عائلة أبو شقرة بادرت إلى عودة نايف محاجنة إلى منزله في ام الفحم للاعتناء بصحة طفله محمد

في موقف تجلت فيه أسمى معاني الأخلاق والإنسانية، بادرت عائلة أبو شقرة وعلى رأسها السيد مصطفى عبد ابو شقرة- والد المغدور الشاب محمد ابو شقرة- بالاستجابة لنداء نايف محاجنة- شقيق المشتبه به بالقتل- بالعودة لام الفحم رحمة بابنه المريض، وتعود أحداث القضية الى تاريخ 26 حزيران 2010 بعد أن قام المشتبه به عادل محاجنة شقيق نايف محاجنة باطلاق النار على الشاب محمد مصطفى ابو شقرة, الذي وافته المنية متأثرا بجراحه، وعلى إثرها تم اجلاء عائلة آل أبو نايف من ام الفحم الى كفرمندا. 

وقبل نحو شهر ، توجه نايف محاجنة الى آل أبو شقرة بالسماح له بالعودة الى ام الفحم نظرا للمأساة, التي يعاني منها ابنه المعاق محمد البالغ من العمر 10 سنوات, ويرقد في فراشه منذ ولادته، حيث قام مستشفى "المروج" في العفولة ببناء غرفة طبية خاصة ومعقمة للعناية المكثفة وفيها الأجهزة اللازمة لمساعدة ابنه محمد للاستمرار على قيد الحياة.



وفي أعقاب ذلك، قام عدد من عائلة ابو شقرة يرافقهم الشيخ هاشم عبد الرحمن- عضو لجنة الصلح- بالتوجه الى قرية كفرمندا لإعادة نايف محاجنة وزوجته وأبنائه, حيث كان بانتظارهم الى جانب العائلة المرحّلة السيد طه عبد الحليم (ابو الأمير) – عضو في لجنة الصلح القطرية، ومن ثم توجه نايف محاجنة وعائلته الى ام الفحم وعيون الفرحة الممزوجة بالألم تذرف من العيون, كما وقام أفراد عائلة ابو شقرة بمرافقة السيد نايف الى باب بيته في سابقة خير لتشييع الامن بينهم.
وقال نايف محاجنة في حديث لموقع العرب أشكر عائلة ابو شقرة بأكملها على موقفها المشرف والإنساني، وأتمنى أن تعود مدينتنا لسابق عهدها خالية من المشاكل والخلافات بين الأهل والجيران وأبناء البلد الواحد".
من جانبه أكد السيد مصطفى عبد أبو شقرة والد المغدور في حديث خاص لموقع العرب :" هذا موقف لله تعالى وموقف انساني من الدرجة الأولى ، ونسأل الله ان يكون موقفنا سنة حسنة. فبعد طلب من أحد الإخوة وطلب الاغاثة من العائلة عبر وسائل الاعلام، توجهنا الى اقرباءهم على ان تكون الاعادة عملية انسانية لوجه الله تعالى، وكان التجاوب من عائلتنا انها حالة شاذة, وكان لنا هذا الموقف المشرف- ان شاء الله- ومنذ بداية الحدث، أخذنا بشرع الله على ان يكون الفاصل بيننا، وكان هناك خلال الأشهر الماضية التزام بالشرع الإسلامي، حيث كانت أملاكهم وبيوتهم وأنفسهم آمنين، والعائلة التي عادت لتوها الى ام الفحم هي آمنة باذن الله تعالى".
من جهته عقب تيسير محمد نايف شقيق المشتبه به: "نثمن موقف عائلة ابو شقرة المشرف الذي لا يقفه الا الشجعان، ونقدم جل احترامنا لهم, حيث قلوبنا مع العائلة، والحادث آلمنا كما آلمهم ونقف معهم في مصابهم، والسيد مصطفى عبد ابو شقرة هو أهل للخير وسنذكر له هذا الموقف مدى الحياة".
بدوره قال الشيخ هاشم عبد الرحمن لموقع العرب :" شكرا لله تعالى اولا ثم شكرا لمصطفى عبد ابو شقرة ولآل ابو شقرة عموما، ولكل من كان له كلمة طيبة في هذا الباب وهذا موقف طيب مبارك يفعله أهل الخير وأهلنا آل أبو شقرة عموما ومصطفى العبد خصوصا ، ونتمنى أن يكون احتفالنا باذن الله في كل حوادث القتل التي حصلت في ام الفحم في نهاية كريمة طيبة، وإنه لموقف معتبر لشباب وشيوخ عائلة ابو شقرة الذين يتعالون على آلامهم ويفتح بابا للخير لاعادة نايف محمد نايف وزوجته وأولاده وابنه المريض بسياراتهم".
وفي حديث مع الشيخ نائل فواز – مسؤول الحركة الاسلامية في ام الفحم – قال: "نبارك هذه الخطوة الطيبة ونشيد بموقف مصطفى العبد ابو شقرة على هذا العطاء والعفو ، وإن دل على شيء إنما يدل على شهامة وأصالة أهل ام الفحم ومحبتهم وتعاطفهم لبعضهم البعض".