الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 14:01

خالد القريناوي: التربية الحدثة بالإنصات للأبناء

كل العرب
نُشر: 29/03/11 09:29,  حُتلن: 13:56

خالد القريناوي في مقاله:

الطفل في السنوات الأولى لا يتعلم القراءة ولا الكتابة ولكن يتعلم بالإنصات فان تعلم المهارة فقد تعلم المهارات الأخرى 

 إذا تكلم ابنك فانصت له واستمع جيدا ولا تقاطعه ودرّبه على التكلم والتحدث وصححه ولكن بعد أن ينهي كلامه ولا تصححه أمام الناس

الإنصات للابن يقوي العلاقة بين الاثنين ويكسر الحاجز بينهم فيشعر الابن أن الأب هو الصديق والمعلم والأب، فيلعب الأب هنا أدوارا عديدة

الإنصات هو التركيز والاستماع باهتمام وبعمق فيما يقوله المتحدث، وسط خضوع تام لجميع الجوارح وملامح الوجه ولغة الجسد، بعيدا عن التصنع والتكلف

الإنصات وسيلة تربوية هامة جدا لما لها من آثار وأبعاد تربوية مقصودة على مستوى الطالب في المدرسة وعلى مستوى الابن مع في البيت وعلى مستوى الشخص مع الآخر... ويعرفون الإنصات بأنه: التركيز والاستماع باهتمام وبعمق فيما يقوله المتحدث، وسط خضوع تام لجميع الجوارح وملامح الوجه ولغة الجسد، بعيدا عن التصنع والتكلف.

مفتاح الفهم
والإنصات هو مفتاح الفهم والإقناع ، وله من الأهمية ما له حيث يعتبر المفتاح الأول بالنسبة للطفل وأساس التعلم بالنسبة له ، حيث أن الطفل في السنوات الأولى لا يتعلم القراءة ولا الكتابة ولكن يتعلم بالإنصات فان تعلم المهارة فقد تعلم المهارات الأخرى ، ولا شك أن مهارة الإنصات تعتبر من أهم المهارات التي يجب تعلمها ويجب تعليمها لأولادنا وطلابنا في المدارس.
وقد بين المولى عز وجل الإنصات والاستماع في آيات عدّة فقال تعالى :"وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأعراف:204)، كما زجر كل نافرٍ عن الاستماع، لاه عن الإنصات للنصح والإرشاد، قال سبحانه: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا" (الحج: من الآية46).. وقد بشر الله عباده الصالحين الذين يحسنون الاستماع والعمل بما سمعوا، فقال سبحانه: "فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ" (الزمر: 17، 18).

صفة العاقل
إذا الإنصات والاستماع خصلة لا يتصف بها إلا من تخلّق بالصفات التي يبحث عنها كل عاقل.
وان من أهم عناصر الإنصات أن تنصت لابنك ، فالابن أو الطالب في الصف يفرح كثيرا عندما يعرف المعلم أو الأب ينصت لكلامه .
كذلك الإنصات إلى الأبناء أو إلى الطلاب يجعلهم يرتبون أفكارهم وينظمونها ، فإذا عرف الطلاب أو الأبناء أن المعلم أو المدير أو الأب سيستمع إليهم يعطي أهمية بالغة لكلامهم وتراهم يحضرون كثيرا حتى يتكلموا بأفضل ما يكون . وهنا يفضل من الأب أو الأم أو حتى المعلم أن يستغل الموقف فيستمع للأفكار والخواطر التي تصدر عن ابنه ويساعده ويعلمه ويوجهه بعد أن ينهي الابن ما يريد.
كذلك إذا تكلم ابنك فانصت له واستمع جيدا ولا تقاطعه ودرّبه على التكلم والتحدث وصححه ولكن بعد أن ينهي كلامه ، ولا تصححه أمام الناس كما يؤكد التربويون على ذلك ، ولهذا على الأب أن يستمع إلى كلمة ابنه فيصححه إن اخطأ في البيت قبل أن يخطئ أمام الناس.
أيضا الإنصات للابن يقوي العلاقة بين الاثنين ويكسر الحاجز بينهم فيشعر الابن أن الأب هو الصديق والمعلم والأب، فيلعب الأب هنا أدوارا عديدة.
أيضا أن تجلس مع ابنك وتقضي معه الوقت لتسمعه وتنصت إليه فهذا استثمار تربوي وليس ضياع للوقت.

والإنصات إلى الأبناء والطلاب كيف يكون؟
- أن لا ننشغل بأي شيء ونحن ننصت إليهم ، احتراما وتعزيزا لهم.
- أن لا نسمع فقط وإنما ننصت إليهم بجوارحنا ونستشعر بما يقولون بلغة الجسد.
- النظر إليهم عند الكلام ، مما يجعله يعرف إننا نستمع إليه وننصت لما يقول .
- أن لا نبين لهم مضايقة من حديثهم أو عدم الشعور بالراحة من كلامهم.
- أن لا نقاطعهم .
- إذا نجح في توصيل الفكرة أو تحدّث بالفصحى أو بين أمرا مهما فنعزز موقفه بقول : أحسنت ، كل الاحترام ، ما شاء الله ...
- إذا توقف أثناء الكلام فدعه هنيهة ليتذكر فان لم يستطع الاستمرار فساعده على التذكر.
ثم لا بد من تعليمهم الإنصات، فنقول لهم أرأيتم كيف أنصتنا لكم هكذا يجب أن تنصتوا للناس ، المعلم ، الأب ، المتحدّث ...
فالابن إذا تعوّد وتعلم الإنصات فذلك يساعده في التعلم والاستفادة من مدرّسه، وهذه بعض المصائب التي يمر بها المعلمون في هذا الزمان ، تجد بعض الطلاب لا ينصتون للمعلم ولا يسمحون لغيرهم أن ينصتوا له ، وإذا وجدت من ينصت إليك تجد من يحاول تشويش الأمر ، لأنه لم يتعود على ذلك في بيتهم ، يجده من الصعب عليه أن يجلس صامتا لحديث...
نأخذ تمرينا لكي يتدربوا على الإنصات ، فمثلا نأخذ قصة لنقراها أمامهم ونقول لهم سوف اقرأ لكم قصة وساسالكم عنها بعض الأسئلة ، فيشد انتباههم ، حتى إذا قرأت صفحة اسأل ما قلت يا بني؟ لتشد الانتباه وليعرفوا أنهم سوف يسألوا فينصتوا إنصاتا تاما وهكذا، فإذا أرادوا أن يسالوا أسئلة نطلب منهم أن ينتظروا بعد الانتهاء من القصة ، نعودهم على الإنصات كذلك نطلب منهم أن تكون الأسئلة خاصة بالموضوع .
يجب مخاطبتهم على قدر عقولهم فلا تخاطبهم بما يناسبك ولكن خاطبهم بما يناسبهم وبقدر استيعابهم، انطلاقا من قول الرسول عليه السلام : " أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم".

مقالات متعلقة