الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 14:01

معلومات قيمة: غذاء الطفل بعد عامه الأوّل

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 21/03/11 13:52,  حُتلن: 13:56

الطفل يكون متعطشاً للمعرفة وإكتساب المعلومات، وأن تلقينه العادات الغذائية الصحية يمكن أن يتم بسهولة

أكبر مشكلة ومصدر للقلق يمكن أن يواجه الأهل، والأُم بشكل خاص، هو رفض الطفل للطعام الذي يُقدَّم إليه

عندما يبلغ طفلك عامّه الأوّل ترتفع نسبة الشحوم في جسمه، وهذا أمر طبيعي جدّاً. لكن سيلاحظ أنّه سيخسر هذه الشحوم بشكل تدريجي حتى عامه السادس. وخلال هذه الفترة يزداد طول الطفل أكثر مما يزداد وزنه. لذلك من الطبيعي أيضاً أن يكون طفل الأربع أو الست سنوات نحيلاً نوعاً ما.
في هذه الفترة العمرية، لا تكون إحتياجات الطفل للطاقة الغذائية كبيرة، لأن نموه يكون بطيئاً خلال هذه المرحلة مقارنة بعامه الأوّل، أو بالمرحلة التالية: مرحلة المراهقة.

 

في هذه الفترة، يبدأ قلق الأهل على أولادهم، إذ تقل شهيّة الطفل للطعام، ويصبح مشغولاً أكثر باللعب مع أقرانه، وتخف سيطرة الأهل عليه خاصة فيما يتعلق بالغذاء. وغالباً ما ينسى الأهل أنّ الطفل في هذه المرحلة يكون متعطشاً للمعرفة وإكتساب المعلومات، وأن تلقينه العادات الغذائية الصحية يمكن أن يتم بسهولة. لذا علينا ألا نستخفّ بقدراته الفكرية، وأن نفسّر له لماذا يكون هذا الخيار أفضل من غيره.
إنّ حاجات الطفل الغذائية في أوّل سني عمره تكون مشابهة لأي شخص آخر، إلا أنّ الكميات تختلف. وللتأكد من أن طفلك يحظى بغذاء صحي ومتنوع، احرصي على إعطائه يومياً أطعمة من المجموعات الغذائية الخمس.
احرصي على تقديم أطعمة كافية تحتوي على الكالسيوم والحديد والفيتامينات، وتجنّبي الكثير من الأطعمة التي تحتوي على الملح والسكّر المضافين.
لن أحدد هنا الكميات لأنها تختلف من طفل إلى آخر حسب شهيته وسرعة نموه، لكني سأتناول في السطور التالية حلولاً لبعض المشاكل التي يمكن أن يواجهها الأهل بالنسبة لطريقة تحضير غذاء الأولاد ونوعيّة هذا الغذاء.

- الطفل الذي يمتنع عن الطعام:
إنّ أكبر مشكلة ومصدر للقلق يمكن أن يواجه الأهل، والأُم بشكل خاص، هو رفض الطفل للطعام الذي يُقدَّم إليه. ولحسن الحظ، لم أواجه مثل هذه المشكلة مع أولادي، لكنني أتفهم شعور الأهل وغضبهم أمام هذا النوع من الأطفال. القاعدة الأولى هي ألا نغضب وأن نترك الطفل لفترة من الوقت قبل أن نقدّم له الطعام ثانية. القاعدة الثانية، أن نتأكد من النمو الصحيح للطفل، خاصة فيما يتعلق بالطول، أمّا عدم زيادة الوزن فليس بمشكلة كبيرة. كما أن علينا أن ننتبه إلى نشاط وحركة الطفل، فإن كان نشيطاً وحيوياً، فلا داعي أبداً للقلق.
بعد مقابلات عدة مع أُمّهات يواجهن هذه المشكلة، تبين لي أنّ القليل جدّاً من الأطفال لا يأكلون فعلاً. وبعد السؤال، يتضح أنّ الطفل يكره الكثير من أصناف الطعام التي تُقدَّم له، ويفضِّل أنواعاً أخرى.

- الطفل الذي يكره اللحوم:
إنّ كره الأطفال لنوع معيّن من المأكولات أمر شائع جدّاً، وعلينا فقط أن نقدم له البديل. واللحوم، إجمالاً، هي مصدر جيِّد لمادة البروتين الضرورية لنمو الطفل بشكل سليم. والطفل بحاجة يومياً لمأكولات تؤمن له هذه المادة. وإذا رفض تناول لحم العجل أو الغنم يمكن أن نقدم له كوباً من لبن الزبادي مع طبق العدس، أو الفول، أو الحمص.
أخيراً، إليكم نصيحة أسديتها لصديقة لي كانت إبنتها الصغيرة تكره جميع أصناف اللحوم:
إسلقي أو اشوي كمية قليلة من لحم العجل الخالي من الدهن، أو الدجاج أو السمك، ثمّ اهرسيها جيِّداً وأضيفي بعض التوابل إليها، ومن ثمّ امزجيها مع البطاطا المسلوقة أو الجزر أو الأرضي شوكي (الخرشوف) واصنعي منها كريات صغيرة وقدِّميها مع الأرز أو المعكرونة أو الذرة.

