الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 13:01

كلية بيت بيرل تنظم مؤتمرا حول تعليم اللغة العبرية في بيئة تعليمية ألكترونية

كل العرب
نُشر: 07/04/11 14:37,  حُتلن: 07:54

د.هاني موسى، مفتش اللغة العبرية في المدارس العربية:

المؤتمر يركز على وسائل التعليم التكنولوجية ولكن على المعلمين الا ينسوا الكتاب

أطالب المعلمين بالمشاركة في الموقع من خلال كتابة المواد الإبداعية، تقديم أفكار جديدة، كتابة خطط دروس محوسبة، وتشجيع الطلاب على الكتابة بمجموعات من أجل تحسين التعبير الكتابي لديهم

د.علي وتد نائب رئيس المعهد الاكاديمي:

كاتب الانترنت من الناحية الاجتماعية متحرر اكثر من الناحية الاكاديمية، وهذه الحرية تتيح له المجال للتعبير عن نفسه وتطوير ملكاته الكتابية

عقد مؤخرا في الكلية الأكاديمية بيت بيرل مؤتمر تحت عنوان "تعليم اللغة العبرية كلغة ثانية في بيئة تعليمية ألكترونية". وحضر المؤتمر معلمون ومرشدون للغة العبرية في المدارس العربية، من مناطق متفرقة من البلاد من الجليل في الشمال الى النقب في الجنوب.  وفي كلمة ألقاها د. عادل مناع، رئيس المعهد الأكاديمي لإعداد المعلمين العرب في الكلية، وأشار إلى أن اللغة العبرية ليست فقط لغة أداتية يستخدمها المواطنون العرب من أجل التعليم، أو الوصول إلى الخدمات المؤسساتية، بل تعتبر ناقلا للثقافة العبرية في المجتمع العربي. وأضاف مناع الى انه توجد حاجة ماسة لتقوية اللغة العربية لدى الجيل الشاب في الوسط العربي حيث تعاني لغتهم الأم من التهميش.

رسالة للمعلمين: "لا تنسوا الكتاب"
وفي كلمة ألقاها د. هاني موسى، مفتش اللغة العبرية في المدارس العربية في وزارة المعارف، أشار الى ان المؤتمر يركز على وسائل التعليم التكنولوجية ولكن على المعلمين الا ينسوا الكتاب. واضاف انه في غضون هذه السنة تم عقد استكمالين في هذا الموضوع حضره 80 معلما، والنية في الاستمرار في السنة القادمة وزيادة الاستكمالات من اجل اعطاء المهارات للمعلمين للتعليم في بيئة تعليم الكترونية. كما أشار في كلمته إلى برنامج التعلم المحوسب في وزارة المعارف وملاءمته للقرن الحادي والعشرين. ووضّح الأسس الرئيسية لهذا البرنامج. كما بيّن أن معلمي اللغة العبرية في المدارس العبرية، كانوا سبّاقين في هذا المجال من خلال موقع "اسطبا" الذي باشر عمله منذ تسع سنوات.
ثم رحب د. علي وتد , رئيس لجنة موضوع اللغة العبرية في الحضور وبارك المؤتمر مشيرا الى اهمية عقد مؤتمرات تخص اللغة العبرية ونوّه الي سياسة اللجنة لتطوير موضوع اللغة العبرية كلغة ثانية في الوسط العربي في اسرائيل.

ما هو موقع اسطبا؟
عرض د. موسى موقع "إسطبا" الذي يديره مع فريق من مرشدي اللغة العبرية. ويهدف الموقع الى توفير بيئة الكترونية تعليمية للطلاب والمعلمين من اجل ابداء ارائهم والاستعانة بوسائل ايضاح ومواد تعليمية وامتحانات. كما استعرض تطور هذا الموقع على مدى السنين. وقدّم نماذج من أعمال المعلمين والطلاب في أقسام الموقع المختلفة. وطالب المعلمين بالمشاركة في الموقع من خلال كتابة المواد الإبداعية، تقديم أفكار جديدة، كتابة خطط دروس محوسبة، وتشجيع الطلاب على الكتابة بمجموعات من أجل تحسين التعبير الكتابي لديهم. كما أبرز روابط عملية تعين المعلم في عمله. وفي النهاية عرض فيلماً قصيراً يخص تطور موقع "إسطبا".

