رغم خطاباته الحنجورية المعلبة التي تتوعد وتتهدد, الا انها تبقى بالنسبة لإسرائيل مجرد كلام فارغ, يزيد من أمنها واستقرارها, أما دعم الحركات المقاومة فهو ايضا يمثل توازن معين, فإسرائيل ولكي تبقى شوكة في حلق الشرق الاوسط يجب عليها ان تخوض حربا كل بضع سنين, وأن تنتصر, وبذلك تجذر اسطورتها في الخيال والفضاء العربي (ولكن استبسال المقاومة بفضل شجاعتها لا بفضل سلاحها حال دون ذلك), وكذلك فان هذا الدعم للفصائل الفلسطينية يكرس الانقسام الحاصل بين قطبي الشعب الفلسطيني, وهذه تعتبر هدية لإسرائيل.

إستأساد النظام
ربما يكون هذا الكلام خياليا ولكن ما يحدث الان في سوريا هو الخيال بعينه, فأستأساد النظام على الشعب الذي يتظاهر بكل سلمية, وارتكاب المجازر الهتلرية في حقه يثبت بأن ما ورد في السطور السابقة من هذا المقال صحيح وواقعي, فكيف يمكن لمن يدعم المقاومة من اجل الحرية خارج سوريا, هو ذاته الذي يقمعها في داخل سوريا, بحجج واهية, فتارة يتهم ايدي واجندة خارجية تعبث بأمن الوطن, وتارة اخرى يقول أنها سلفية جهادية ترهب المواطنين, وهي نفس الحجج التي يتشدق بها اسلافه من الحكام المخلوعين.

حرب أهلية طائفية
لم أورد المثال الليبي في البداية عبثا, فأخشى ما اخشاه أن تتحول سوريا لليبيا ثانية, فغياب الخطاب الواضح للثوار السوريين يشتت اهداف حراكهم, ويكرس نظرية النظام الحاكم, في أنهم قلة مندسة تحركها الطائفية او الاجندات الخارجية, وكذلك فأن الغياب الاعلامي بفعل قمع النظام يزيد من استفراد العصابات المسلحة (الشبيحة وقوى الامن) بالمتظاهرين السلميين, مما سيؤدي بدوره الى استفزاز المتظاهرين ليلجؤوا الى خيار التسلح وفتح جبهة ضد هذه العصابات القمعية, وبذلك ستنشب حرب أهلية طائفية يكون فيها الأسد هو "الأسد" الوحيد, وسيجر المتظاهرين الى الاستغاثة بالغرب على خطى النموذج الليبي, وهذه سوف تكون الكارثة الاخطر التي من الممكن ان تحل بالشرق الاوسط, أما الخيار الاخر المتاح لدى الاسد لقمع هذه الثورة المجيدة فهو الدخول في حرب مع اسرائيل, كي يشغل الناس في شيء أهم, وفي الحالتين الشعب السوري سيكون الخاسر الوحيد, وسيبقى "الاسد" السوري هو المسيطر الوحيد على عرينه.

التظاهرات السلمية
لذلك على الثوار السوريين أن يتمسكوا بسلمية المظاهرات لان ذلك سيحقن الكثير من الدماء التي ستراق باسم الطائفية المستحدثة, فالسلمية هي الطريق الوحيد للحرية, والسلاح لن يأتي الا بحاكم عسكري متسلط, يجهض الحريات ويخصي الضمائر.

مقالات متعلقة