المهندس رامز جرايسي:

الدراسة تكشف بوضوح الأسباب الأساسية للازمات المالية المتكررة في السلطات المحلية العربية

من الضروري عدم التعويل الكلي على الميزانيات التي تمنحها الدولة للسلطات المحلية والبحث عن وسائل تطوير مصادر الدخل الذاتي

عَقدت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ومركز انجاز- المركز المهني لتطوير الحكم المحلي العربي ، يوم الأربعاء في فندق الجولدن كراون ، في مدينة الناصرة ، يوما دراسيا تحت عنوان : " تمويل السلطات المحلية العربية : رؤية لسياسة بديلة " وذلك على أساس البحث الذي أجراه الباحث د.ناحوم بن ايليا . حيث يطرح توجها متطورا في ظل الأزمة المالية الصعبة والتي تؤثر على معظم السلطات المحلية العربية ونتائجها التراكمية والخلل البنيوي في مبنى ميزانيات السلطات المحلية العربية في ظل سياسة التميز الحكومي.

سياسة التميز القومي الحكومي
هذا وقد شارك في اليوم الدراسي رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية المهندس رامز جرايسي ورئيس إدارة مركز انجاز شوقي خطيب ورساء لسلطات المحلية واعضاء كنيست عرب ، مسعود غنايم ، حنين زعبي ، حنا سويد ومدراء المجالس ومحاسبين وأكاديميين وأخصائيين في المجال الاقتصادي.
عرض د. ناحوم بن ايليا ورقة البحث وأشار إلى أن الهدف المركزي لهذه الورقة هو طرح متطور منهجي في مسألة تمويل السلطات المحلية العربية. وخصصت هذه الورقة لعرض أنماط أساسية للسياسات المالية للسلطات المحلية العربية . بهدف تطوير قاعدة تمويل مستقرة وقوية للسلطات المحلية عبر الحصول على موارد مالية من مصادر مختلفة، مثل تمويل ذاتي بواسطة مشاريع تنموية اقتصادية وجباية الارنونا والضرائب وعدم الاعتماد فقط على الميزانيات التي تمنحها الدولة ،علما بأنه منذ سنوات ال90 انخفضت نسبة الميزانيات التي تمنحها الدولة للسلطات المحلية من 70% إلى 34%، دون أن يشكل هذا بديلا عن النضال المثابر في مواجهة سياسة التميز القومي الحكومي .

تمويل السلطات المحلية العربية
اما المهندس رامز جرايسي فقد قال :" أن هذه الدراسة تكشف بوضوح الأسباب الأساسية للازمات المالية المتكررة في السلطات المحلية العربية ، وفي جوهرها الخلل في أسس الميزانيات وسياسات التميز العنصري ، ما يعني انه من الضروري عدم التعويل الكلي على الميزانيات التي تمنحها الدولة للسلطات المحلية والبحث عن وسائل تطوير مصادر الدخل الذاتي ، تضمن تحقيق بعض الاستقرار المالي للسلطات العربية ، دون إعفاء الحكومة من مسؤولياتها" . وقد انتقد بشدة عدم مشاركة ممثلين عن الوزارات الحكومية المختلفة ( باستثناء وزارة الإسكان ) رغم دعوة المدراء العامين وكبار المسؤولين الحكوميين للمشاركة في المؤتمر ، والذي اعتبره انعكاسا لسياسة الحكومة اتجاه الوسط العربي .
أما شوقي خطيب فقد أثنى على دور انجاز بإدارته وطاقمه وخص بالذكر مدير عام المركز– غيداء ريناوي زعبي وأكد على دور انجاز في كونه ذراعا مهنيا للجنة الرؤساء . ومن ثم استعرض خطيب : " بحكم كوني رئيسا سابقا للجنة القطرية فقد كنت مسؤولا عن ثلاث اتفاقيات بين اللجنة القطرية وحكومات إسرائيل وقد رأيت من الأهمية وضع إطار أكاديمي يستعرض سياسات التمويل للسلطات المحلية العربية ويطرح بدائل جوهرية في التطوير الاقتصادي للبلدة العربية " .
و قالت مدير عام مركز انجاز غيداء ريناوي زعبي : " أن أهمية هذه الورقة وتجديدها هو الفحص الأساسي والمبدئي لموضوع تمويل السلطات المحلية العربية وتطوير بدائل لتعزيز الحصانة المالية والاقتصادية السلطة المحلية العربية من خلال مشاريع تنموية داخل المدن والقرى العربية. ومن الجدير ذكره بأن هذا البحث توبع من قبل لجنة توجيهية المؤلفة من أمناء عام السلطات المحلية ، رؤساء البلديات ومختصين في الشؤون المالية والاقتصادية في المجتمع العربي ولقد عملت هذه اللجنة على مرافقة هذا البحث مدة سنة ونصف السنة .