في ندوة سياسية على شرف يوم الأرض
النائب سويد: لا ارى غضاضة في ان تحيي الفعاليات السياسية المختلفة ذكرى يوم الأرض تحت راياتها وشعاراتها ووفق تقاليدها النضالية الخاصة بها

استضاف فرع الحزب الشيوعي والجبهة في يافة الناصرة النائب حنا سويد رئيس كتلة الجبهة البرلمانية والمحاضر ثابت ابو راس على شرف الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، في ندوة حول قضايا الأرض والتطورات السياسية المحلية. تولى عرافة الندوة منذر خطيب سكرتير فرع الجبهة المحلية، والذي افتتحها بالترحيب بالضيفان الكريمان، وبالتنديد بجريمة قتل الممثل والمخرج جوليانو مير خميس، ثم تطرق الى رحيل القسيس شحادة شحادة الرئيس الأول للجنة الدفاع عن الأراضي العربية في اسرائيل، ورحيل المعلم القائد توفيق طوبي، حيث دعا الحضور للوقوف دقيقة حداد على ارواحهم.

وتحدث الدكتور ثابت ابو راس حول قضايا الأرض والمسكن في النقب، قائلاً ان جماهيرنا لم تذوت مأساة عرب النقب، وحجم ما يعانيه اهالي النقب العرب، مع استشراس سياسة السلطات الاسرائيلية مؤخرًا بشكل سافر للغاية. وقال ابو راس ان الأقلية العربية في اسرائيل تمتلك 3,5% فقط من مجمل اراضي الدولة، وهي نفس النسبة تقريبًا التي يمتلكها اهالي النقب العرب من مساحة النقب، لكن المعركة هناك أخطر، فهي تتضمن الأرض والثبات عليها، مع وجود مخططات لهدم 25 قرية، وهو ما يتطلب منا اعادة صياغة نضالنا بالاعتماد على الثوابت التي أطلقت يوم الأرض الى حيز الوجود، وهو ما يتطلب صب المزيد من الجهود في التفكير والاعداد لبرنامج عمل كفاحي يجب ان تتحمل مسؤوليته القيادات المسؤولة، وبالأساس الدور الطليعي للحزب والجبهة الذي قاده القائد الراحل توفيق زياد ابان يوم الأرض الأول.

السياسية الداخلية
وتحدث الدكتور ثابت عن اوضاع القرى العربية في النقب، ونضال اهالي النقب، ونضال قرية العراقيب والقرى الأخرى لتثبيت حقوقهم في اراضيهم، وأكد ان النقب قد تعرض ابان النكبة الى طرد غالبية اهله، حيث بقي فيه 10 آلاف مواطن من اصل 90 الفًا. وتطرق الى آخر المستجدات التي تعدها الحكومة من خلال لجنة برافر، التي تعد توصيات تنفيذية لتقرير لجنة جولدبرغ، تهدف الى تقليص المساحة التي تتواجد عليها القرى العربية في النقب. واهاب بالحضور للقدوم الى زيارة النقب والتضامن مع اهله.وتحدث الدكتور حنا سويد عن الأوضاع السياسية الداخلية التي تشهدها الساحة المحلية في الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض، مؤكدًا ان الدور المركزي في اطلاق يوم الأرض يعود للحزب الشيوعي ولا شك ان مجموعة القيادات الوطنية الصديقة للحزب كان لها دور فعال وايجابي لا يمكن اختزاله، وهذا اليوم هو يوم فلسطيني مئة بالمائة.

قضايا السلطات المحلية
ثم تطرق سويد الى درو لجنة المتابعة في احياء هذا اليوم، مؤكدًا انه لا يمكن التنازل عن وجود لجنة المتابعة، على الرغم من صعوبة التعامل معها بسبب الفوارق الشاسعة بين الاجتهادات المختلفة، بما فيها الاختلافات الكبيرة في تعريف وضع الجماهير العربية في اسرائيل. وقال سويد ان لجنة المتابعة تتكون من هيئات منتخبة، اعضاء الكنيست وممثلي الأحزاب ورؤساء السلطات المحلية، لذلك لا حاجة لاجراء انتخابات خاصة لتشكيل هيئاتها.
ثم تطرق سويد الى فصل لجنة المتابعة عن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مؤكدًا ان هذا الفصل أضر بالعمل السياسي والقضايا التي يجب ان تتابعها لجنة المتابعة ولجنة الرؤساء، وأدى شطر نضال الجماهير العربية والفصل بين القضايا السياسية وقضايا السلطات المحلية، بشكل يضر بمضمونها الحقوقي، واظهارها على انها قضايا منفصلة، لا رابط بينها. وأكد سويد ان العودة الى النموذج السابق، بتوحيد لجنة المتابعة واللجنة القطرية تحت ادارة رئيس واحد هو الخيار الأفضل، الذي يضمن ترشيد وتدعيم العمل السياسي بين الجماهير العربية.

حق الكلام والتعبير
وتطرق سويد الى ان الوحدة التي يجب ان تتجلى في البرامج والمظاهرات التي تجري تحت ستار لجنة المتابعة يجب ان تعبر عن وحدة في المضامين والشعارات، وهو ما لا نراه في السنوات الأخيرة، مؤكدًا ان هذا العمل الوحدوي يجب ان يتضاعف في مواجهة الأخطار الداخلية التي يشهدها مجتمعنا وخصوصًا ظاهرة العنف التي تتطلب منا جميعًا وقفة موحدة، فلا يمكن الحديث عن التشبث بالارض والمحافظة على كياننا في ظل استشراء هذه الظاهرة التي تجبي ارواح عشرات الشباب. وقال سويد انه لا مانع في ان تحيي الفعاليات السياسية المختلفة ذكرى يوم الأرض تحت راياتها وشعاراتها ووفق تقاليدها النضالية الخاصة بها.
واضاف سويد عندما نتحدث عن يوم الأرض نتحدث ايضًا عن الانسان الذي يعيش ويحيى على هذه الأرض، وحريته وكرامته، فالانسان الذي يحرم حق الكلام والتعبير عن الرأي تكون كرامته منتهكة، وهذا ما حدث في العالم العربي، فالقمع الذي خنق صوت الجماهير داس كرامتها ايضًا، لذلك فان الثورات التي نشهدها يعول عليها اعادة هيبة وكرامة الشعوب، وهي الأساس لانشاء مجتمع نير وحضاري وديمقراطي.

توحيد لجنة الرؤساء
ثم تحدث رئيس مجلس يافة الناصرة ولجنة المتابعة السابق شوقي خطيب، فأكد على ضرورة اعادة اللحمة بين اللجنة القطرية ولجنة المتابعة، مؤكدًا على ضرورة توحيد العمل وعدم الفصل بين العمل السياسي وقضايا السلطات المحلية، لأنه يضر بالجماهير العربية، ويفقد لجنة المتابعة الهيكل الأساسي الذي يكونها.
واختتم رئيس المجلس عمران كنانة الندوة بالتأكيد على الموقف من اعادة توحيد لجنة الرؤساء واللجنة القطرية تحت رئاسة واحدة، مؤكدًا انه لا يمكن الفصل بين قرارات الهيئتان لأن نضال الجماهير العربية هو نضال حقوقي لا يمكن تجزئته. واختتم كنانة بشكر الضيفان والحضور على مشاركتهم في هذه الندوة الهامة.