النائب عفو إغبارية:

وفيات الأطفال البدو أعلى بأربعة أضعاف من الوفيات عند الأطفال اليهود في إسرائيل

نتائج الاستطلاع مذهلة وتنذر بكارثة صحية في البلدات البدوية وخاصة في النقب، والوضع المتفاقم أكثر هو في القرى غير المعترف بها

على الوزارات المختصة أن تضع خطة مدروسة لتضييق الفجو وتوظيف الميزانيات لتحسين البنية التحتية الطبية في البلدات البدوية وخاصة في القرى غير المعترف بها

 حكومة اليمين لم تكترث ولم تقم بأي خطوة لتحسين الخدمات الصحية والطبية في هذه التجمعات السكانية وخصوصا في منطقة النقب التي تخلو تماما من الأطباء بعد الساعة السابعة من مساء كل يوم

بعث النائب د. عفو إغبارية (الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة)، برسالة إلى وزير الرفاه الاجتماعي موشي كحلون، نسخة عنها لنائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان، يطالبهما بالتحقيق في نتائج الاستطلاع الخطير الذي نشر هذا الاسبوع، ويشير إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال (حتى جيل سنة) عند الأطفال البدو، ويدل الاستطلاع بأن وفيات الأطفال البدو أعلى بأربعة أضعاف من الوفيات عند الأطفال اليهود في إسرائيل.

الأوضاع الاقتصادية الصعبة
وقال د. عفو إن نتائج الاستطلاع مذهلة وتنذر بكارثة صحية في البلدات البدوية وخاصة في النقب، والوضع المتفاقم أكثر هو في القرى غير المعترف بها، حيث كشف الاستطلاع عن أرقام مذهلة يعرف بها المسؤولون في الحكومة جيدا ويتم تجاهلها، أهمها على سبيل المثال، وجود 7000 عائلة في القرية العربية البدوية غير المعترف بها عرب النعيم، نسبة العائلات كثيرة الأولاد فيها عالية، وتبلغ نسبة السكان في المنطقة المحيطة بها ما يقارب 30 ألف نسمة، وبالرغم من ذلك تمّ قبل سنتين إغلاق عيادة الأم والطفل في القرية بسبب النقص بالممرضات والأطباء، الأمر الذي يعيق عملية تطعيم الأطفال وتلقيهم للخدمات الطبية المتبعة في البلاد، مما يضطر عائلات كثيرة السفر لأبعد من 15 كلم لعلاج أطفالها، في حين يصعب على نسبة كبيرة من العائلات السفر، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وسوء المواصلات العامة، ولكي يقوم رب الأسرة بنقل أطفاله للعلاج، هذا يعني أنه سيخسر يوم عمل من أجل القيام بذلك.

عيادات الأم والطفل
وأكد د. عفو أنه طرح في حينه موضوع إغلاق عيادات الأم والطفل ونسبة الوفيات العالية في النقب، في جلسات لجنة الصحة والرفاه الاجتماعي البرلمانية وعلى منصة الكنيست العامة، ولكن حكومة اليمين لم تكترث ولم تقم بأي خطوة لتحسين الخدمات الصحية والطبية في هذه التجمعات السكانية وخصوصا في منطقة النقب التي تخلو تماما من الأطباء بعد الساعة السابعة من مساء كل يوم، إضافة إلى الأدوار طويلة الأمد للمرضى لدى الأطباء المختصين، ناهيك عن نسبة الوفيات بين الأطفال الرضّع وهي أعلى بثلاثة أو أربعة أضعاف من نسبة الوفيات في مركز البلاد".

وفيات الاطفال الرضّع
وأشار د. عفو إلى ما ورد بالاستطلاع بأن نسبة وفيات الاطفال الرضّع في البلدات المسلمة تشمل البلدات البدوية تصل إلى 11.2% لكل ألف ولادة، مقابل ذلك فإن نسبة الوفيات في التجمعات اليهودية تصل إلى 7.6% لكل ألف ولادة. أما نسبة وفيات الأطفال بشكل عام في إسرائيل فتصل إلى 3.8 لكل ألف ولادة. وطالب د. عفو في رسالته الوزارات المختصة بوضع خطة مدروسة لتضييق الفجوات في قضية وفيات الأطفال البدو العرب، من خلال توظيف الميزانيات لتحسين البنية التحتية الطبية في البلدات البدوية وخاصة في القرى غير المعترف بها، وكذلك زيادة عدد الأطباء والممرضات وتوفير المحفزات التي تشجع كوادر الاطباء للعمل في منطقة النقب على وجه الخصوص في القرى غير المعترف بها.

تكثيف بناء غرف طوارئ متقدّمة
وشدد د. عفو على أهمية فتح مراكز للأم والطفل في النقب وتكثيف بناء غرف طوارئ متقدّمة، إلى جانب صناديق المرضى في كل بلدة عربية، لكي لا تضطر العائلات للسفر لمسافات طويلة من أجل تلقي العلاج، الأمر الذي يهدد حياة المرضى إلى الخطر. وأكد د. عفو أنه سيبادر إلى طرح هذا الموضوع في لجنة الصحة والرفاه البرلمانية بعد انتهاء عطلة الكنيست الحالية.