- الطفل الذي يكره الحليب:
لقد عانيت من هذه المشكلة شخصياً. فقد امتنعت إبنتي عن تناول الحليب وهي في عمر السنتين. وبما أنّ الحليب هو المصدر الأهم لعنصر الكالسيوم الضروري لبناء عظام وأسنان سليمة، فقد كان هاجسي اليومي أن أقوم بتأمين البدائل لها. إن كنت تعاني أيضاً من هذه المشكلة مع ولدك، اتّبعي تجربتي. في الحقيقة، كرهت إبنتي الحليب حين أدخلت الحليب الكامل الدسم بدل الحليب الخاص بالأطفال ويبدو أنها لم تحب مذاقه ولا رائحته. بعد تغيير نوع الحليب، انتقلت من الحليب المجفّف إلى الحليب السائل المعقَّم. أحبته ابنتي لفترة معيّنة، لكن لسوء الحظ لم يدم ذلك طويلاً.
حاولت حينئذٍ إدخال بعض المواد المنكِّهة، كمسحوق الكاكاو والقهوة الخالية من الكافيين والشاي. فشلت المحاولة أيضاً. وكنت أعلم أنّ الكثير من الأولاد الذين يكرهون الحليب، يفضلونه على شكل مهلَّبية، مع قليل من النشاء أو الأرز والسكر، إلا أنّها رفضت أيضاً المهلَّبية. اقتنعت أخيراً أن عليَّ التوقف عن إجبارها، بعد أن حاولت المستحيل.
خلال كل هذا الوقت، كنت أعطيها يومياً، قدر المستطاع، كوباً من اللبن الزبادي مع وجبة الغداء أو العشاء، لأنها كانت بالإضافة إلى كرهها للحليب، تكره الجبنة أيضاً. أو كنت أقدم لها البوظة (الجيلاتي) على حليب والفطائر والمناقيش على جبنة، وأضيف الحليب المجفّف إلى أطباق اللحوم والصلصات أثناء تحضيرها. أمّا الآن، وبعد أن أصبحت ابنتي بعمر المراهقة، فقد باتت تدرك أهمية تناول مشتقات الحليب وتحاول من وقت لآخر تناول كوب من الحليب أو اللبن.
والواقع أنّ القليل من الأولاد يرفض جميع أنواع وأشكال مشتقات الحليب، فإذا كان ولدك من هذه الأقليَّة، يمكن إعطاؤه الجرعات الإضافية من عنصر الكالسيوم بعد إستشارة الطبيب.

- بعض الإرشادات التي يمكن أن تساعد في ترغيب الطفل الممتنع عن الطعام:
* يجب أن نقدم له دائماً حصص طعام صغيرة، حتى ولو بدت لنا غير كافية، فهي تكفي لطفل صغير ضعيف الشهية.
* علينا قدر المستطاع أن نحضِّر الطعام الذي يحبه الطفل، ويمكن حتى أن نشركه في إختيار وتحضير الطبق.
* من الأفضل عدم تأخير وجبة الفطور خاصة إن كان موعد الغداء مبكراً. وأنصح هنا بعدم إعطاء الحليب قبل ساعة أو ساعتين من وجبة الغداء لأن ذلك يقلّل من شهية الطفل.
* من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأهل، تقديم البسكويت والشوكولا لطفلهم في حال امتنع عن تناول الوجبة الأساسية. من الأفضل عدم إعطاء الطفل أي شيء على الإطلاق حتى يحس فعلاً بالجوع، أو أن نقدّم له نوعاً آخر من الطعام كالأرز واللبن بدل طبق اللحم أو الدجاج الذي رفضه.
* يتشجّع كثير من الأولاد على الأكل بوجود غيرهم من الأطفال. ويمكن أن ندعو بعض أصدقائه من الأطفال بين الحين والآخر، أو أن نتناول وجبة لغداء عند الأقارب أو مع الجيران.
* إنّ شراء أوانٍ ملونة وبراقة أو أطباق وأكواب عليها صور أبطاله المفضلين هو طريقة أخرى لإغراء الطفل الممتنع عن الطعام.
* يتغير ذوق الأطفال بإستمرار، فهو إن كره نوعاً من الطعام اليوم، يمكن أن نجرب كمية منه في وقت آخر.
* كقاعدة عامة، على الطفل أن يتناول في هذا العمر ملعقة طعام أو اثنتين لكل سنة من عمره. فإذا كان عمره سنتين يكفي أن يأكل مقدار ملعقتين إلى ثلاث ملاعق طعام في الوجبة.

مقالات متعلقة