الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 01:02

الخبير جورج كرزم يستعرض أهم ملامح البيئة الفلسطينية في لقاء لنادي الصحافة

ديالا جويحان -
نُشر: 25/03/11 22:28,  حُتلن: 23:00

جورج كرزم الباحث والخبير في البيئة:

احد الاسباب الرئيسية لاندلاع حرب عام 1967 وهو رد على ادعاء اسرائيل بالحرص على البحر الميت وانقاذه من الجفاف بشق قناة البحرين..!


البيئة ليست تخصصا ترفيا بل على العكس لها علاقة في صميم وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي الذي يشمل الارض وما عليها وما في باطنها من موارد وهو صراع اساسي واستراتيجي

الصحافة البيئية الملتزمة والمبدئية هي التي تعمل على خدمة المحكومين، وليس الحكام؛ إذ لا يمكن أن يصبح الناس أحرارا ما لم يمتلكوا المعرفة والمعلومات الحقيقية التي تمكنهم من كشف الأكاذيب

انتقد الباحث والخبير في البيئة جورج كرزم النظرة السطحية والتي تتسم بالعشوائية في السياق الفلسطيني والعربي لموضوعة البيئة. وقال في لقاء صحافي لنادي الصحافة برعاية مقهى الكتاب الثقافي – المكتبة العلمية في القدس ان البيئة كعلم يعتبر حديثا حتى على المستوى الغربي الاوروبي والامريكي ولكن الاهتمام بالبيئة زاد مع تكائر الازمات والكوارث البيئية في العالم والتي تأخذ ابعادا مختلفة اقتصادية وسياسية كما حدث في اليابان مؤخرا وما تحدثه المفاعلات النووية من تلوث إشعاعي خطير وغيرها من ظواهر الاحتباس الحراري او التسخين العالمي.

البيئة عنصر اساسي ..!
واوضح كرزم مدير قسم الدراسات والإعلام البيئي في مركز معا انه في السياق الفلسطيني وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون فان البيئة ليست تخصصا ترفيا بل على العكس لها علاقة في صميم وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي الذي يشمل الارض وما عليها وما في باطنها من موارد وهو صراع اساسي واستراتيجي. وحذر من امكانية مواجهة كارثة مائية جدية مستقبلا ليس فقط بسبب انحباس الامطار المرتبط بظاهرة الاحتباس الحراري وتراجع كمية الامطار سنة عن سنة وبالتالي النقص في الاحتياطيات المائية في الابار الجوفية بل بسبب السيطرة الاسرائيلية على الموارد المائية الفلسطينية الجوفية والسطحية ونهبها. فالبيئة في بعدها العلمي والتخصصي لها ابعاد سياسية وامنية وعسكرية ترتبط مباشرة مع ظاهرة شح الامطار وتراجع التغذية الجوية للاحواض الطبيعية، لذلك ليس مستغربا لجوء اسرائيل الى نهب المياه الجوفية للدول المجاورة لان احتياطات اسرائيل في حدود 1948 من الماء ضعيغة جدا وكمية المياه التي تستهلكها الدولة العبرية ومستعمراتها بنسبة 57-60% هي من موارد وابار جوفية ومسطحات مائية من خارج حدودها ابتداء من الحوض الغربي الذي يعتبر من اكبر الاحواض المائية واغناها واجودها ماء بالإضافة إلى الينابيع والحوض الساحلي في غزة. يضاف إلى ذلك حوض نهر الاردن وبحيرة طبريا وصولا الى البحر الميت والموارد المائية التي عملت اسرائيل على نهبها من الاراضي السورية من خلال السيطرة واحتلال بعض المصادر المائية اللبنانية التي تعمل اسرائيل على سرقتها باستمرار.

