الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 11 / مايو 00:01

كايد القصاصي يكتب: الفساد والقلوب المريضة بالعالم

كل العرب
نُشر: 21/03/11 13:06,  حُتلن: 07:47

كايد القصاصي:

الفساد ظاهرة قديمة فقد ارتبط وجود الفساد بوجود الأنظمة السياسية والتنظيم السياسي

لا يوجد على وجه هذه المعمورة منطقة لا يوجد فيها هذا الداء, فهو موجود في حياتنا في كافة المجالات

الفئة الضالة المضلة لمبادئ الأمانة وقيم النزاهة وعفة الصدق في القول والعمل هدفها إظهار أنفسهم وكأنهم الحريصون على المصالح العامة وغالباً ما يكونون هم البطانة الفاسدة

ان رياح التغيير التي هبت في المنطقة وتعصف في الكثير من الدول العربية من اجل محاربة الفساد والاستبداد والظلم يجب ان تهب على منطقتنا لان الفساد فيها عشعش وتجذر وترسخ وضرب له أسس متينة فدعوات محاربة الفساد لا تغيب عن خطابات الكثيرين منا ومنهم من يلبسون ثوب النزاهة والأمانة ويطالبون بمحاربة هؤلاء المفسدين والتصدي لهم وكشف حقيقتهم واسقاط أوراق التوت التي تغطي عورة فسادهم وظلمهم, ولكن على ما يبدو انهم نسوا انفسهم ووضعوها في خانة الاتقياء والشرفاء ولسان حالهم هو الوعظ للناس واظهار شخصياتهم بانهم مع الناس والشعب, والحريصون على مصالحة الفساد هو مشكلتنا الكبرى والعامل الرئيسي لتأخيرنا وهو أساس المصائب المحدقة بشعبنا, فالفساد أصناف عديدة فهناك الفساد السياسي الذي يعني باساءة استخدام السلطة العامة من قبل النخب الحاكمة لاهداف غير مشروعة وشخصية, وهناك الفساد, المالي وهناك الفساد الإداري وهناك الفساد الأخلاقي الذي من اخطر واعظم الفساد واكبره ضرراً على المجتمعات والمحصلة النهائية, ان الفساد وحدة متكاملة يشد ويدعم بعضه بعضاً.

القيم الأخلاقية
الفساد ظاهرة قديمة فقد ارتبط وجود الفساد بوجود الأنظمة السياسية والتنظيم السياسي, وهي ظاهرة لا تقتصر على شعب دون اخر او ثقافة دون اخرى, ولكن ظاهرة الفساد تتفاوت ظاهرة من حيث الحجم والدرجة بين مجتمع وأخر, فأسباب الكامنة خلف ظاهرة الفساد وتفشيه في مجتمعنا بالرغم من وجود شبه اجماع على كون هذه الظاهرة سلوك إنساني سلبي تحركه المصلحة الذاتيه.
ان الفساد يؤدي الى خلخلة القيم الأخلاقية والى الإحباط وانتشار اللامبالاة والسلبية بين افراد المجتمع, وبروز التعصب والتطرف في الآراء والمواقف وتشجع على انتشار الجريمة كرد فعل لانهيار القيم والأخلاق وعدم تكافئ الفرص.
إن الفساد المادي هو المسيطر والظاهر, فهناك فساداً اخر يعصف على القطاع السياسي والفئوي, فليس هناك حاجة لكشفه فهو يكشف نفسه بنفسه, وهو ليس بحاجة لوثائق ودلائل وشهود, فدرجة شيوعه تجعل كل الناس يشهدون عليه.

امتهنوا الفساد
فلا يوجد على وجه هذه المعمورة منطقة لا يوجد فيها هذا الداء, فهو موجود في حياتنا في كافة المجالات, ان الفساد منظومة متكاملة ويجب إيجاد النية الصادقة لاجتثاثه من مجتمعنا, وعلينا ملقاة مسؤولية كبيرة وأخلاقية للبحث عن آليات لمكافحته والتي حسب اعتقادي تنحصر في المحاسبة, المساءلة, الشفافية والنزاهة.
فهذه الفئة الضالة المضلة لمبادئ الأمانة وقيم النزاهة وعفة الصدق في القول والعمل وإظهار أنفسهم وكأنهم الحريصون على المصالح العامة وغالباً ما يكونون هم البطانة الفاسدة التي تحلل وتزين وتنزه وتزيف وامتهنوا الفساد وقبلوا ان يكونوا في فئة المفسدين فمحاربتنا للفساد يجب ان تبدأ بهؤلاء المفسدين وأصحاب القلوب المريضة.

مقالات متعلقة