الأب جبرائيل نداف

كيف يقبل الجيل الجديد ان يذهب الى الحرب والموت فيما الآباء والاجداد ناضلوا بمرارة لكي تكون لهم حياة حرة وكي ينعموا بالسلام ؟

لا يعتقد احد انه يستطيع الوصول الى الخلود ببطولاته العسكرية. قد يكون بطلا لدى مجموعة لكنه ليس نموذجا للبشرية.. لنمش معا من اجل السلام ورفض العنف

استقبل الاب جبرائيل نداف في بيته بالناصرة مطلع هذا الاسبوع وفدا من اعضاء اللجنة العالمية المسكونية من فرنسا واستراليا وخلال كلمته حثهم على ان يكون الجيل الجديد عاملا فعالا واساسيا في تحقيق السلام ونبذ العنف وقال:

"لا افهم عندما ارى حروبا كيف يقبل الجيل الجديد ان يذهب الى الحرب والموت فيما الآباء والاجداد ناضلوا بمرارة لكي تكون لهم حياة حرة وكي ينعموا بالسلام. ألم تدفع البشرية ملايين الضحايا لنزوات سياسية وايديولوجية مختلفة ثم اتفقنا على بناء نظام قانوني دولي يحمينا من هذه النزوات؟ لماذا لا نحترم هذا النظام؟ لماذا لا نعمل معا يداً بيد بعيدا من الأنانيات القومية والدينية والفردية لنبني مجتمعا نفرح فيه جميعنا. كيف يمكن ان اعيش سعيدا وجاري يعيش بتعاسة وحزن؟ معا يجب ان نعمل وان نكافح لكي نفرح معا. انا لا استطيع ان افرح ولو كان في خزانتي الملايين فيما ارى التعاسة في عيني طفل يموت جوعا. انا لا استطيع ان افرح ولو كنت اسكن في قصر وهناك امرأة او رجل ينام على رصيف الشارع. انا لا استطيع ان افرح وهناك انسان يموت قهراً بسبب الظلم الذي يلحقه به انسان آخر. انا لا استطيع ان افرح ولو كان بلدي هو الجنة بعينها فيما هناك من يموت في قوارب او مخيمات لاجئين هربا من جور او فقر او حرب او اضطهاد في بلده." واضاف الاب جبرائيل قائلا :
"لنضع يدنا معا ونفكر معاً في الانسان. الخلود يبقى فقط لمن يعمل من اجل الانسان وسعادة هذا الانسان من دون تمييز. ولا يعتقد احد انه يستطيع الوصول الى الخلود ببطولاته العسكرية. قد يكون بطلا لدى مجموعة لكنه ليس نموذجا للبشرية.. لنمش معا من اجل السلام ورفض العنف."