المياه .. حروب ونزاعات..!
ورأى كرزم ان هذا احد الاسباب الرئيسية لاندلاع حرب عام 1967 وهو رد على ادعاء اسرائيل بالحرص على البحر الميت وانقاذه من الجفاف بشق قناة البحرين..! فاعادة تأهيل نهر الاردن والبحر الميت يتمثل في وقف عمليات التدمير والتخريب من خلال تحويل مياه جريان نهر الاردن باقامة السدود والحواجز المائية ابتداء من خطوط الجريان شمال وجنوب بحيرة طبريا وتحويل هذه المياه لاستخدامات مختلفة لها علاقة بالمستعمرات في الضفة والتجمعات الاستيطانية في النقب، وما يسببه ذلك من ملوحة وتراجع في جودة المياه الفلسطينية. واشار الى تحول الجزء الجنوبي من البحر الميت الى مستنقع من المياه العادمة غير المعالجة قادمة من طبريا وبيسان والمجعمات السياحية الإسرائيلية على طول المنطقة مما يؤدي الى تخريب المشهد التراثي الديني المسيحي والاسلامي المرتبط بطقوس وشعائر دينية في مياه نهر الاردن. واكد ان وقف تدهور نهر الأردن، وبالتالي البحر الميت، يكمن في إعادة الحياة إلى نظام الجريان الطبيعي لسلسلة بحيرة طبرية – نهر الأردن – البحر الميت، الأمر الذي سيساهم في إعادة أكبر قدر من التوازن البيئي الطبيعي الأصلي لحوض نهر الأردن. وتطرق الى تناقص كميات الامطار بسبب العوامل المناخية وانشطار فلسطين ال نصفين شمالي وجنوبي الاول فيه كثافة امطار والثاني يعاني من انحسار كميات الامطار ، ولكن هذه العوامل ليست السبب الاساسي في التدمير البيئي لمصادر الثروة المائية في فلسطين لانها عوامل طارئة وتكرر حدوثها في السابق وعبر مئات السنين والتي تعرف تاريخيا بسنوات القحط. فالبيئة تدخل في جوهر الصراع الدائر من ماء وارض وتلوث هوائي واشعاعي وغيره.

الاشعاع النووي..!
ونبه الى خطورة النفايات النووية الإسرائيلية في جنوب الخليل وتحويل الجولان الى مكبات للنفايات النووية .. داعيا الى اعلام وصحافة بيئية تتعامل مع كل العوامل والمكونات البيئية وهنا تكمن صعوبة العمل في الاعلام البيئي الذي يقوم على البحث والاستقصاء في قضايا معقدة ومتشابكة والذي ما زال ضعيفا ومغيبا في فلسطين. فالإعلامي أو الصحافي البيئي لا بد أن يتحلى بمؤهلات ومواصفات علمية وثقافية ومعرفية ومهنية خاصة، غالبا ما نفتقر إليها، للأسف، في الضفة والقطاع. ومن أهم هذه المواصفات: امتلاك المعرفة والثقافة البيئية، والتأهيل والتدريب على العمل الصحفي والإعلامي البيئي الذي يتطلب مهنية عالية، وانتماءً للقضايا البيئية، وجهدا ووقتا كبيرين، ويستلزم أعمال التقصي والتحري والتحقيق والبحث الميداني وجمع المعلومات والوثائق ومعالجتها. كما أن الإعلام البيئي يتطلب مستوى علمي ومهني وثقافي يفوق العمل الاعلامي العادي وهو يتطلب الشجاعة والمهنية والعلمية والانتماء الحقيقي لقضايا البيئة المتنوعة وما لها من ارتباطات سياسية وامنية واستراتيجية وتوجهات فكرية ونقدية وجدلية. وشدد على أن الصحافة البيئية الملتزمة والمبدئية هي التي تعمل على خدمة المحكومين، وليس الحكام؛ إذ لا يمكن أن يصبح الناس أحرارا ما لم يمتلكوا المعرفة والمعلومات الحقيقية التي تمكنهم من كشف الأكاذيب التي تروجها جهات ومؤسسات تجارية ورسمية.واستعرض بعجالة التأثيرات السلبية الضارة لمجموعة من المواد مثل المبيدات الحشرية والابراج الخليوية ومادة الاسبست والبلاستيك وغيرها. مطالبا بانشاء صحافة بيئية تتحلى بالقيم الأخلاقية والعلمية والمهنية، والشجاعة، والقدرة على الحكم، والالتزام بقضايا ومعاناة الناس.

