الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 02:01

كفاح زعبي تكتب: عن أي مشاعر تتحدثون؟

كل العرب
نُشر: 17/03/11 21:09,  حُتلن: 08:28

كثيرا ما كان يلفت انتباهي ويشدني من تصرفات ووجهات نظر شريحة عظمى من طبقات مجتمعنا حول تفسيرها لمعنى الإخوة والمحبة فيما بينها!
وكثيرا ما كان يؤسفني حال ألتناقض ألجلي الذي يكشف حقيقة نواياهم وأحقادهم الخفية,التي تتمثل في جسور من كلمات عبرها يتم العبور والهروب من مواقف تتطلب منهم حضور وسيطرة.
لست أستغرب هذه ألأنواع من ألناس,لأنني أعيش وسطهم,بينهم! لكنني طالما وجدت نفسي وحيدة,غريبة..وكأنني مخلوق غريب يعيش بن ألناس وهو ليس بشبيه لهم,ولا يمثلهم بصلة!!
ومع مرور ألأيام وانقضاء السنوات التي كانت كفيله بأن تثبت لي معدني ألطيب وأصلي ألطيب بأنه لا يتمثل لصلة لسائر ألناس.
كثيرون من يدعون أنهم مخلصون لك في حال غيابك أو حضورك وما إن تحثك خطواتك للسير بضع دقائق حتى يطعنوك في ظهرك كلاماً..انتقاداُ..حقداُ..شتماً!
وكثيرون من يعظمون لك أنفسهم بأنهم على استعدادٍ كامل بأن يفدوك بأموالهم بيوتهم قصورهم وما إن تتعثر أقدامك وتحتاج لاستعدادهم المزعوم حتى ينسلخون عنك كما لظلك الانسلاخ وضح النهار,فيهربون ويبكون من حال وضعهم,ويسحبون مؤشر عظمة أنفسهم بكلمة أسف!
وكثيرون من يفرضون عليك محبتهم,حضورهم,وجودهم في حياتك,ويعرضون عليك عوض كل نقصٍ مادي أم معنوي كان...مقابل!!مقابل.....أفكار مجهولة,يستعصى عليك فهم مآربها.
وكثيرون هم من يظهرون لك محبتهم واهتمامهم المفاجئ بك,ولكنهم في الباطن الخفي يحملون حقداً وغيرةً تعجز وصفها كلمات قواميس الأبجديات العربية.

- فلمَ ألنفاق؟!
- هل بات ألنفاق جسراً علينا اجتيازه وعبوره لنصل لقمة الإنسانية الغير محسوسة؟!
- هل طغى مفهوم ألنفاق على أسمى معاني الإنسانية في حياتنا؟!
- هل غدت معاني الإنسانية مجرد الأعيب وافتراءات علينا مؤازرتها لنشعرها؟!
فبكل صراحة قلم جريء,بكل بساطة وعفوية طفل بريء,أعترف و أقول:
أنني إنسانة لا أستطيع ألنفاق!ولا يمكنني ألتشبث و ألتمثل به كوسيلة عبور واجتياز.
لا يمكنني أن أضع يدي بيدٍ أخرى تتصف بالقذارة والألاعيب المزيفة.
لا أستطيع أن أبتسم بوجه إنسان يتصف بقمة ألبراعة في إتقان الأدوار السينمائية والتراجيدية.
لا أستطيع أن أرحب بإنسان طباعه النميمة وصفاته الخبث ورزقه الوشي والغدر.
لا أستطيع أن أجعل من نفسي مجرد منافقة لكي أرضي غالبية ألناس,لكي يتمننون علي أو على الآخرين بمساعدة صغيرة أوكما قال ألبعض " كرت أخضر " او تأشيرة دخول!
كيف لي أن أقول لإنسان أحبك وأنا لا أشعر بعمق المحفز لمشاعر يكون هو جدير بها؟
كيف لي أن أصمت وأغلق فمي,وأنا أرى ألكثير من ألأشياء ألتي تتنافى مع أخلاقي و ضميري,مبادئي,قيمي,إنسانيتي؟
كيف لي أن أتجاهل أفعالهم ألقذرة وكلماتهم ألمزيفة,نواياهم ألسيئة,وطباعهم ألشريرة؟
كثيرا ما حاولت أن أدوس على قلبي ألرقيق..على مشاعري,علني أتمكن لبضع دقائق أو ساعات بأن أجرد نفسي من معدني ألطيب..وإنسانيتي ألتي تميزني عن الآخرين.
من ضميري ألحي..من حناني ألفائض وشفقتي ألرحيمة!
ولكنني ومع أول مرحلة للمحاولة..أخفق و أفشل من أول بضع لحظات وليس دقائق!

وجدير بالذكر أن هناك ألكثيرين من ألناس الذين يؤازروني,ويشبهوني,يمثلوني كما أنا.
وهذه هي ألطبقة ألثانية والوجه النادر من هؤلاء ألناس الذين يتمتعون بأخلاق رفيعة ونزاهة بريئة,أناس مثقفون بالدين و الأخلاق بالعلم والمعرفة.
يمكنني ألقول أنهم في بضع ألحالات أقل حظاً و أقل فرصاً من ذويهم!
لكنني..أصرخ عبر أرجاء ألفضاء وأكتب كلماتي ألصريحة والبسيطة لتقرأها أعين كثيرة
دون خوف,دون تردد,دون نفاق,دون خجل,دون ارتداع:
لا تخجل من نفسك أيها ألإنسان ألنقي,فإذا لم تكن تملك ألمال ألكافي فمالك ألحقيقي هو دينك أخلاقك علمك أدبك ترفعك عن كل قذارة,فافخر بضميرك ألحي ألذي لا يموت.
لا تخجل من نفسك إذا لم تعطى فرصتك الحقيقة في ألحياة,فان الله يخلق ما لا تعلمون.
لا تخجل من نفسك إذا طعنوك في ظهرك,فلو كانت لديهم ألجرأة بأن يتهامسون أمامك لما تهامسوا من خلفك.
عش عمراً..حكيماً..شريفاً..شامخ ألرأس..مفتخراً بدينك أخلاقك أصلك ومعدنك الطيب
ولا تعش لحظةً مذلولا ً منافقاً كاذباً في محاولةٍ لإرضاء غيرك.
فإدراك الناس غاية لا تدرك.

مقالات متعلقة