محمد بركة:

 لرفيقنا الخالد توفيق طوبي بصمات على الساحة الفلسطينية العامة، إذ ربطته بحكم علاقات حزبه مع منظمة التحرير، علاقات خاصة مع القائد الراحل ياسر عرفات

 قيام منظمة التحرير الفلسطيني هو انجاز للشعب الفلسطيني، وهي العنوان الجامع للشعب الفلسطيني ومعترف به دوليا، ولذلك على الشعب الفلسطيني أن لا يسمح بالمس بهذا العنوان

 منذ زمن قلنا أنه لا يمكن لهذا العار، عار الانقسام أن يستمر، ونحن في الأمس، أطلقنا صرختنا من مدينة الناصرة، مؤازرة للحملة الشعبية التي انطلقت في الضفة الغربية وقطاع غزة لإنهاء الانقسام

دعا النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمته اليوم الأربعاء، أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي يعقد دورته الـ 24 في رام الله اليوم وغدا، إلى "الالتفات الى مبادرة الرئيس أبو مازن التي أطلقها اليوم لإنهاء حالة الانقسام"، لأن التاريخ لن يصفح على مواصلة هذا الانقسام الذي يستنزف الشعب الفلسطيني.
وكان المجلس المركزي قد افتتح دورته الـ 24 صباح أمس بحضور الرئيس أبو مازن، وبخطاب من رئيس المجلس سليم الزعنون أبو الأديب، الذي افتتح كلمته معددا شهداء شعبنا في الآونة الأخيرة، ومن بينهم القائد الراحل توفيق طوبي، داعيا الحضور للوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة.

مبادرة أبو مازن
كان الرئيس محمود عباس، أبو مازن، قد أطلق في خطابه أمام المجلس المركزي، مبادرة جديدة، وهي التوجه إلى قطاع غزة خلال أيام قليلة، على أن يكون في استقباله عند معبر حنون الفصائل الفلسطينية ومعها رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، وقال إن مبادرته تدعو إلى تشكيل حكومة موظفين، تضع الاستعدادات للانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية وللمجلس الوطني الفلسطيني، مكررا إعلانه بأنه لن يرشح نفسه مرة ثانية.
وكان الرئيس أبو مازن قد القى خطابا مطولا حول تفاصيل التطورات على الساحة الفلسطينية في الأشهر الأخيرة، وقال أتحدى أن نكون قد قدمنا تنازلا واحدة عن الثوابت الفلسطينية على مدى المفاوضات، كما تكلم عن "الوثائق" التي عرضتها قناة الجزيرة، وعن تلفيق التهم للقيادة الفلسطينية، وحتى من بينها الزعم بأنها وافقت على ما يسمى بـ "التبادل السكاني" بين الفلسطينيين في المثلث وبين المستوطنين.
وقال أبو مازن، قبل ويكيليكس الجزيرة بكثير جاءني محمد بركة، وطلب معرفة موقفي من مسالة "التبادل السكاني"، وعلى الفور أبلغته علنا، بأنه لن يكون أمرا كهذا أبدا.

بصمات طوبي على الساحة الفلسطينية
وافتتح النائب بركة كلمته، أمام المجلس المركزي، بالتحية للمجلس ولدورته، وقال إننا ودعنا قبل ايام قليلة رفيقنا طيب الذكر القائد توفيق طوبي، الذي ترك بصماته الكبيرة على ساحة جماهيرنا العربية، من مقاومة الترحيل بجسده، ومقاومة الحكم العسكري والكشف عن مجزرة كفر قاسم وحتى يوم الأرض، كما أن لرفيقنا الخالد بصمات على الساحة الفلسطينية العامة، إذ ربطته بحكم علاقات حزبه مع منظمة التحرير، علاقات خاصة مع القائد الراحل ياسر عرفات، والرئيس ابو مازن، وله دور مشهود له في رأب الصدع الفلسطيني في منتصف سنوات الثمانين، الذي سبق دورة الجزائر للمجلس الوطني الفلسطيني.

كي لا نغرق في نفق مظلم
وحيا النائب بركة الدعوة التي أطلقها الرئيس ابو مازن، لزيارة غزة، ووضع برنامج للتقدم نحو الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني، وقال، منذ زمن قلنا أنه لا يمكن لهذا العار، عار الانقسام أن يستمر، ونحن في الأمس، أطلقنا صرختنا من مدينة الناصرة، مؤازرة للحملة الشعبية التي انطلقت في الضفة الغربية وقطاع غزة لإنهاء الانقسام.
ودعا بركة إلى تلقف مبادرة الرئيس بكلتا اليدين، وعدم اضاعتها، لأن الوحدة ضرورية، لتعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، ولتعزيز مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، وايضا في مواجهة المحتل على طاولة المفاوضات.
وقال بركة إن قيام منظمة التحرير الفلسطيني هو انجاز للشعب الفلسطيني، وهي العنوان الجامع للشعب الفلسطيني ومعترف به دوليا، ولذلك على الشعب الفلسطيني أن لا يسمح بالمس بهذا العنوان، وأن لا تكون المفاوضات على وجود المنظمة، بل على توسيعها لتشمل الجميع، فالنقاش والخلافات والتعددية، أمر مشروع، والمحادثات يجب ان تكون حول تصويت المسار، وليس على نسف المشروع الوطني الفلسطيني.

الموقف قبل انابوليس
وحيا بركة الموقف الفلسطيني القيادي الرافض لاستئناف المفاوضات في ظل الاستيطان، وأدان الموقف الأميركي المتواطئ، وقال إن كل مستوطنة هي تعبير عدواني على حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومستقبله
كما حيا بركة الموقف الفلسطيني القيادي الرافض ليهودية الدولة وما يسمى بـ "التبادل السكاني"، مؤكدا على ما قاله الرئيس ابو مازن، وقال لقد كان هذا قبل مؤتمر أنابوليس، حينما أردت سماع موقفا فلسطينيا حاسما، وكان الموقف واضحا ووضوح الشمس.
وقال بركة، إن يهودية الدولة تعني انتزاعنا من فضاء وطننا، الذي خضنا فيه معركة البقاء، ولا يمكن أن يتنزعنا أحد منه، والمسألة ليست مسألة مواطنة فلسطينية، بل انتزاعنا من فضاء الجليل والمثلث والساحل والنقب، وللأسف فهناك من يتلاعب في هذه المسألة، ومشاركتنا في دائرة القرار الفلسطيني تعني انتزاعنا من دائرة القرار في داخل إسرائيل، وهؤلاء ويريدون وضعنا على مشرحة المفاوضات، وعلى طبق التبادل السكاني، وتحديد نسبتنا داخل إسرائيل، ونحن سنتصدى أيضا لهذا، لأن بقاءنا وتمسكنا بالوطن غير قابل للتفاوض والمراهنة.

ليكن قرار المجلس المركزي
وقال بركة، إن هذه المواقف واضحة لنا ونحن على قناعة بأنها ثابتة، ولكنني اقترح على المجلس المركزي لمنظمة التحرير أن يتبنى بقراراته هذه المواقف، رفض ما يسمى بـ "التبادل السكاني"، وبطبيعة الحال رفض يهودية الدولة.