رسالة اخرى للمعلمين: "لا نستطيع ايقاف التطور التكنولوجي"
وفي محاضرته عن "ملامح معرفة القراءة والكتابة الحديثة" تحدث السيد آفي برشفافسكي عن ثورة التقنيات والانترنت التي طغت على المجتمع في مجالات متعددة مثل: الاعلام المرئي والمقروء والكتب والمكاتب، حيث يبدو ان الجيل الصاعد يختار الشبكة العنكبوتية من اجل الاطلاع على ما يجري حوله وايضا في بناء العلاقات الاجتماعية في شبكات مثل "الفيس بوك" و"تويتر" وغيرهما.
وتحدث برشافسكي عن الثورات الكبيرة التي حدثت في عالم المطبوعات والاتصال، كالتحول من ثقافة شفوية الى ثقافة كتابية ولكنها حصرت المعرفة في أيدي الطبقة القوية وهي الخاصّة، بينما العامة لم يعرفوا القراءة والكتابة.
وبعد ذلك حصل التحول من الكتابة على المخطوطات الى كتب سميت وقتها بالمصاحف ( المصحف هو الكتاب الذي تجمع فيه الأوراق وقد أوجده المسلمون في القرون الوسطى) والتي تم فيها تركيز المعلومات في كتب. أدت هذه الثورة الى انتشار الكتابة بين العامة واصبحت الكتب متداولة.
وفي عصرنا الحالي حدثت ثورة الانترنت ولا تزال في اوجها وادى ذلك الى تغيير في طريقة الكتابة ذاتها، حيث التركيز على المختصر من الجمل، والاعتماد على اشارات الكتابة واستخدام الالوان والصور. ايضا ادى ذلك الى انتشار الفيديو كوسيلة تعبير ودمج لمقاطع فيديو موجودة، حيث ازالت الفوارق بين الهواة والمحترفين في عرضها في ذات الفئة.
ومن الامور التي رافقت انتشار الانترنت هي تغييب المكتبات العامة من خلال البحث في "غوغل" وايجاد الاجوبة على التساؤلات دون التدقيق في الكاتب.
وحسب برشافسكي فانه من سلبيات الانترنت هي هدم الانتماء للمجموعة المعروفة حاليا، وسقوط الشرائع الثقافية التي كانت تميز الشعوب.
وفي نهاية محاضرته اشار برشافسكي الى ان المعلمين في جهاز التعليم، يجب ان يلائموا انفسهم للتغيرات التي تحصل في عصر الانترنت. وبالذات للمجموعات التي تبني المعرفة من خلال استخدامها للغة ثانية. واضاف الى "انه يجب اختيار الامور التي نريد تقويتها لدى الطلاب. لاننا في النهاية لا نستطيع ايقاف التطور".

البيئة التعليمية الألكترونية بين الإيجابيات والسلبيات
وفي مداخلة تطرق المعلم رياض متاني، مركز اللغة العبرية في مدرسة عتيد في قلنسوة، الى ايجابيات البيئة التعليمية الالكترونية من حيث انها توفر للطالب الثقة بنفسه عند الاجابة عن الاسئلة، دون الخوف من رد فعل الصف من الاجابة الخاطئة. وتتيح البيئة التعليمية الالكترونية للطلاب اظهار مواهبهم والتجاوب مع المواد والمهام التعليمية في اي مكان او وقت يناسبهم. كما انها تفسح المجال للمشاركة بين الطالب والمعلم.
اما بالنسبة للصعوبات في توفير بيئة تعليمية الكترونية فانها متنوعة منها: انه لا توجد في المدارس بنى تحتية جيدة للحواسيب والانترنت. كما انه في بعض البيوت يمتنع بعض الاباء عن ايصال اولادهم وبناتهم بالانترنت خوفا من استخدام سلبي له. وثمة تحد اضافي له علاقة بخوف المعلمين من التعليم في بيئة الكترونية.
وعرض بدوره الاستاذ عادل مخول من ترشيحا للمعلمين امكانيات التواصل في "موقع اجندا".

من النتائج الأولية لبحث في موقع "إسطبا": المعلمون المشاركون يذوتون الثقافة الاسرائيلية
وتمحورت محاضرة د. علي وتد، نائب رئيس المعهد الاكاديمي لاعداد المعلمين العرب في كلية بيت بيرل وايضا موجه في موقع "اسطبا"، في بحث اجراه عن كتابات المعلمين باللغة العبرية في الموقع. وركز د. وتد على ثلاث نواح وهي: الاجتماعية، التعليمية واللغوية.
ويقول د. وتد ان كاتب الانترنت من الناحية الاجتماعية متحرر اكثر من الناحية الاكاديمية، وهذه الحرية تتيح له المجال للتعبير عن نفسه وتطوير ملكاته الكتابية. ويعبّر المعلمون من خلال كتاباتهم في الموقع عن دعمهم لبعضهم البعض. ومن ابرز الامثلة على ذلك: مشاركة احد المعلمين زملاءه بمرض ابنته والحديث عن شعوره، ومساندة المجموعة له.
اما من الناحية التعليمية، فالمعلمون يساعدون بعضهم البعض ويتشاركون في المواد التعليمية.
وكانت ابرز النتائج من ناحية استخدام اللغة: واظهرت النتائج الاولية كتابة خاطئة لكلمات ومصطلحات، حيث اعتمد المعلمون على الدمج بين اللفظ العربي والعبري للحركات (الضمة، الفتحة والكسرة). ومن جهة اخرى فقد استخدم المعلمون مصطلحات عبرية مأخوذة من التوراة والتلمود. وهي مصطلحات غريبة غير دارجة في اللغة العبرية المعاصرة.
وفسّر د. وتد هذه النتائج كونها تعبر عن تذويت الثقافة الاسرائيلية لدى معلمي اللغة العبرية، اضافة الى ترجمة اللغة الام الى مصطلحات عبرية.

مقالات متعلقة