سياسات الوزير ساعر تعزز النزعات العنصرية القومجية والمعادية للديمقراطية

لطلابنا كامل الحق في التربية لهُويتهم وروايتهم التاريخية ورموزهم ومعالم وطنهم

رفضت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي خطة وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2011-2012، والتي تشدّد على "القيم الصهيونية واليهودية"، وطالبت، بالمقابل، بإقرار كتاب "الهُوية" الصادر مؤخرًا ضمن المنهاج الرسمي المعتمد في المدارس العربية.وبعثت رئيسة اللجنة د. هالة اسبانيولي برسالة شديدة اللهجة إلى الوزير غدعون ساعر، استهجنت فيها تجاهل خطة الوزارة للنزعات القومجية والعنصرية والمعادية للديمقراطية بين الطلاب اليهود.
ونوّهت الرسالة إلى ما أكدته أكثر من دراسة وأكثر من استطلاع من تفش مقلق للعنصرية بين أبناء الشبيبة اليهود ومنها أنّ 50% يرفضون التعلـّم في صف واحد مع طالب عربي؛ 70% يرون أنه في حال حصول تصادم بين "أمن الدولة" والقيم الديمقراطية فالغلبة للأمن؛ 50% يرفضون السكن في نفس الحي مع عرب. 

 · سياسات تعزز العنصرية
وأضافت د. اسبانيولي أنّ ما يزيد الطين بلة هو سياسة الحكومة ووزارة التربية والتعليم تحديدًا في عدّة قضايا، لا سيما هذه الخطة، والتغييرات في مناهج المدنيات، والقيام بـ"رحلات" إلى مدينة الخليل المحتلة، وسنّ قانون النكبة الرامي إلى كبت الرواية التاريخية الفلسطينية وترهيب المعلمين من مجرّد ذكر مفردة "النكبة" في المدارس.
وحذرت من أنّ مثل هذه السياسات تعزز النزعات القومجية والمعادية للديمقراطية بين الطلاب اليهود والتي تزعزع أركان النظام الديمقراطي، وخلصت إلى المطالبة بتغيير الخطة والتركيز على قيم الديمقراطية والتعددية والتسامح والاحترام المتبادل، بالإضافة إلى تخصيص جهود وموارد لمكافحة العنصرية المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي.
ومن جهة أخرى بعثت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي بنسخ من كتاب "الهُوية" الصادر مؤخرًا - والذي سارعت الوزارة إلى حظر استعماله في المدارس العربية – إلى الوزير ساعر ومدير عام الوزارة د. شمشون شوشاني ورئيس السكرتارية التربوية د. تسفي تساميرت، للمطالبة بمناقشته رسميًا كمقدمة لوضع منهج شامل للتربية للهوية الوطنية يكون جزءًا من المنهج الرسمي بل وأن يشكّل وحدةً تعليميةً واحدة على الأقل في امتحانات "البجروت".

· حقنا في الرواية التاريخية
وأكدت لجنة المتابعة أنّ "لطلابنا وطالباتنا كامل الحق في التربية لهُويتهم الوطنية وروايتهم التاريخية ورموزهم الثقافية ومعالم وطنهم". وكان الكتاب قد صدر على شرف الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض، ويشتمل على معلومات أساسية حول نكبة الشعب العربي الفلسطيني عام 1948 ومجزرة كفر قاسم ويوم الأرض وغيرها من المحطات التاريخية المركزية في ذاكرة ومسيرة الجماهير العربية في وطنها. كما يشتمل على تعريفات ونصوص لأعلام ثقافية فلسطينية، منهم محمود درويش وإدوارد سعيد وإميل حبيبي وفدوى طوقان وتوفيق زيّاد وخليل السكاكيني وعبد الرحيم محمود وراشد حسين. هذا بالإضافة إلى مقترحات لأربعين رحلة ومسارًا تعليميًا في كافة أنحاء الوطن.