الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 02:02

المتعقبون في الظلام فيلم جديد

بقلم اليزابيت نصار
نُشر: 26/12/07 21:45

المخرج مرعي مرعي يركز في فيلمه على ابطاله، يغوص في خبايا نفوسهم  ويطلع بفضول عنيد على أحلامهم وأحزانهم وأفراحهم فيأخذنا الى عوالم كنا نحسب انها غير قائمة لكنها تظهر وبقوة أمام أعيننا. فهل نبصر لنراها؟
حين سألته عن سبب التحامه بحزن الآخرين وهل للأمر علاقة بطفولته أجاب بشكل التفافي انه عرف قدره منذ الصغر وانه يعشق الدراما والتمثيل والسينما بشكل عام ورغم ذلك فدربه لم تكن معبدة الا انه يعتبر نفسه وصل الى الطريق التي تعبر عنه ويجد نفسه فيها.... اما النتائج فهي قادمة لا محالة وهو يعد نفسه جيدا من خلال العمل على انجاز افكار لازمته طويلا وتمسك بها لتكون مادته الفيلمية وبوصلته الأمينة.هذا ما قاله المخرج ابن قرية حرفيش الجليلية، مرعي مرعي في مقابلة تلفونية معه.
مناسبة المقابلة هي قرار السلطة الثانية للتلفزيون والراديو تبني مشروعه الفيلمي " المتعقبون في الظلام".


