الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 07:02

كايد القصاصي:فاقد الشيء لا يعطيه

كل العرب
نُشر: 12/04/11 12:55,  حُتلن: 08:00

كايد القصاصي:

كل تصرفاتنا نابعة عن ردود أفعال لأننا نعيش في بحر من التناقضات حتى بين الواحد منا ونفسه

المجتمع العربي يمر بأوقات عصيبة ويعاني من أزمة ضمير، المضحك المبكي في حال هذا المجتمع تلك التبريرات السمجة والساذجة التي يخرجون بها علينا

فاقد الشيء لا يعطيه... لا يمكن لمجتمع واع ٍ ومثقف أن يؤمن ويستمر في هذا التضليل وهو يعلم علم اليقين بان هؤلاء من يرسخون الفساد المالي والأخلاقي والسياسي ويطبقونه على ارض الواقع

"فاقد الشيء لا يعطيه" هل تؤمن عزيز المواطن بهذه الحكمة؟، هل يمكن أن تأمر الناس بالبر وتنسى نفسك!!، هل يمكن أن تظهر بوجه مصلح وأنت صاحب وجه مزيّف وقبيح لا يعبر عن الحقيقة!!، هل يمكن أن تعظ الناس كل صباح ومساء وأنت بحاجه لمن يعظك!!، هل يمكن أن تتشدق بالديمقراطية والحوار البناء وأنت الذي تفرض رأيك على الآخرين!!، هذه الأفعال والسلوك لا تنفع فيها أي تعليل وتبرير ولا يخفف من حدة الانتقاد فان لم يكن لديك استعداد لتقبل رأي الآخر فأنت لا تختلف عن أي دكتاتور وان لم تقبل العمل بالديمقراطية فلا تطالب بها لأنك أول عدو لها .
أن كل تصرفاتنا نابعة عن ردود أفعال لأننا نعيش في بحر من التناقضات حتى بين الواحد منا ونفسه.. لان المثقف فينا يتاجر بالمواقف، لأننا مهما تطوّر وعينا نبقى عبيداً للقبلية والطائفية، لأنه لا قيمة للزمن عندنا، لأننا نضيع وقتاً كبيراً في أعمال لا قيمة لها، لأننا لا نقرأ، لأننا لا نساهم بأي لمسة في تقدم العالم.

أزمة الضمير!!
هناك عزيزي القارئ سيل من ألأسباب التي تجعلهم يمارسون علينا تسلطهم فكل مفاصل حياتنا مرتبطة بهم، المجتمع العربي يمر بأوقات عصيبة ويعاني من أزمة ضمير، المضحك المبكي في حال هذا المجتمع تلك التبريرات السمجة والساذجة التي يخرجون بها علينا وذاك الاستخفاف بعقول ومشاعر الناس، حيث نراهم جميعاً يرددون ذات العبارات وذات التبريرات في كل ما يحدث حولنا، فنراهم تارة يلقون باللائمة على الآخرين، وتارة ينتقدون الأنظمة ويصفون الزعماء والقادة بالرؤوس العفنة وبالطواغيت ونسوا المثل الشعبي القائل " يلي على رأسه ريشه بحسس عليها"، فلو كنتم حقاً أيها المسئولين والقادة كما تدعون وترفعون شعارات وردية لأجل المواطن والوطن وتعيشون نبض مجتمعكم ومعاناته والأمة وتشعرون بمتطلباته لكسبتم تأيده ورضاه عليكم.

إمكانية وصول التسونامي
لا بد من تصحيح هذا المسار وهذه الشعارات الرنانة لأنه طفح الكيل بهذا المجتمع وإمكانية وصول التسونامي الجماهيري الغاضب لمنطقتنا وارد بالحسبان، وحينها لا أظن بأنه سيهدأ أبدا وستتساقط هذه الشعارات كأحجار الدومينو وتكون القيادة على المحك لان معاناة المواطن الحقيقية هي بتلك الشعارات الفارغة من المضمون والضحك على الذقون بشعارات كاذبة، والتي هي بدون رصيد.
يجب أن نذكر أصحاب القرار والقادة والرؤساء والسادة بان الإحباط شيء خطير جداً فهو اشد من الفقر، وكذلك فهو سبب كل الثورات والتغييرات في كل العالم، هناك تراكمات عديدة وشعور بالإحباط لدى المواطن العربي، وقد حان الوقت لإصلاحها وإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان.
وفاقد الشيء لا يعطيه... لا يمكن لمجتمع واع ٍ ومثقف أن يؤمن ويستمر في هذا التضليل وهو يعلم علم اليقين بان هؤلاء من يرسخون الفساد المالي والأخلاقي والسياسي ويطبقونه على ارض الواقع ويحصلون على مكاسب مادية على حساب الأفراد والمجتمع والشعب.
فعن اي ديمقراطية مزعومة يتكلمون هؤلاء!! الم اقل ان فاقد الشيء لا يعطيه!!!.

مقالات متعلقة