الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 10:02

محمود أبو خيط:جمعة الغضب الطيراوية

كل العرب
نُشر: 19/03/11 16:22,  حُتلن: 21:12

محمود أبو خيط:

اعتاد اهالي الطيرة على ان مجموعة معينة هي التي تناضل وتتظاهر وتعتصم وترفع الشعارات

العنف اصبح واقعا تغلغل في نفوسنا يعتقد البعض انه لن يتم ردعة في مظاهرات ونشطات اجتماعية وتربوية

كان واضحا وملحوظا تغيب النشطاء الحزبيين عن المشاركة بقصد او بغير قصد وابدأ بتوجيه اصبع الاتهام الى نفسي والى رفاقي اولا ثم الى الحركات السياسية الاخرى

الائمة لم يولوا الموضوع الاهتمام الكافي بل بلغ بأحد الائمة ان دعى المصلين بعدم المشاركة بحجة الاختلاط!!!!!.

على ما يبدو فان الثورات العربية التي القت بظلالها على العالم العربي اجمع تلقي بظلالها هذه المرة على قرانا و"مدننا" العربية، وتبث في نفوس الشباب طاقة لتغيير واقع مرير كدنا نعتاد عليه أو بالأحرى كاد يصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
في مبادرة غير مسبوقة قام مجموعة من الشباب في الطيرة بالدعوة الى "جمعة غضب" ومظاهرة احتجاجا على العنف والاجرام المستشري في الطيرة خاصة وفي البلدات العربية الفلسطينية عامة، وكما فعل الشباب التونسي والمصري اعتمد الشباب بالدعوة على الشبكة الاجتماعية "فيسبوك" لنشر دعوتهم وافكارهم بين اترابهم.

عدم تجاوب الاهالي
وكانت "جمعة الغضب" على غير التوقعات فشارك بالمظاهرة العشرات التي لم يتعدى عددهم حسب رايي ال150 متظاهر من اهالي الطيرة، الا ان البرنامج استمر كما كان مخططا له وانتهت المظاهرة والتظاهرة وعدنا الى بيوتنا سالمين.
وهنا لا بد من الوقوف عند بعض التفاصيل المهمة التي لربما ادت الى عدم تجاوب الاهالي مع المبادرة بالشكل المطلوب، ليس الهدف من هذا التحليل جلد الذات ومعاتبة المنظمين بل بالعكس من اجل تطوير العمل وانجاح الفعاليات القادمة التي وعد المنظمون انها ستستمر بالرغم من قلة المشاركين بالمظاهرة وان هذا "اللا تجاوب" ما هو الا تأكيدا على ان العنف اصبح واقعا تغلغل في نفوسنا يعتقد البعض انه لن يتم ردعة في مظاهرات ونشطات اجتماعية وتربوية.

 الحركات السياسية
بداية اود التوقف عند الامر الاهم حسب رايي وهو المشاركة الهزيلة للكوادر الحزبية بدون استثناء، وللأسف الشديد كان واضحا وملحوظا تغيب النشطاء الحزبيين عن المشاركة بقصد او بغير قصد وابدأ بتوجيه اصبع الاتهام الى نفسي والى رفاقي اولا ثم الى الحركات السياسية الاخرى، فلو كان من دعى الى هذه المظاهرة حزبا معينا لوجدت ان اعضاء ومؤيدي هذا الحزب تواجدوا بكثافة و"استقتلوا" من اجل تجنيد اكبر عدد ممكن من المشاركين، فلماذا لم نقم بهذا الامر بالرغم من ادراكنا على اهمية الموضوع وحساسيته؟؟؟
الامر الاخر هو اعتماد المنظمين على ائمة المساجد في دعوة المصلين خلال صلاة الجمعة الا ان الائمة لم يولوا الموضوع الاهتمام الكافي بل بلغ بأحد الائمة ان دعى المصلين بعدم المشاركة بحجة الاختلاط!!!!!.

التظاهر والاعتصام
اعتاد اهالي الطيرة على ان مجموعة معينة هي التي تناضل وتتظاهر وتعتصم وترفع الشعارات وهم بدورهم يتفرجون على المظاهرة من شرفات بيوتهم او من خلال مواقع الانترنت او الصحف وكان الامر جليا حتى في امور مصيرية للطيرة مثل التظاهر والاعتصام لأكثر من سنة ضد شارع عابر اسرائيل او في قضية هدم البيوت، كما لا يعقل ان لا يشارك في مثل هذه المظاهرة عائلات ضحايا العنف، اعضاء بلدية مثلا، مدراء المدارس –باستثناء 4 منهم- والذين تواجدوا يوم واحد فقط قبل المظاهرة بلقاء مع قائد المنطقة في الشرطة، هيئة مشروع "مدينة بلا عنف" –ولنا نقاش مع هذا المشروع وكيف يتم تطبيقه-، ائمة المساجد، لجان الصلح وغيرها الكثير.

تفشي ظاهرة العنف في بلداتنا العربية
واخيرا لا بد من همسة في اذان المنظمين للمحافظة على هذه المبادرة واستمرار تجنيد الحشد عليكم اولا الحذر والحيطة من مخططات الشرطة التي تحاول ان تظهر وكأنها جزء لا يتجزأ من هذا العمل وهذا النشاط وللأسف فان ضعاف النفوس منا يروق لهم هذا الشيء ولا تسعهم الدنيا فرحا عندما يروا احد افراد الشرطة يقف معه على هامش المظاهرة ليعبر له عن غضبه واستيائه من انتقاد الشرطة على منصة الخطابات. ليس دور الشرطة تنظيم المظاهرات ولا يجب ان نقبل بان نكون معها في صف واحد في هذا الموضوع لأننا نعتبر تقاعس الشرطة –مع سبق الاصرار- السبب الاول في تفشي ظاهرة العنف في بلداتنا العربية، ولأننا عندما نتظاهر نصرخ في وجوههم لكي يحاربوا العنف ولكي لا يتقاعسوا في الكشف عن الجناة عندما يكون الضحية عربي ولكي لا تغلق ملفات القتل ضد العرب بحجة عدم توفر الادلة ولكي لا يتم استغلال المشتبهين من اجل تجنيدهم للعمل كمخبرين مقابل التستر عليهم. ويجب ان يتذكر اهالي الطيرة انه عندما تم قتل حارس شركة "برينكس" في الطيرة تم الكشف عن الجناه بغضون ايام بدون تردد وبدون رحمة لان الضحية هنا يهودي بينما عندما يقتل شاب طيراوي فتكون الشرطة بحاجة الى عملاء أكثر من اجل الكشف عن القاتل.

مقالات متعلقة