الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 06:02

سعيد نفاع:لعنة الله عليك يا قذّافي وهنيئا لنا تصدّر أعلام الغرب مسيراتن

كل العرب
نُشر: 22/04/11 13:26,  حُتلن: 08:05

سعيد نفاع في مقاله:

 ربّما يتخلّص الشعب الليبي من طغاته قريبا ولكن ما نشاهد من أعلام في ساحات الشرق لا يبشّر أن البدائل لن يكونوا من الكرزيات

نتمنى أن يعمل الثوّار بعد أن يفرغوا من مهامهم في البريقة ومصراتة والجبل الأخضر على تنظيف ليبيا ليس فقط من طغاتها وإنما أيضا من أعلام غزاتها

أن نلعن القذافيّ أو نرجو الله أن يصبّ عليه اللعنات ليس كافيا لتجيير رفع العلم الطلياني على أنقاض ضريح عمر المختار في بنغازي أو قرب عظامه في مثواه

أمرّ البكاء بكاء الرجال ولا أعرف إن كان يجب أن نبكي أو أن نضحك ضحكا أمرّ من البكاء ونحن نرى وعلى الشاشة القدّر الله لها أن تكون الأوسع انتشارا، أعلام أميركا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا تتصدّر مسيرات "ثوّار" ليبيا في بنغازي وعلى بعد 50 كم عن مثوى عمر المختار في السلوق، حتى لو كان من هدم ضريحه فيها القذافي ونقله إلى السلوق تحت حجّة المكان الذي علّقه فيه الجنرال غراتسياني الطلياني.
أميركا التي قتلت مئات الآلاف من العرب والمسلمين وما زالت في العراق وأفغانستان، وفرنسا التي قتلت ملايين الجزائريين والسوريين، وإيطاليا التي قتلت آلاف الليبيين، وبريطانيا التي ما زالت آثار أياديها تقتلنا نحن الفلسطينيين في غزة بعد أن قتلت آباءنا في يافا، تُرفع أعلامها وعلى يد أحفاد المختار فهذا كثير.
ليس أسهل من أن نقول أن السبب هو ملك الملوك وعميد الرؤساء وإمام المسلمين وقذاف الدم وسيف الإسلام وسيف العرب ووو...، وقد بلعنا على مضض أن تقذف طائراتهم ليبيا وأبناءها ومقدراتها وحمّلنا الوزر للقذافي، ولكن أما كان يمكن أن يرحمنا القدر من ساديّته فينا لنرى أعلامهم ترفرف على أرض عمر المختار وبأيادي أحفاده؟

تنظيف ليبيا
كنت كتبت في مقال سابق مقال تحت عنوان "الليبيّون بين طغاتهم وكرزياتهم" (إشتقاقا من حامد كرزاي الأفغاني)، متمنيّا وهذا أقصى ما أستطيعه أنا الكاتب المراقب عن بعد، على الليبيين أن لا يبدلوا طغاتهم بكرزياتهم. وها نحن نخاف ضياع حتى أمنياتنا ونحن نشاهد الأعلام التي تصدّرت جحافل قتلنا في العراق وأفغانستان والجزائر وسوريّة وليبيا وفلسطين متصدّرة المسيرات بجانب العلم السنوسيّ في بنغازي كي تُدمى قلوبنا مرّتين واحدة على ما اقترفه ويقترفه القذافيّ وأخرى على ما يقترفه بعض الأوصياء على الثوّار من الداخل وبعض الأشقاء من الخارج.
ربّما يتخلّص الشعب الليبي من طغاته قريبا ولكن ما نشاهد من أعلام في ساحات الشرق لا يبشّر أن البدائل لن يكونوا من الكرزيات وإلا لكانوا أعفونا من هذه المناظر المقززة. ومرّة أخرى نتمنى وهذا كما قلت أقصى ما نستطيعه ونحن المحبين لأمتنا ولحريتها، أن يعمل الثوّار بعد أن يفرغوا من مهامهم في البريقة ومصراتة والجبل الأخضر على تنظيف ليبيا ليس فقط من طغاتها وإنما أيضا من أعلام غزاتها، وعندها فقط نستطيع أن نطمئن أن الشعب الليبي لن يكون كالمستجير من رمضاء الطغاة بنار الكرزيات.

رفع العلم الطلياني
لا يستطيع المرء أن يمرّ على هذه المشاهد وكأن شيئا ليس بحاصل ودون أن يساوره الخوف والقلق أن الحاصل في ليبيا انقلاب وليس ثورة خصوصا وأن المعروفين من أعضاء المجلس الوطني الانتقالي (ولا ادّعي معرفة في الكل) هم من أركان النظام السابق فهذا كان حتى الأمس القريب وزير "عدل" وذاك وزير "داخليّة" والثالث قائد "كتيبة نخبة" والرابع "سفير" يمجّد ويشكّل وفود الحجيج إلى خيمة الأخ العقيد القائد، ومن ليسوا من هؤلاء ما زلنا نراهم على الشاشات من مواقعهم خلف البحار، والثوار كما قلت مشغولين في ساحات الحرب لا أعرف إن كان من سيعود منهم سيجد له مكانا أو سيجد نفسه يتمنى لو كان وجد له مكانا في الجنّة قبل أن يعود ليرى في حفل استقباله بدل أكاليل الغار أعلام إيطاليا .
أن نلعن القذافيّ أو نرجو الله أن يصبّ عليه اللعنات ليس كافيا لتجيير رفع العلم الطلياني على أنقاض ضريح عمر المختار في بنغازي أو قرب عظامه في مثواه في السلوق مكان شنَقه غراتسياني حتى لو كان القذّافي من هدّ الضريح ونقل العظام إلى السلوق.
ولعمري إن عظام المختار تبكي وهي التي لم تبك يوم عُلّقت والتراب الذي يحضنها يبكي وعلى أديمه يرفرف العلم الطلياني!

مقالات متعلقة