الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 20:01

شوقية عروق منصور: من مؤخرة الدجاجة يخرجون قنابل مسيلة للدموع

كل العرب
نُشر: 17/03/11 11:42,  حُتلن: 13:59

شوقية عروق منصور :

يعيش المواطن العربي الآن فرصته الذهبية ، لا خوف ، انه يعرف اين يضع قدمه ، وعلى أي حبل سيخطو

المواطن العربي يعيش الآن على صفيح ساخن عنوانه (كشف المستور ) الفساد السياسي وصل الى حدود مذهلة لا يتصورها عقل المواطن الذي تقلص محيطه واصبح حلمه رغيف خبز

في احد افلام الممثلة الايطالية "جينا لولو بريجيدا" وكانت تمثل دور لاعبة سيرك ، أجبروت على الصعود الى أعلى ، ومن فوق نظرت الى أسفل بخوف وكانت مترددة فقال لها زميلها :
هذه المرة فقط وبعدها لا خوف ، والآن هذه هي فرصتك لأن تكوني بطلة او لا تكوني..!!
الصور والأحداث تأتي من فوق ، هذا الفوق المسلح بالغموض الضبابيً ، والممنوع المسيج بالبذخ والترف والرفاهية والأموال والقصور والصفقات ، ورجال الأعمال والفساد وقذارة التخطيطات والنفوذ الشيطاني، الذي زحف على كل شبر في الأوطان حتى ضاقت هذه الأوطان وتحولت الى مزارع خاصة للزمر الحاكمة ولطبقة اطلقت أنيابها حتى نهشت كل شيء .

قدرات ايجابية
يعيش المواطن العربي الآن فرصته الذهبية ، لا خوف ، انه يعرف اين يضع قدمه ، وعلى أي حبل سيخطو ،هو الآن البطل ، الذي يعرف حقيقة حكامه وحكوماته !
الحقائق المخجلة ، من فساد وسوء ادارة واستغلال ثروات الشعب وتمادي الحكام في الاستخفاف والاستهتار بالشعوب ، التي يُكشف عنها يومياً ، حولت هالة الخوف والذعر في روح المواطن الى قدرات ايجابية تدفع لمواجهة الحاكم ومن حوله بجرأة ، بالاضافة الى الشعور انه شريك في الوطن ، وعليه التزام أخلاقي السياسي ومستقبلي في توضيح وتكبير المشاهد حتى يرى العالم ويسمع مدى الظلم الذي كان يرزح تحته . 

المؤسسة العسكرية
المواطن العربي يعيش الآن على صفيح ساخن عنوانه (كشف المستور ) الفساد السياسي وصل الى حدود مذهلة لا يتصورها عقل المواطن الذي تقلص محيطه واصبح حلمه رغيف خبز وسقف يأوي جسده من العراء ، لقد قتلوا احلامه ، واحلام الشعوب تنضج وتكبر حسب هندسة وتنسيق ورعاية حكامها وشعورهم نحو مواطنيهم وتوفير الميزانيات لهم .
يتحدثون في مصر الآن عن الفساد الذي دخل الى كل مكان حتى المؤسسة العسكرية خلقت طبقة من الأثرياء نتيجة الصفقات العسكرية الفاسدة .
واغرب الأكتشافات المضحكة المحزنة في آن واحد ، ان القنابل المسيلة للدموع التي القيت على المتظاهرين في ميدان التحرير في بداية الثورة الشبابية كانت فاسدة وقد انتهى تاريخ صلاحيتها ، من اجل ذلك لم تؤثر هذه القنابل على المتظاهرين ..! وقد ذكرتني هذه القنابل بالاسلحة الفاسدة التي كانت من اسباب نكبة فلسطين .
ان الخوف من انتفاضة الشعوب والنزول الى الشوارع يشل اعصاب الأسر الحاكمة والزعماء العرب ، أنه الخوف المباغت المفاجىء الذي عجزت عن تطويقه مخابراتهم ورجالهم ، وعيونهم الصقرية عجزت عن التنبيه والتحذير منه ،انه الخوف الذي حولهم الى اسود في أقفاص التواضع والإنسانية والإبتسامات المتوسلة ، يرقصون رقصة الفراش ، هم الآن في حلبة السياسة يلعبون بأسلوب الفراش الملون ، يتحدثون الآن عن الإصلاحات السياسية والاجتماعية كأنها هدايا من جيوبهم ، يتحدثون عن القناعة والأختيار والرضى والمحبة والوطن والحرص على المقدرات والثروات بعد ان نهبوها .

الصدى الواسع
ويفتحون السجون والزنازين ويطالبون بدعم المواطن المسكين ، يقدمون الرشوات اللفظية والإعلامية كي يرضى المواطن ويبقى هادئاً، نائماً ، مخدراً ، مستسلماً ، لا يثور ...!
لكن الصور القاتمة لابد ان تنتصر وتطل من أرشيف الظلم الحقيقي وغياب العدالة ، صور لا يمكن تزيفها ، بل تظهر الخلفية المرعبة للنظام السياسي الذي لايمكن تغطيته مهما قدم من رشوات .
ففي السعودية حكمت إحدى المحاكم على مواطن جائع بالسجن أربعة عشر شهراً والجلد ثمانين سوطاً لأنه أكل مؤخرة دجاجة ، "نعم " فقد دخل هذا المواطن الى المطعم وسرق سراً مؤخرة دجاجة واكلها، صاحب المطعم اشتكى هذا المواطن ، وشكواه وجدت الصدى الواسع ، كيف يسرق هذا المواطن مؤخرة الدجاجة ؟ ! وقد تصدرت "مؤخرة الدجاجة" الأخبار الطريفة ، لكن طرافتها سوداوية لأنها ستؤدي بهذا المواطن الى الجلد المبرح والسجن وستتجمع الأخلاق الحميدة بالأيدي التي ستضرب بالسوط ظهر المواطن الجائع ، سيتم نسيان الفساد العارم وتصبح مؤخرة الدجاجة تهمة امنية سياسية وتعدياً على الحق الخاص والعام ..!

اليقظة والرفض
على القضاء ان يشد قبضته حتى يعلم باقي المواطنين ان عين الحاكم لا تغفل صاحية ، ولن يضيع حق ، حتى مؤخرة الدجاجة لن يضيع حقها الشرعي بالعودة الى صاحبها او تعويضه!!!
لا يوجد فرق كبير بين مؤخرة الدجاجة ومؤخرات الرؤساء والزعماء والملوك العرب التي التصقت بالكراسي حتى اهترأت الكراسي ومؤخراتهم مازلت تطلب المزيد من الالتصاق بالسنوات، ان المواطن السعودي اكل مؤخرة الدجاجة وسيأكل السياط وبلاط السجن ، اما مؤخرات الرؤساء والملوك فستكون مرتعاً للخوف والرعب والتوقع بالسقوط المدوي والهروب ،لأنها تهتز مع كل صرخة شاب أو شابة ، مع كل انتفاضة شارع او زقاق او حارة او زنقة ...! لعله يخرج من مؤخرة هذه الدجاجة السعودية صرخة تبعث على اليقظة والرفض، حتى لو أمطر الملك ورجاله والقصر الغضب الدموي بالقنابل المسيلة للدموع واخرجوا الأسلحة المكدسة. فمن صفعة تونس خرجت ثورة ،وبدأ ربيع الشعوب العربية في القرن الحادي والعشرين ، فهل سيسجل التاريخ أن من مؤخرة دجاجة خرجت ثورة ايضاً.

مقالات متعلقة