الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 05:01

خالد القريناوي:إطلاق الرصاص بالأعراس غباء وليس ذكاء

كل العرب
نُشر: 26/04/11 09:27,  حُتلن: 10:10

خالد القريناوي في مقاله:


هل تحب أن يصاب ابنك بسبب إطلاق رصاص حي طائش من إحدى الأعراس
؟

هل تريد أن تقتل نفس وتيتّم أطفال وتحرم الأب من ابنه والأم من ابنها بسبب تعبيرك السلبي بالفرح بإطلاق الرصاص؟

الفرح الذي ليس فيه إطلاق للرصاص ليس بفرح ؟ من قال أن الفرح هو بإطلاق الرصاص ؟ ألا تريد أن تفرح وأن يتم عرسك وفرحك بأمان ؟

حلّ علينا موسم تتوق إليه النفوس ألا وهو موسم الأعراس موسم المناسبات السّعيدة أسأل الله أن يكثر منها ,فما من أحد منّا إلا ويريد أن يسمع دائما ما يفرح القلب ويشرح الصدر , ما من أحد منا إلا ويريد أن يرى أخاه أو صديقه أو قريبه أو جاره والقريب والبعيد إلا والبهجة تغمره والابتسامة على وجهه. هذا لا يتعارض ولا يختلف عليه أحد ولا يناقشه أحد ومن هنا إذا كنت أخي تحب أن تفرح أو أن يفرح أخ لم أو جارك وابن بلدك فأنا أسالك سؤالا ما الدافع والسبب الذي يجعل فرحتك لا تتم ولا تستوي إلا إذا أطلقت النار أو الرصاص الحي في عرسك؟

فرح بإطلاق نار؟
هل الفرح ينقص وزنه إذا لم يطلق فيه الرصاص الحي ؟ أم أن الفرح الذي ليس فيه إطلاق للرصاص ليس بفرح ؟ من قال أن الفرح هو بإطلاق الرصاص ؟ ألا تريد أن تفرح وأن يتم عرسك وفرحك بأمان ؟ أم أن العنف دخل حتى أعراسنا فلا نبدأ العرس إلا بعنف إطلاق الرصاص الحي؟
أسئلة أطرحها على هؤلاء الذين يظنون أنفسهم أبطال الزمان ... إلى الذين يحملون السلاح في الأعراس بأيديهم ويمشون على الأرض مرحا بحملهم له ... إلى الذين لا يراعون نمو الأطفال وراحتهم , فيسيرون في الأعراس وفي غيره بالسلاح ويطلقون الرصاص الحي أمام أعينهم ...

"بطل"
إلى هؤلاء أقول : ليس من القيم وليس من المروءة بمكان أن تحمل السلاح يوم العرس وتطلق النار وتظن أن الرصاص يصعد إلى السماء , تشعر بلحظات عند إطلاقها وكأنك أنت البطل , أنت المميّز , أنت الذي يعمل للفرح أجوائه , أنت الذي تفعل المستحيلات , وتظن وتظن وتظن , لكن اعلم علم اليقين بأنه عند الإنسان العاقل الذي ينظر إليك وأنت تتصرف بمثل هذا التصرف الخطير بأنك أنت المميّز السلبي فعلا , وأنت الذي تعكّر أجواء العرس , وأنت الإنسان الغبي لأنك لا تعلم ما تعمل . الإنسان الذكي هو الذي يعرف التصرف ويعلم به , ألا تعلم أخي بان الكثير من أمثالك ممن أطلقوا الرصاص الحي في الأعراس هم أنفسهم الذي عكروا أجواء الفرح فبدل الجو الآمن والسرور تحول عند سماع إطلاق الرصاص إلى جو خوف وبكاء أطفال , أبكيتهم بعد أن كانوا فرحين , أمثالك جعلوا من العرس مأتما عندما تلاعب السلاح في أيديهم بعد أن شربوا ما شربوا فأطلقوا الرصاص فتمايلت الأيدي فتحول الفرح إلى مأتم , أمثالك ممن يطلقوا الرصاص لا يعرفون إلى أي اتجاه يتجهون بالسلاح فيطلقون النار والأولاد والناس تجلس في هذا الموسم عادة في ساحات البيوت فلا ينتهي العرس حتى نسمع عن إصابة أطفال أو رجال أو نساء بطلقات طائشة جراّء إطلاق الرصاص في الأفراح ألا أن يسلّم الله .. .

نصيحة عاقل
هل تريد أن تقتل نفس وتيتّم أطفال وتحرم الأب من ابنه والأم من ابنها بسبب تعبيرك السلبي بالفرح بإطلاق الرصاص. هل تحب أن يصاب ابنك بسبب إطلاق رصاص حي طائش من إحدى الأعراس ؟ هل تريد عندما تطلق الرصاص وأنت فرحان بعرس قريب لك أن يدعوا الناس عليك بالدعاء الذي لا تريد سماعه بسبب إطلاقك للرصاص. أخي هذه نصيحة لك تجنّب هذا السلوك السلبي الرديء الذي لا يقبله أي إنسان عاقل ولا يرضى به إلا غبي أن نستعمل السلاح في الأفراح, عبّر عن فرحتك بأدب بهدوء بأمان فلا تسمعني صوت سلاحك.
أسأل الله تعالى أن يجعل أيامنا كلها فرح وسعادة, ويجعلها أفراح آمنة لا مرعبة ومخيفة... 

مقالات متعلقة