بركة يبادر لجلسة خاصة في الكنيست بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التمييز العرقي

بركة: الكنيست وعدد من الساسة فيها مصدر للعنصرية المستشرسة في الشارع

قال النائب بركة، في كلمة له أمام الهيئة العامة للكنيست، هذا الأسبوع، إن توقيع إسرائيل على المعاهدة الدولية لمنع التمييز العرقي، مثير للسخرية، وبالذات في هذه الأيام، التي يسارع فيه الكنيست الخطى للزج بأكبر عدد من القوانين العنصرية في كتاب القوانين الإسرائيلي، الذي ينضح أصلا من كم هائل من قوانين تعتمد التمييز العنصري على أساس قومي عرقي.
وجاء هذا في كلمة النائب بركة، في الجلسة التي بادر لها ومعه نواب آخرين، لإحياء اليوم العالمي لمناهضة التمييز العرقي، الذي حلّ في الواحد والعشرين من شهر آذار المنتهي.

كراهية الآخر
وقال بركة في كلمته، لقد أقرت الأمم المتحدة في العام 1966 اعتبار يوم 21 آذار من كل شهر، يوما لمكافحة العنصرية على أساس عرقي، وهذا في أعقاب بحث الأمم المتحدة، لمذبحة ارتكابها نظام الأبرتهايد في مثل هذا العام من العام 1960، خلال مظاهرة للمواطنين السود ضد سياسة التمييز العنصري، وبشكل خاص على قوانين المواصلات.
وقال بركة، في العام 1966 أعدت الأمم المتحدة ميثاقا يحظر التمييز على أساس عرقي، ووقعت عليه العديد من الدول، ومن السخرية أن إسرائيل وقعت على هذا الميثاق، إلا أن سياستها على ارض الواقع تتناقض كليا مع مضمون تلك الوثيقة، فإسرائيل وقعت على الميثاق شكليا.
وتابع بركة قائلا، بالذات في هذا اليوم، وفي الأسابيع الثلاثة الأخيرة، كان الكنيست حلبة لسن القوانين التي ترتكز أساسا على التمييز الفظ، وما يتعارض مع التوجهات الديمقراطية، وهذا موضوع تكلمنا عنه مرارا في الأيام الأخيرة، ولكن ما أقوله هنا، هو أن ما يحصل في الكنيست ينعكس بشكل مباشر على الشارع وبشكل خاص على الجيل الشاب، وهذا ما يتضح بحقيقة أن كراهية الآخر، ورفض حقه بأن يفكر بشكل آخر باتت الظاهرة السائدة والمقلقة بين أوساط الشباب.

اعتداء وحشي
وقال بركة، اليوم ظهر في وسائل الإعلام تصوير حدث التقطته كاميرات الحراسة، مثير للفزع، ويظهر أحد الأشخاص (يهودي) يتناول عصى وانهال على عامل نظافة عربي ابن 65 عاما في الشارع، وانهال عليه بالضرب المبرح، ويصرخ "إنه عربي إنه عربي"، وما هو أخطر من ذلك، أن عابري سبيل في الشارع، مروا بمحاذاة هذه الجريمة ولم يتدخل اي منهم لوقفها، وهذا حدث ليس منفردا ويصب أيضا في أجواء الكراهية والعنصرية والحقد.

مناهضة العنصرية لا تقتصر على الأقليات
وقال بركة، إن مناهضة التوجهات المعادية للديمقراطية والعنصرية والتمييز بكل أشكاله، يجب أن لا تقتصر على الجمهور الذي يعاني من التمييز، إذ كان أقلية قومية أو اجتماعية أو اية مجموعة أخرى، بل هذه مهمة الغالبية أيضا، فإذا أرادت الغالبية أن يكون وجودها مبني على أساس قيم الديمقراطية، فعليها أن ضمان سريان هذه القيم أيضا على الأقلية.
وأكد بركة على أن العنصرية التي تبدأ ضد العرب لا تنتهي عندهم، وعرض أمثلة للتمييز ضد من بشرتهم سوداء أو سمراء، كما تبين من بحث في لجنة الاقتصاد، وقال إن النائبة بيركوفيتش توجهت مع النائب يوئيل حسون وهو أسمر اللون، إلى أحد النوادي الليلية، إلا أن من يقف على الباب لم يعرف النائب حسون، ومنع دخوله، وما هو شبه مؤكد، نظرا للون بشرته، كذلك فإنه خلال البحث عرض أحد الشبان شهادته أمام اللجنة البرلمانية بأنه توجه إلى ملهى مع صديق أثيوبي، فسُمح له بالدخول، بينما رفض الحارس إدخال صديقة، والأمثلة عديدة.
ودعا بركة في كلمته وزارة التعليم إلى جعل ميثاق الأمم المتحدة لمنع التمييز على أساس عرقي، مادة تعليمية وتثقيفية لطلاب المدارس، وقال إن المطلوب زيادة التثقيف على أسس الديمقراطية، وفي نفس الوقت على هذه الهيئة، الكنيست، والسياسيين الجالسين فيها إلى أن يتنبهوا لما يفعله عدد من الجالسين هنا، بكونهم مصدر كبير للخطاب والتوجهات العنصرية المستشرية في السنوات الأخيرة، بشكل خاص.