مداخلات وجدل..!
واعتبر الكاتب نبيل الجولاني ان المياه سبب رئيس للحروب والنزاعات وان اسرائيل في جميع حروبها كانت تقف تقريبا عند مصادر المياه من الانهار والبحيرات وهي تعتمد عليها في منشآتها العسكرية وتجاربها الكيماوية والنووية .. وان الاحتلال الاسرائيلي عامل رئيس في نشر التلوث وتخريب البيئة. ولفتت ميساء منيّر الى ضرورة التوجه لمنظمات حقوق الانسان لوقف عمليات تخريب وتلويث البيئة الفلسطينية من الجانب الاسرائيلي فيما ذكرت ميادة المؤقت ان التأثيرات السلبية للخلويات لم تثبت بشكل قاطع حتى الان وهي جزء من الطفرة التكنولوجية واعتبرت ان بعض السلوكيات الخاطئة وغياب الثقافة البيئية لدى الناس هي المشكلة ربما الاهم من خلال القاء النفايات بصورة عشوائية وحرقها في الاماكن السكنية والعامة وقلع الاشجار والقاء مواد البلاستيك والبطاريات وقطع الكمبيوتر التي لا تتحلل بسهولة بشكل عشوائي . ونوه الكاتب الروائي عيسى قواسمي الى اعادة التوزيع السكاني من خلال اقامة الجدار الفاصل ومدى تشويهه للبيئة ودور الانسان في مكافحة هذا الامر. واكد التربوي راتب حمد على اهمية البيئة والصحة في مناهجنا التعليمية .. فالتلوت ليس بيئيا فقط بل وصل الى الثقافة . ونبه خالد زكي الحسيني الى طبيعة النموذج الاقتصادي المراد حتى يتوائم مع البيئة المحيطة وما تتصف به بلادنا من جمال طبيعي ومناظز خضراء. وطالب محمد موسى سويلم بصحافة بيئية متخصصة مستقلة تخاطب النشء في المدارس والبيوت والجامعات . ودعت سمر قواسمي الى ترشيد الاستهلاك مما يساعد على تخفيف التلوث البيئي. وتساءلت الكاتبة ريم المصري عن طبيعة المعايير التي يعتمدها خبراء البيئة في التعامل مع هذه الموضوعه الحساسة في منطقتنا الشرق اوسطية ؟ واجمع المشاركون على ضرورة استخدام مواد ومنتجات صديقة للبيئة .

المساحات الخضراء..!
وختم كرزم ردوده بأن الاهتمام بالبيئة ليس جديدا بل هو جزء اساسي وعضوي في نشأتنا وتركيبتنا الاجتماعية والتراثية الفلسطينية من خلال تقاليد مواسم الحصاد والزراعة والامثال الشعبية وحمّل اتفاق اوسلو مسؤولية شرعنة سيطرة اسرائيل على مصادرنا المائية وطالب بضرورة التحرك لوقف الجرائم البيئية وانشاء محطات تنقية المياه العادمة والاهتمام بالجانب التربوي البيئي في الاسر والمدارس لإكساب أطفالنا القيم والمهارات الأساسية المتصلة بالبيئة وخلق التوجهات والمواقف الإيجابية نحو البيئة وكيفية الحفاظ عليها. وأشار إلى ضرورة اعتماد سياسة التدوير في التعاطي مع المنتجات المستخدمة في حياتنا اليومية. واثنى على بعض الشركات والمؤسسات التي بدأت تستخدم موادا صديقة للبيئة ودعا الى ضرورة المحافظة على المساحات الخضراء في بلادنا وعدم البناء فيها . وادار اللقاء محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة في القدس .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.02
EUR
4.71
GBP
217222.34
BTC
0.52
CNY