طالبت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية الرئيس المصري حسني مبارك والحكومة المصرية بوجوب حل مشكلة الفلسطينيين المحتجزين في صالة مطار العريش والبالغ عددهم 23 شخصًا.
وقالت المنظمة في رسالة وجهتها إلى السلطات المصرية، ووصلت نسخة عنها موقع «العرب»، إنّ معاناة المحتجزين في مطار العريش طالت ويجب إنهائها فورًا، لأن الفلسطينيين البالغ عددهم 23، المحتجزون هناك يعيشون في ظل ظروف مأساوية منذ بداية شهر حزيران (يونيو) الفائت. وأكدت المنظمة أن عدم وجود تنسيق مع السلطات المصرية قبل قدومهم لا يبرر بأي حال احتجازهم من قبل السلطات المصرية وعدم المبالاة بمعاناتهم.
ولفتت المنظمة إلى احتجاز الأشخاص الـ23 (أعمارهم تتراوح بين 19 و-40 عامًا) منذ بداية شهر حزيران (يونيو) الفائت، وأن أوضاعهم بالغة الصعوبة خاصة بعد حدوث خلافات عميقة بينهم وبين الأمن المصري الذي يمنعهم من الخروج إلى مدينة العريش، ومن الرجوع كذلك من حيث أتوا وكذلك لا تقوم السلطات المصرية بإدخالهم إلى قطاع غزة.
وقد رصدت أصدقاء الإنسان نشوب مشادة عنيفة بين الأمن المصري والشبان الموقوفين يوم الثلاثاء (4/12/2007)، نتيجة للحجز والضغط النفسي المتزايد الذي يتعرض له المحجوزون، حيث كُسر لوح زجاج على يد أحد المحتجزين، ما جعل الأمن يتدخل وقام بالهجوم عليهم، الأمر الذي أدى إلى وقوع خمس إصابات في صفوفهم (في منطقتي الظهر والأرجل)، وحرق صالة الاجتماعات في المطار وتحطيم زجاج النوافذ. وقد حاول الأمن إقتحام الصالة التي يقيم الأشخاص فيها وقام باعتقال واحداً منهم هو المواطن سمير علي.

وساقت المنظمة أمثلة على معاناة المحتجزين، وذكرت أن أمجد حمودة مهندس مقيم في قبرص كان قد أتى من هناك لزيارة والدته المصابة بالسرطان في قطاع غزة (لم يرها منذ 5 سنوات)، منعته السلطات المصرية من العبور إلى بلده، وتوفيت والدته ولا زال محتجزًا.
وكذلك إسماعيل صافي (40 عامًا) ظل يصارع آلامًا غضروفية حادة في ظهره لمدة أربعة شهور، ولم يسمح له بإجراء عملية جراحية إلا مؤخرًا، وذلك لاعتقاد الأمن المصري أنه سيتأثر فكريًا جراء إجراءه العملية في مستشفى الفاروق في القاهرة.
أما خالد البلبيسي فقد تعرض لآلام حادة في أسنانه فقيّده أفراد الأمن بالكلبشات ورافقه ستة منهم في سيارة الإسعاف التي أقلته إلى مستشفى العريش الحكومي من أجل العلاج.
وقد حاول المحتجزون في شهر تشرين الثاني الماضي القيام بعمليات احتجاجية من أجل إطلاق سراحهم، وعملوا على إعاقة هبوط طائرة أمريكية تقل وفدًا أمنيًا أمريكيًا، ما تم على إثره تدعيم القوة في المهبط والمؤلفة من قوات شمال سيناء بقوات من الأمن المصري، معززين بالكلاب البوليسية والهراوات والغاز المسيل للدموع، عندها حدثت مواجهة في المطار نتج عنها 6 إصابات في صفوف الموقوفين.
وقد حاول المحتجزون الاتصال بالسفارة الفلسطينية في القاهرة عدة مرات إلا إنها لم تبعث أحدًا لزيارتهم ولم تقم بمساعدتهم.
وعلى إثر المواجهة الأخيرة قامت قوات الأمن بالتضييق عليهم من عدة جوانب:عدم السماح للزائرين وللمنظمات الأهلية والدولية بزيارتهم، عدم السماح لهم بالخروج من صالة المطار،
يسمعون مسبات نابية من قبل أفراد الأمن، الوجبات الغذائية التي تقدم لهم غير مناسبة، منع أي أحد أن يشتري لهم احتياجاتهم الضرورية من سوق العريش، إغلاق كافتيريا المطار التي كانوا يشترون منها.
وطالبت منظمة أصدقاء الإنسان رئاسة الجمهورية والحكومة المصرية بالعمل الفوري على حل مشكلتهم، وكذلك كل الفلسطينيين العالقين على جانبي الحدود، وقالت أنه من غير المعقول إبقاء جزء كبير من الشعب الفلسطيني يتكون من مليون وأربعمائة ألف مواطن بحالة حصار خانق، وسد كل المنافذ البرية والبحرية والجوية بوجهه، والتضييق عليه في عيشه، وأن ذلك يمثل طريقة بطيئة في عملية قتله.
وقالت المنظمة إنه وبحكم تبعية قطاع غزة إداريًا لجمهورية مصر العربية قبل احتلاله في عام 1967، وكذلك كون الحدود المصرية المنفذ الوحيد للمواطنين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة إلى العالم، فإنه يترتب على الحكومة المصرية واجبات أخلاقية لا مفر من أدائها تجاه سكان القطاع، والسلطات المصرية تعلم يقينًا ما يحدث من مآس في صفوف المرضى الفلسطينيين الممنوعين من السفر من أجل العلاج، وأكدت أن عدد الذين توفوا منهم منذ منتصف شهر حزيران (يونيو) الماضي، قد بلغ خمسين مواطنًا بوفاة المواطنة دلال عودة مسلم (57 عامًا) الاثنين (24/12)، وأن مئات المرضى لا يزالون على قائمة الانتظار في سبيل سفرهم من أجل العلاج.
وذكرت المنظمة أن سماح السلطات المصرية لمئات الفلسطينيين بالسفر إلى مدينة مكة المكرمة في الثالث من الشهر الجاري لهو خير دليل على قدرة الحكومة المصرية على فتح معبر رفح أمام السكان الفلسطينيين.