المخرج مرعي يكرم من قبل عباس عباس 
*ما هي قصة هذا الفيلم؟
انه فيلم وثائقي، يروي قصة كفاح ثلاث شخصيات استطاعت ان تشق طريقها الى النجاح وان تقهر الظلام وهم : ألأستاذ يوسف بنات ويعمل مدرسا في مدرسة راهبات الناصرة للأطفال المكفوفين والصم والبكم، مساهمته عظيمة في إكساب الأولاد القراءة بطريقة برايل اضافة الى كونه نموذجا حيا ومحفزا لهم للتقدم والمثابرة، المحامي عباس عباس مدير جمعية المنارة والشاب محمد دياب مركز مشروع التوعية الاجتماعية في جمعية المنارة والناشط في جمعيات اخرى. السؤال المركزي للفيلم – من هو الأعمى الحقيقي؟ "المتعقبون في الظلام" يحاول ان يلتقط صورة تحليقية لما يدور في مجتمعنا العربي بما يتعلق بفقدان البصر عبر ابطال ثلاثة يمثل كل واحد منهم جيلا مختلفا فهنالك ابن الستين وابن الثلاثين وابن العشرين كل يسير في طريقه وكل له قصته المؤثرة لكن تجمعهم امور كثيرة اولها فقدانهم البصر وما يترتب على ذلك من معيقات. الفيلم يحاول ان يهز الثابت من افكارنا النمطية كأنما يحاول إيقاظنا من سباتنا ولا مبالاتنا انه يسحب البساط من تحت ارجلنا لنخرج بحقبقة قد تكون معاكسة الى حد بعيد لما نعرفه وهي ان الأعمى هو نحن، هو من يرى لكنه يتعامى!
* انت تنتظر هذه الموافقة منذ عام تقريبا.
فعلا، فأنا أعددت التحقيق ومن ثم السيناريو للفيلم بالتعاون مع السلطة الثانية للتلفزيون والراديو وسينماتك الناصرة. هاتان الهيئتان تشكلان مؤخرا دفيئة لمجموعة من المبدعين العرب في مجال السينما. كل جاء مع فكرته – نواة مشروع- وقد أعلن منذ البداية انه سيتم اختيار أفضل مشروعين وكان لي الحظ أن يكون مشروعي احد الفائزين ما اهلنا للفوز بمبلغ 50.000 دولار لإنتاج الفيلم.
* وهل تم التعاقد مع شركة انتاج؟
ليس بعد. نحن بصدد التفاهم مع إحدى شركات الإنتاج وقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة جدا بالمفاوضات  آمل أن تنتهي بالإعلان النهائي عن هويتها فموافقتها تعني إضافة 50.000 دولار إضافية لميزانية الفيلم. اتوقع ان يبدأ التصوير في الأول من شهر كانون الثاني/ يناير 2008، وقد يستمر من ثلاثة اشهر ولغاية ستة اشهر.
* ماذا كان الدافع لإثارة هذا الموضوع من خلال فيلمك؟
انا ابن لمجتمع عربي يفتقر الى تقبل الآخر والمختلف بشكل يدعو الى القلق والغضب احيانا. المكفوفون هم احد وجوه " الآخر والمختلف" ويعانون الصراع بمستوييه العام والخاص فهم يريدون اولا مكانهم المتكافىء داخل اسرهم وبعد ذلك أو إلى جانبه يكافحون من اجل حقهم في العلم والعمل والكرامة أسوة بالباقين من مكفوفين وغير مكفوفين. فمن خلال التحقيق الذي أجريته اتضح لي ان الكفيف بشكل عام يعاني من الخجل والتشاؤم والخوف ويتصف بالانهزامية وسرعة الغضب ما يجعل ثقته بنفسه مهزوزة ومتزعزعة. أجدني  أحيانا أتساءل فيما بيني وبين نفسي هل يكتب للكفيف ان يحب وان يحب ام تمضي به الحياة جافة جوفاء! ارتأيت في فيلمي ان أوثق هذا النضال الفردي لأنه بنظري يرمز الى النضال الشمولي الذي يجب ان يكون. فالقصة ليست قصة فرد او اثنين اوحتى مائة، هنالك خمسة آلاف ضرير بين ظهرانينا، اين هم- من يطلق صرختهم!؟
*كيف تعرفت الى عباس؟
كنت قد قرأت تقريرا عن جمعية المنارة،وكنت وقتها ما زلت ابحث عن فكرة للفيلم. اوكد لك انه منذ وقع نظري على التقرير عرفت ان هذا هو موضوع فيلمي. بادرت للاتصال بعباس ودار بيننا حديث انساب بيسر وتدفق وكأنني أعرفه من عقود وحين تم اللقاء اكتمل تأثري به، فوجدتني أمام إنسان وأمام  " دفيئة" وحيدة وسباقة في الوسط العربي. خرج بفكرة المنارة من معاناته الشخصية متحديا بصره الآخذ بالانحسار شيئا فشيئا ليضع بين يدي مجتمعه جمعية تحمل بين ثناياها الرؤية والرؤيا لتنهض بحال المكفوفين على مستوى تغيير الأفكار النمطية والرافضة للمختلف.
*حدثنا قليلا عنك وعن دراستك وطبيعة عملك.
انا ابن قرية حرفيش، متزوج من اميرة وهي فنانة بارعة بالرسم وقريبة من افكاري، وهي ايضا ام اولادي نور (3 سنوات) وحسام (خمسة اشهر).
درست السينما في معهد" سوكولنوااع- لفنون السينما والتلفزيون" في تل-ابيب، كما درست صحافة وإعلام في معهد " حسيفا ". مشيت طريقا طويلة حتى وصلت الى مبتغاي وهو العمل والتفرغ التام للمجال الذي أحب أن اعمل فيه وهو صناعة السينما. هنالك مشروعان قيد الدراسة والتحضير بالإضافة الى فيلم " المتعقبون في الظلام". الأول عبارة عن مسلسل يوثق لحياة الدروز وتاريخهم في البلاد والعالم ، أسميته " أبناء المعروف". وقد حصل العمل على منحة من صندوق "جيشر". كعادتي تقصيت امورا كثيرة تتعلق بالدروز وتاريخهم ليعرض العمل صورة تختلف كثيرا عن تلك الشائعة والراسخة في الأذهان.
أما العمل الآخر فهو فيلم روائي" بعنوان"زهر الرمان".وهو مرشح للحصول على دعم من صندوق "جيشر" و "رابينوفيتش"، في حال تمت الموافقة عليه، سيبدأ العمل عليه بشهر آذار القادم ما يعني أن نهاري سيكون موصولا بليلي وهذا عين ما ابتغيه.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
243687.40
BTC
0.53
CNY